وذكر ابن عبد الحكم في ((فتوح مصر والإسكندرية)) من حديث يزيد بن أبي حبيب، أن المقوقس ((أهدى له بغلة شهباء وحمارا أشهب وثيابا من قباطي مصر، وعسلا من عسل بنها، ومارية وأختها، ومالا. فأعجب النبي، صلى الله عليه وسلم ، العسل، فدعا في عسل بنها بالبركة))، وبعث ذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي ، فعرض حاطب على مارية الإسلام فأسلمت، وأسلمت أختها شيرين، وأقام الخصي على دينه، حتى أسلم بالمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
فوهب، صلى الله عليه وسلم ، شيرين لحسان بن ثابت رضي الله عنه، واتخذ، صلى الله عليه وسلم ، مارية سرية.
وكان الخصي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب، فاتهمت به، وقال الناس: علج يدخل على علجة. فبلغ ذلك النبي، صلى الله عليه وسلم ، فبعث عليا، رضي الله عنه، ليقتله.
فلما رأى السيف، رضي الله عنه، تكشف، فإذا هو مجبوب، فكف عنه علي رضي الله عنه، ورجع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم ، فأخبره، فقال له: ((أصبت، إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب)).
فلما ولدت مارية، رضي الله عنها، إبراهيم، على أبيه وعليه السلام، جاء جبريل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((السلام عليك يا إبراهيم)) فاطمأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، إلى ذلك.
مخ ۷۴