وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا في الهجرة إلى المدينة، رجالهم ونساؤهم، وتركوا دورهم مغلقة، وهم حلفاء حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. فلما خرج بنو جحش من دارهم بمكة، عدا عليها أبو سفيان بن حرب، بطريق الحلف والصهارة، فباعها، فبلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان بدورهم، فذكر ذلك عبد الله بن جحش للنبي، صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما ترضى يا عبد الله أن يعطيك بها الله دارا في الجنة خيرا منها؟ قال: بلى، قال: فذلك لك)).
فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، كلمه أخوه أبو أحمد عبد بن جحش في دارهم، فأبطأ عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم . فقال الناس لأبي أحمد: يا أبا أحمد، رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، يكره أن ترجعوا إلى شيء من أموالكم أصيب منكم في الله، فأمسك عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال لأبي سفيان، وكانت عنده بنته الفارعة.
أبلغ أبا سفيان عن ... أمر عواقبه ندامة
دار ابن عمك بعتها ... تقضى بها عنك الغرامة
وحليفكم بالله رب ... الناس مجتهد القسامة
إذهب بها، إذهب بها ... طوقتها طوق الحمامة.
وفي صحيح مسلم ((أن زينب بنت أبي سلمة دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب)).. .. الحديث.
أخوها هذا أبو أحمد عبد هو الشاعر، كان أعمى.
وكان بنو جحش ستة أخوة، ثلاثة أبناء، وثلاث بنات:
عبد الله المجدع في الله يوم أحد، أول من سمي أمير المؤمنين.
وأبو أحمد الشاعر الأعمى واسمه عبد.
مخ ۶۴