137

نظم مستعذب

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

پوهندوی

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

خپرندوی

المكتبة التجارية

د خپرونکي ځای

مكة المكرمة

ژانرونه

وَمِنْ بَاب اسْتِقْبَال الْقِبْلَةِ الْقِبْلَةُ: مَأخُوذَةٌ مِنْ قَابَل الشَّيْىءُ الشَّيْىءَ: إِذَا حَاذَاهُ. وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ: إِذَا حَاذَاهُ بِوَجْهِهِ. وَأصْلُهُ: مِنَ القُبُل: نَقِيضُ الدُّبُرِ. قَالَ الْهَرَوِىُّ (١): سُمِّيَت الْقِبْلَةُ قِبْلَة؛ لِأنَّ الْمُصَلِّىَ يُقَابِلُهَا وَتُقَابِلُهُ (٢). قَوْلُهُ تَعَالَى (٣): ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ (الْحَرَامِ)﴾ (٤) أيْ: (اسْتَقْبِلْهُ) (٥) وَاجْعَلْهُ مِمَّا يَلِيكَ. وَقِيلَ: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ﴾ أيْ: أَقْبِلْ وجْهَكَ. وَوَجِّة وَجْهَكَ (٦) وَكَذَلِكَ (٧) قَوْلُهُ: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ (٨) أَيْ: مُسْتَقْبِلُهَا (٩). وَ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ﴾ أَيْ: نَحْوَهُ وَتِلْقَاءَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ (١٠): ألَا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا رَسُولًا (١١) ... وَمَا تُغْنِى الرِّسَالَةُ شَطرَ عَمْرِو أَيْ: نَحْوَهُ. وَقَالَ أَيْضًا (١٢): أقِيمِى أُمَّ زِنْبِاعٍ أَقِيمِى ... صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَنى تَمِيمِ وَنُصِبَ "شَطْرَ" عَلَى الظَّرْفِ (١٣) والمعنى إِلى شَطْر المَسْجِدِ الحَرَامِ. قَوْلُهُ: بِحَضْرِةِ الْبَيْتِ (١٤) أيْ: بِقُرْبهِ، مِنَ الْحُضُورِ: ضِدُّ الْغَيْبَةِ. قَوْلُهُ: "فَإنَّ أَخْبَرَهُ مَنْ يُقْبَلُ خَبَرُهُ عَنْ عِلْمٍ" (١٥) هُوَ أن يَرَى الْكَعْبَةَ مِنْ سَطْحٍ أوْ رَأَسِ جَبَلٍ فَيُخْبِرَهُ. قَوْلُهُ: "مَحَارِيبُ الْمُسْلِمِين" (١٦) أصْلُ الْمحْرَابِ: الْمَكَانُ الرَّفِيعُ، وَالْمَجْلِسُ الشَّرِيفُ؛ لِأنَّهُ يُدَافَعُ عَنْهُ، وَيُحَارَبُ دُونَهُ. وَقِيلَ: مِحْرَابُ الأسَدِ لِمَأوَاهُ. وَيُسَمَّى الْقَصْرُ وَالْغُزفَةُ مِحْرَابًا، قَالَ (١٧): رَبَّةُ مِحْرَابٍ إِذَا جِئْتَهَا ... لَمْ ألْقْهَا أَوْ أرْتَقِى سُلَّمَا

(١) في الغريبين ٣/ ٦٤. (٢) أنظر العين ٥/ ١٦٦ - ١٦٨ والمحكم ٦/ ٢٦١ - ٢٦٦ واللسان (قبل ٣٥١٦) والمصباح (قبل). (٣) ع: ﷿. (٤) سورة البقرة الآيات ١٤٤، ١٤٩، ١٥٠. و﴿الْحَرَامِ﴾ ليس في خ. (٥) خ: استقبل. (٦) معانى القرآن ١/ ٨٤، ٨٥ ومجاز القرآن ١/ ٦٠ ومعانى الزجاج ١/ ٢٠٤ وتفسير غريب القرآن ٦٥. (٧) ع: وكذا. (٨) سورة البقرة ١٤٨. (٩) المراجع تعليق (٦). (١٠) لم أهتد اليه. (١١) رسولا ساقط من ع. (١٢) أبو زنباع الجذامى كما في اللسان (شطر ٢٢٦٣) وروايته: "أقُول لِأمِّ زِنْبَاع أَقِيمِى". (١٣) معانى الزجاج ١/ ٢٠٤ ومعانى الفراء ١/ ٨٤. (١٤) في المهذب ١/ ٦٧: فإن كان بحضرة البيت لزمه التوجه إلى عينه. (١٥) في ع: "فإن أخبره رجل من يقبل خبر رجل عن علم" وفي خ: فإن أخبره رجل عن علم". والمثبت نصّ المهذب ١/ ٦٧ في جاهل مكان البيت. (١٦) في المهذب ١/ ٦٧: فإن رأى محاريب المسلمين في موضع صلى إليها. (١٧) وضاح اليمن كما ذكر أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ١٤٤ وابن دريد في جمهرة اللغة ١/ ٢١٩ ومثله في اللسان (حرب ٨١٧).

1 / 74