إذا صارم قر في غمده ... حوى غيره الفضل يوم الجلاد لا ارضى لك يا سيدي ومولاي ايدك الله لزوم دارك. على اعسارك. والرضا بحالتك. مع كمال آلتك. واحثك على ان تعتاض بالنوم السهر. وبالاقامة السفر. وتبلغ كل مبلغ من الاضطراب. وتستعير جناح الغراب في الاغتراب. وكاني بأسفارك وقد اسفرت عن محط الرحل رحيبا. وعن النجح نزيلا واليسر قريبا. ولا ازيدك يا سيدي علما بأن سلطان النار في فراق الزناد. وان السيوف إذا استقرت في الاغماد. لم يظهر فضلها عند القراع والجلاد. جعل الله الخيرة مصاحبة لك في سفرك وحضرك. ومقامك وظعنك. وسائر متصرفاتك ومتوجهاتك
باب في
كراهة الغربة
" رسالة في حل قول الشاعر "
إذا ما ذكرت الدار فاضت مدامعي ... وصار فؤادي نهبة للهماهم
حنينا إلى ارض بها اخضر شاربي ... وحلت بها عني عقود التمائم
" وقول الآخر "
لقرب الدار في الافقار خير ... من العيش الموسع في اغتراب
" وقول علي بن الجهم "
يا رحمتي للغريب بالبلد النا ... زح ماذا بنفسه صنعا
فارق احبابه فما انتفعوا ... بالعيش من بعده ولا انتفعا
كتبت اطال الله بقاء مولاي واذ تذكرت الوطن خنقتني العبرة. واستولت علي الزفرة. حنينا إلى ارض انشأتني تربتها وغذاني هواءها. ورباني نسيمها. وحلت عني التمائم فيها. وتأسفا على بلدة بها اخضرار شاربي. واقتبال شبابي. وفيها مجمع اترابي. واخواني واحبابي. وقد كانت الاقامة بها مع الاعسار. احب الي من استيطان سواها على اليسار. ولكن قضاء الله لا دفاع دونه ولا احتجاز. ولا امتناع منه ولا احتراز فيا رحمتي للغريب المبتلى بكربة الغربة. وحرقة الفرقة. المقيم بالبلد البعيد من وطنه. النائي عن سكنه. ويا لهفي على ما صنع بنفسه. وقطع من انسه. حين فارق احبابه الاخصين واخوانة الاخلصين. فلاهم ينتفعون بالعيش من بعده. ويستريحون من التألم لبعده. ولا هو يستمتع بعدهم بحياته ويفرق بينهم وبين مماته وما على الله بعزيز أن يرد غربته. وييسر إلى احبابه اوبته
باب في
الشيب
" رسالة في حل قول الصاحب "
ما بالها قد عرضتني ... عند شيبي للاذى
تقول بعدا ابعدما ... كانت تقول حبذا
وكنت كحل عينها ... فصرت فيها كالقذى
" وقول البحتري "
تعيب الغانيات على شيبي ... ومن لي ان أمتع بالمعيب
ووجدي بالشباب وان تقضي ... حميد دون وجدي بالمشيب
كتابي يا سيدي اطال الله بقاك وقد اسفر لي بعدك صبح المشيب وسلبت ما لبسته من برد الشباب القشيب فانكرتني جاريتي وكرهتني. واعرضت عني وهجرتني. وعرضتني للاذى وجفتني وطفقت تقول لي بعدا وافا وتفا. بعدما كانت تقول حبذا ومرحبا واهلا وسهلا. وقد كنت في عينها كالكحل والكرى فصرت فيها كالسهد والقذى. والشيب ذنب عند الغواني لا يغفر وعيب لا يستر. ويا ليت هذا العيب دام لي وعم بعضي وكلي ولم يفرق بيني وبين اجلي. فوجدي بالشباب الراحل. دون وجدي بالشيب النازل. والسلام " فصل في حل قول ابن الرومي "
اصبحت شيخا له سمت وابهة ... تدعوني البيض عما تارة وابا
وتلك دعوة اجلال وتكرمة ... وددت اني معتاض بها لقبا
قد لبست رداء المشيب وعلتني ابهة الكبر فاذا دعتني الغواني عما. امتلأت غما. وإذا دعونني ابا. حسبتهن اوسعنني سبا. وتلك منهن دعوة الاجلال. وان كانت عندي دعوة الاخلال. وبودي لو عوضت عنها تلقيبا. يقتضي منهن تقريبا " رسالة في حل قول الآخر "
عربت من الشباب وكنت غضا ... كما يعرى من الورق القضيب
بكيت على الشباب بكل دمعي ... فما نفع بكاء ولا النحيب
مخ ۳۰