وتهب ريح القرون فوق ذلك، ويمحو رمل العصور آثار جميع الناس، آثار ولاة الفراعنة وفاتحي الإنكليز، وآثار عباد الشمس والمؤمنين بنبيي شواطئ البحر المتوسط، وآثار سلسلة متصلة من الآدميين الذين ماتوا ظمأ فابيضت عظامهم تحت زرقة قاسية لهذه السماء ذات الابتسامة الكلبية، وبليت بالريح وتحولت إلى غبار بقوة الشمس واختلطت برمل برتقالي اللون يمر عليه الآن سليل أبناء الصحراء أولئك راكبا جمله سائلا في نفسه: هل يصل إلى الحد، إلى السهب والنهر؟
وهنا، ما أكثر ما ابتهل إلى الآلهة في أثناء الزوبعة! وفيما كان السكان الفطريون يجوبون تلك الصحراء ليأتوا بنبأ عن السهب أو ليسوقوا قطيعا حتى النيل جاهلين فاتحي الأجانب وآلهتهم كانوا يعبدون النجوم لاهتدائهم في الطريق بسيرها، ولا أحد يعرف عدد من غلبه النعاس منهم على قعوده فضل لم يغد غير عظام تذرو الريح رممها
34
مع رمم حيوانه، وحينما أوغل الفاتحون المبشرون بعقائد جديدة في السهب، آتين من البحر الأحمر فاعتنق أهل البدو دين اليونان ثم النصرانية ثم الإسلام في جمع غريب، ضرعوا إلى هركول
35
وبان
36
وإيزيس
37
ويسوع ومركور
ناپیژندل شوی مخ