المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيام مولانا الملك المؤيد. العالم العادل المسدد. ولي النعم أبي العباس خوارزم شاه. أدام الله تعالى سلطانه. وحرس عزه ومكانه. مواقيت الشرف والفضل. وأوقاته تواريخ الكرم والمجد. وساعاته مواسم الأدب والعلم. وأنفاسه نعم. وأقواله نعم. وأفعاله سير. وآثاره غرر. وألفاظه درر. ومعاليه تباهي النجوم ارتفاعا. ومكارمه تضاهي الجو اتساعا. ومحاسنه تباري الشمس ظهورا. وفضائله تجاري القطر وفورا. فالله يديم جمال الزمان ببقائه. وكمال العز والرفعة ببهائه. ويمطر العدل والاحسان باطلة مدته. ويصرف السوء عن مهجته. وحين خرج الامر العالي لا زال نافذا عاليا. وقدرا جاريا. إلى عبده المخلوق لخدمته. المسمى عبد الملك لعبودية حضرته " بنثر النظم. وحل العقد " من مختار الشعر الذي يشتمل عليه الكتاب المترجم بمؤنس الأدباء. اتخذه العبد قبلة يصلي إليها. وقاعدة يبني عليها. واقبل على النثر الذي هو أشرف. وفي طريق الملوك والأكابر اذهب. وأصحابه أفضل. ومجالسهم أرفع. ولم تزل ولا تزال طبقات الكتاب مرتفعة عن طبقات الشعراء. فان الكتاب وهم السنة الملوك. إنما يتراسلون في جباية خراج. أو سد ثغر. أو عمارة بلاد. أو إصلاح فساد. أو تحريض على جهاد. أو احتجاج على فئة. أو تعزية في رزية. أو ما شاكلها من جلائل الخطوب. ومعاظم الشؤون. التي يحتاجون فيها إلى أن يكونوا ذوي آداب كثيرة ومعارف مفننة. وقد وسمتهم خدمة الملوك بشرفها. وبوأتهم منازل رياستها. واخطارهم عالية بحسب علو الخطر مما يفيضون فيه. ويذهبون إليه. والشعراء إنما أغراضهم التي يرمون. وغاياتهم التي يجرون إليها. وصف الديار والآثار. وذكر الأوطان والحنين إلى الأهواء والتشبيب بالنساء. ثم الطلب والاجتداء. والمديح والهجاء. ولانخفاض منزلة الشعر تصون عنه الأنبياء عليهم السلام. وترفع عنهم الملوك. قال الله تعالى لأكرم خلقه. وأمينه على وحيه. وما علمناه الشعر وما ينبغي له. ولما اخذ امرؤ القيس في قول الشعر وبلغ أباه حجرا الملك شعره انف منه ووبخه ووعظه وقرعه أن يعود لمثله. فلما رآه انه لايرعوى أمر بقتله فحامى عليه الخادم المأمور بذلك فاستحياه وأخفاه ثم اخبر حجرا بفعله . وضمن عن امرئ القيس التوبة من شعره. وقيل ليحيى بن خالد البرمكي لم لا تقول الشعر قال شيطانه اخبث من أن أسلطه على عقلي ولا خير في شيء أحسنه أكذبه. وكان أبو مسلم صاحب الدولة يقول إياكم والشعر فانه يهجو جليسه عند أدنى زلة. ويطلب على الكذب ارفع مثوبة. وقد افصح عبد الصمد بن المعدل عن حقيقة الحال في انحطاط رتبة الشاعر لاشتغاله بخلاف المراشد حيث قال لأبي تمام وقد قصد البصرة وشارفها
أنت بين اثنتين تبرز للنا ... س وكلتاهما بوجه مذال
لست تنفك طالبا لوصال ... من حبيب أو طالبا لنوال
أي ماء لحر وجهك يبقى ... بين ذل الهوى وذل السؤال
فلما بلغت الأبيات أبا تمام. قال صدق والله واحسن. وثنى عنانه عن البصرة وحلف أن لا يدخلها ابدا. وفي التبرم بصنعة الشعر يقول أبو سعيد المخزومي
الكلب والشاعر في حالة ... يا ليت أني لم اكن شاعرا
أما تراه باسطا كفه ... يستطعم الوارد والصادرا
" وقال أشعر أهل اصبهان أبو سعيد الرستمي "
تركت الشعر للشعراء أني ... رأيت الشعر من سقط المتاع
وقد جعلت هذا الكتاب المترجم بنثر النظم. وحل العقد. رسائل وفصولا. يتحلى أكثرها بالاسم العالي. ثبته الله مادامت الأيام والليالي. ورجوت أن لا اقعد تحت قول الصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد
ألا إن حل الشعر رتبة كاتب ... ولكن منهم من يحل فيعقد
باب
فضائل الكتاب
وممادحهم وأوصاف آثارهم
" رسالة في حل قول أبي دلف العجلي
قوم إذا خافوا عداوة حاسد ... سفكو الدما بأسنة الأقلام
ولضربة من كاتب بمداده ... أمضى وأنفذ من غرار حسام
" وقول الآخر "
قوم إذا اخذوا الأقلام عن غرض ... ثم استمدوا بها ماء المنيات
مخ ۱
نالوا بها من أعاديهم وان كثروا ... مالا ينال بحد المشرفيات معادات الكتاب. ليست من أفعال ذوي الألباب. وان مماراتهم ندامة. ومسالمتهم سلامة. ومصادقتهم فائدة. وغنيمة باردة. وما ظنك بقوم يملكون أزمة المنى والمنايا بحسن كلامهم ويخطبون على منابر الفضل بألسنة أقلامهم. ويريقون دماء الأعداء بأسنة أقلامهم. وقديما أغنت كتبهم عن الكتائب. ونابت آثار أيديهم عن القواضب. وأجرى على أناملهم جسام المنائح والمواهب. ففي سواد مدادهم بياض النعم. وحمرة الدم. وفيه مرة روح الحياة. وأخرى سم الحياة. وطورا حلاوة الأرى. ونارة مرارة الشرى. ويوما ثواب النعيم. ويوما عقاب الجحيم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " أخرى في حل قول الصاحب "
بالله قل لي اقرطاس تخط به ... من حلة هو أم البسته الحللا
بالله لفظك هذا سال من عسل ... أم قد صببت على ألفاظك العسلا
" وقول أبي الفتح البستي
ان سل أقلامه يوما ليعملها ... انساك كل كمي هز عامله
وان أقر على رق أنامله ... أقر بالرق كتاب الأنام له
ما أدري يا سيدي أخطك وشي منشور. أم لفظك أرى مشور. فبالله قل لي أقرطاسك من حلة هوام البسته الحلل وألفاظك سالت من العسل أم قد صببت عليها العسل. ولله أنت إذا أخذت القلم أبطلت كل بطل يهز الرماح. ويسل الصفاح. وإذا أجريت على رق أناملك. أقر بالرق كتاب الأنام لك. ولله درك. إذا تناثر درك. وتكاثر سحرك. فانبهت على لفظك كل الانباه. ودق كلامك وجل عن الأشباه. وحكى حضرة الملك خوارزم شاه. فهي والله خطة المحاسن وروضة الميامن. لا زالت تلك الحضرة. خضرة نضره. يضرب بها المثل في الحسن. وتنتهي إليها صفات الأمن واليمن " أخرى في قول أبي الفتح "
بنفسي من أهدى إلي كتابه ... فأهدى لي الدنيا مع الدين في درج
كتاب معانيه خلال سطوره ... لآلئ في درج كواكب في برج
" وقوله أيضا "
كتابك سيدي جلى همومي ... وحل به اغتباطي وابتهاجي
كتاب في سرائره سرور ... مناجيه عن الأحزان ناج
فكم معنى بديع درج لفظ ... هناك مزاوجا أي ازدواج
كراح في زجاج بل كروح ... سرت في جسم معتدل المزاج
بنفسي من اهدى الي نفيس كتابه. واتحفني بأنيس خطابه. فكانما أهدى الي الدنيا والدين في درج. ولآلي الحسن في درج وكواكب السعد في برجي. لا جرم انه أعتقني من رق همومي. وجلا عني غيوم غمومي. فحل به ابتهاجي. وزال معه انزعاجي. وما ظنك بكتاب كريم. يشتمل على فضل عميم. وغنم جسيم ظاهره روض ممطور. ولؤلؤ منثور. وسره سرور. وأنيس موفور. وينجي صاحبه من الاحزان. ويصلح ما بينه وبين الزمان. فكم فيه من معنى لطيف. في لفظ شريف. ما أشبهها في الازدواج. بغير الراح الصافية في صافي الزجاج. أو ببدن العاج. في مذهب الديباج أو بالروح اللطيفة في جسم معتدل المزاج. أو بالمرآة يترآى فيها الوجه الصبيح. والمحيا المليح. وبحسن الخلق يزينه حسن الخلق. وطيب الحلق. وباجتماع المنظر الوضي. إلى المخبر المضي. البهي الرضي. فكل هذا يا سيدي محتقر في جنب كتابك. المنفرد بمحاسن آدابك. ولكني اقول كأنه من حضرة الملك المعظم خوارزم شاه ولي النعم. أعز الله نصره وارد. وعن صدر ملكه صادر. فهو بنور مجلسه مشرق. ومن نسيم مجده عبق ولا غرو ان يجمع اليد منه على البلور الابيض والحجر الأسود والكبريت الأحمر والعيش الأخضر. وملك بني الأصفر. والله اسأل أن يعيذك من عين كمالك. ويجعل أيامك مطايك إلى آمالك " أخرى في حل قول ابن المعتز في القاسم بن عبيد الله " قلم ما أراه أم فلك يجري بما شاء قاسم ويسير
راكعا ساجدا يقبل قرطا ... سا كما قبل البساط شكور
وجليل المعنى دقيق لطيف ... وكثير الافعال وهو صغير
كم عطايا وكم منايا وكم عيش ... وحثف تضم تلك السطور
مخ ۲
نقشت في الدجى نهارا فما اد ... ري اخط فيهن ام تصوير أسيف قاطع. ام بريق لامع. ام فلك دائر. ام قلم سائر. يجري بما شاء مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه باديا وعاديا. ويخدم ارادته راكعا وساجدا. ويقبل قرطاسه. كما يقبل الشاكر بساطه ويفتح له ابواب الجنان المثمرة المونقه. كما يفتح امره حصون البلاد المستغلقة. فهو الدقيق مرآه. الجليل معناه. الصغير شكله الكبير فعله. القريب صوته. البعيد صيته. وكم من منايا وعطايا. تتضمن ما سطره. وكم نعم ونقم تصدر عما يورده ويصدره ويا له من ساحر النفس بالنفس. يغرس الياقوت والدر في أرض الطرس. ويطرز بالظلام رداء الشمس. وسبحان من علم بالقلم. علم الانسان مالم يعلم. وهو عز ذكره المسئول ان ينظر للدين والدنيا باطالة بقآء مولانا وادامة ايامه. ويسخر الزمان بصرير اقلامه. وصليل حسامه. ما ضحك القرطاس ببكاء القلم. وابيض ليل المراد عن نهار الحكم
باب
في القلم
" رسالة في حل قول الشاعر "
اصم سميع ساكن متحرك ... ينال جسيمات العلى وهو اعجف
" وقول الآخر "
واخرس منطيق نحيف من الضنا ... يصح على طول الزمان ويسقم
جليل خطير يعلم الناس انه ... قليل مهين قد يهان ويكرم
" وقول الآخر "
ظلت ابكي عليهم ولجنبي ... متحل بحلية العشاق
ناحل جسمه كأن يد الده ... ر غذته منها بكأس دهاق
مرهف في لسانه للعطايا ... والمنايا مجاج ريق مراق
" وقول المتنبي "
نحيف السرى يعدو على ام رأسه ... ويحفي فيقوي عدوه حين يقطع
" وقول الآخر "
وأخرس ينطق بالمحكمات ... وجسمانه صامت أجوف
بمكة ينطق في خفية ... وبالشام منطقه يعرف
وسائر أوصاف القلم وخصائصه من كتاب المؤنس الأدبا وغيره مما ينطق الكتاب بايراده كله وأول الرسالة في طريق اللغز وأخرها في ذكره العالي. ثبته الله ما دامت الايام والليالي ما أصم أخرس بليغ ضعيف قوي مهين عزيز دقيق الجسم جليل الفعل نحيل الشخص سمين الخطر. حقير المنظر. شهير المخبر. خفيف المحمل. ثقيل الموقع صغير الجرم. عظيم الجرم. يجمع اوصاف العشاق. في النحول والاصفرار والدمع المراق. ويحاكي أفعال الدهر. في النفع والضر. والجمع بين الأرى. والشرى وشوب الغنم. بالغرم. والملك. بالهلك ويجري بالنحوس والسعود. بين القيام والقعود. ويقضي بالسراء والبأساء. إذا ضحك القرطاس بالبكاء. ويحكم بالقضايا والمنايا والعطايا. ممتطيا خمس مطايا. وفي احد سنيه ريق الصل يزجه. وفي الآخر لعاب النحل يمجه. وفي احد جانبيه البلاء الواقع. والسم النافع. وفي الآخر الدواء النافع. والشفاء الجامع. فاذا أعيا وكل وعي واعتل قطع رأسه فعاد صحيحا. ونطق فصيحا. حتى كأنه الشمعة عزها في ذلها. وحياتها في قتلها. ومن خصائصه انه ينطق في خفية بالمشرق. فيعرف بالمغرب ما يسره من المنطق. ومن لطائفه انه يكشف عن الضمير ويحصل ما في الصدور. ويقسم الناس بين القبور والصدور. ولا أطيل عليك يا سيدي بذكر أو ابده وفوائده ووصف عوايده وعوائده. هو القلم الذي علم الله به أولا. وحلف به أخرا. وجعله كتاب وحيه. ولسان أمره ونهيه. فالعلوم من آثاره. والآداب من ثماره. والسيوف والرماح من خدمه وما منا إلا متحمل نعمه ونقمه. والله دره أخا سما إلى سماء الفضل. وفلك المجد. وينبوع الجود من يد مولانا الملك المعظم خوارزم شاه ولي النعم أدام الله سلطانه. وثبت أركانه. فطفق يخدم عالي فكره. ويقف كيف يشاء عند امره. ويستخرج در طبعه من بحر علمه. ويرصعه تاجا على مفرق دهره. فهناك الجمال بجملته. والكمال بكليته. والبلاغة بجوامعها. والبراعة في أحسن معارضها. وهناك حر الكلام يقطر منه ماء الشرف. ويلوح عليه شعاع الكرم. فكم له من توقيع يملك رق الحسن والاحسان. ويقع موقع الماء من العطشان. أعاذ الله مولانا من عين الكمال ونوائب الزمان ولازالت آثار يده العاليه قبلة توجه اليها صلوات التعظيم ويوقف عليها طواف الاجلال والتقديم. آمين اللهم آمين
باب
المكارم والجود
" رسالة في حل قول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه "
مخ ۳
ولست منافسا في المال خلقا ... ولكني انافس في المعالي أحب بأن يكون الناس دوني ... طوال الدهر في كرم الفعال
ولا والله ما أحببت مالا ... لشيئ قط الا للنوال
أفيد ويستفيد الناس مني ... وما يبقى يصير إلى الزوال
من نافس في الأموال لتتسع مواردها. ويتصل امدادها. ويتوفر اعدادها وتكثر بالناطق يقتني أجناسه. والصامت يخنق اكياسه. فاني انافس في المعالي والمكارم. وأرى تحمل المغارم من اعظم المغانم. ولا أتكرث الا بمواساة الاحرار وانتزاعهم من أظفار الدهر الغدار. واحب أن يكون الناس دوني في حسن الفعال وحميد الخصال. و والله ارفع الايمان. وأعلاها في شرائط الايمان. اني ما احب المال الا لبذله. والجود به على اهله. واعتقد ان ما اعطيه يبقى ويخلد. وانا الذي ابقيه يفني وينفد. وكيف لا اكون كذلك وانا من خدم ملك هو المجد أنشي نفسا. والكرم يمثل شخصا. وله همة في الجود تعزل السماك الا غزل سموا. وتجر ذيلها على المجره علوا. فلو ان البحار مدده. والسحاب يده والجبال ذهبه. لقصرت عما يهبه. فقد علمتني علاه محاسن الخلق المحمود. واعدتني حضرته الجود بالموجود فما اجمع شمل المال الا لتفريقه. ولا اذهب مع الامساك الا في طريقه. ولا ارهب الفقر وانا جار البحر. ولا اخاف الضلال وانا اسري في ضوء البدر. وما هو الا من إذا وصف فقد عرف وإذا ذكر فقد شكر. وليس ذلك غير الملك العادل الميمون. والخلف من المأمون ابي العباس مأمون بن مأمون. خوارزم شاه أعز الله نصره في الملك المصون وأطال بقاه لتسهيل الحزون. ومسرة المحزون " رسالة في حل ابيات ابانا بن عبد الحميد اللاذقاي إلى الفضل ابن يحيى البرمكي الذي أعطاه عليها ما اغناه " وهي
انا من حاجة الامير وكنز ... من كنوز الامير ذو ارباح
كاتب حاسب اديب لبيب ... ناصح زائد على النصاح
شاعر مفلق أخف من الري ... شة مما يكون تحت الجناح
لي في النحو فطنة ونقاد ... لي فيه قلادة بوشاح
ان رماني الامير اصلحه الل ... ه رماحا أصاب حد الرماح
لست بالضخم يا أميري ولا الفد ... م ولا بالمحدرج الدحداح
لحية سبطة ووجه جميل ... واتقاد كشعلة المصباح
وطريف الحديث في كل فن ... وبصير بالترهات الملاح
كم وكم قد خبأت عندي حديثا ... هو عند الملوك كالتفاح
ايمن الناس طائرا يوم صيد ... في غدوي وعند وقت رواحي
أبصر الناس بالحروب وبالخي ... ل وبالخرد الحسان الملاح
كل ذا قد جمعت والحمد لل ... ه على انني ظريف المزاج
لست بالناسك المشمر ثوبي ... ه ولا الماجن القبيح الوقاح
ان دعاني الامير صادف مني ... شمريا كالجلجل الصياح
مخ ۴
وهي طويلة سائرة لولا ان من معروف الرسوم والعادات. وصف الانسان نفسه للملوك والسادات. وذكره ما فيه من الفضيله. عند ابتغاء الوسيله. لما تمدح يوسف الصديق بن اسرائيل يعقوب بن الذبيح اسحاق بن الخليل ابراهيم عليهم افضل الصلاة والتسليم. حين قال للعزيز اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. وهذه مقدمة للاعتذار إلى الامير أطال الله بقاه من مدح نفسي لحضرته. عند عرضها على خدمته. فاني حاجة من حاجاته والافاضل حاجات السلطان وكنز من كنوزه. والكفاة كنوز الزمان. وقد جمعت بحمد الله آلات الخدمة الملوكية. وحزت أدوات الاعمال السلطانيه. فيدي في الكتابة كالبرق. وقلمي فلكي الجري. وخطي كالروض غب المزن. وبلاغتي يقرب جناها ويبعد مداها. وكلامي في الترسل يؤنس مسمعه. ويؤنس مصنعه. ولي من الحساب خط اطبق به مفصل الصواب. وآخذ معه باطراف الآداب. واحل في النحو دقائق الاشكال وازيل معترض الاشكال. وقريحتي في الشعر غير قريحة وطبعي غير طبع وأبكار افكاري عرائس كسوتها القوافي وحليتها المعاني فهي تسير مسير الامثال. وتسرى مسرى الخيال. وعندي من الشفقة والنصيحة. ما هو ثمرة العقيدة الصحيحة. ومن الموالاة والمشايعة. ما يستوفى على حقوق المبايعة. ولي خلقة سوية. وصورة مقبولة. وسجايا معسولة وشمائل خفيفه. وهي في ميزان الفضل ثقيلة. ولست بالنحيف القضيف المحتقر ولا بالضخم الفخم المشتهر. ولست بالطويل المربي على الطوال. ولا بالقصير الخارج عن حد الاعتدال ولست بالناسك البارد. ولا الفاتك المارد. ولا بالمتعفف المتقشف ولا بالخليع المتكشف. فانا اشوب الحصافة باللطافة والتوقر بالتوقد وازين الصباحه. بالفصاحه. والخفة بالرجاحة. واجمع بين جد العلماء والحكماء وهزل المجان والظرفاء. ولا اخلو من آداب الديوان والميدان. ومحاسن الكتاب والفرسان. ولا يعدم لدى الرأي أرى بأوائله أواخر الأمور. واكشف عن مبهماتها أغطية الستور. فأنا مرة عمدة الأمراء. وعدة الروساء. وتارة ريحانة الندماء. وشمامة الظرفاء. وطورا يساغ بي مرارة الكؤوس ويستمد من عشرتي مسرة النفوس. وتارة أعطي الجهاد. أوفى حظوظ الاجتهاد. واطبع حكم الجلد في صدق الجلاد. وتارة أمد يد الهزل فلا انطق في الجد بحرف. ولا استتر من السخف بسخف. وليس بصري بادارة رحا الحرب. والهاب جمرة الطعن والضرب. وطحن الأعداء كطحن الحب. دون بصرى بالخروج في العشرة من القشرة. واطلاع كواكب الندمان وانطاق ألسن العيدان واستمطار سحاب الأنس. وفض ختام اللهو ولا معرفتي بالخيل الجياد. والنصول الحداد. والقسى الشداد دون معرفتي باغصان القدود. وتفاح الخدود. ورمان النهود ولا ما عندي من أخبار العرب والعجم. وصناف العلوم والحكم وآداب السيف والقلم. بأقل مما عندي من الخرافات الملاح وفكاهات المزاح. التي هي أطيب من الريحان والراح والتفاح. وما أشبه في المحاضرة بها والاتقاد في حسن العبارة عنها إلا بشعلة المصباح. والجلجل الصياح. ثم لي في الصيد من يمن الطير وقضاء الوطر. وتحصيل الظفر. ما يحسن عند الملوك أثره. ويطيب لديهم ثمره. وحقيق على الامير ان يتقبل من جمع تفاريق هذه المحاسن بقبول حسن. ويطوقه قلادة من منن. وان يستخلصه لنفسه. ويتخذه لجده وهزله. فان شاء عمر به مجالس انسه وان شاء رتق به فتوق ملكه. وان أراد استخصه لمجالسته ومؤانسته. وان أراد استكفاء طرفا من اطراف مملكته وان احب فوض إليه تهذيب أعماله. وتثمير أمواله. وان احب انتضى منه سيف الضريبه. وابرز ليث الكتيبه. ليجد عنده في جميع هذه الأحوال والشؤون. ما يحقق احسن الظنون. وقد تعرفت إلى الامير بجهدي. ووصفت له ما عندي. فان بعثه المشهود من كرمه. وحسن شيمه. وعلو هممه. على قبولي وتحقيق مأمولي. كنت الصنيعه. الذي يحفظ الوديعه. والخادم الذي يشكر المكارم. وان ادرجني في أثناء الغفله. وطواني في ادارج الجفوه ففي الارض العريضة عمن ضاق ظله متجول. وعلى الله ثم على الملك خوارزم شاه اعز الله نصره معول. وسا ذوع بأملي إلى حضرته التي هي كعبة الآمال. ومحط الرحال وقبلة الأفاضل من الرجال. وملجأ الملوك المضطهدين ومهرب السادة الممتحنين. واضرب بسهم في الاقتباس من نورها. والاغتراف من بحرها. واستظهر بحسن حالي بما يلوح على من سعدها فان كنت من الأكابر. فلي في عدنان الهروى أسوة وان كنت من الأصاغر. فلي بابن الثعلبي النيسابوري قدوة والسلامي النيسابوري قدوة والسلام " اخرى في حل قول مروان بن ابي حفصة "
لو مس بالكف عودا يابسا نخرا ... لاهتز اخضر حتى يطلع الثمر
تراك لا والقني وارجع وسوف وعد ... ما قال هذا وما فيه له وطر
لكن يقول نعم وابشروهاك وخذ ... هذا اقر له في فضله البشر
لو ان كتاب خلق الله كلهم ... نعم وحسابهم جاؤك فابتدروا
أن يحسبوا أو يخطوا عشر ما وهبت ... كفاك يوما من الأيام ما قدروا
أبقى الله مولانا الملك خوارزم شاه للكرم والجود. فهو الذي لو مس عودا يابسا لعاد الماء في العمود. حتى يهتز وينور. ويخضر ويثمر. وهو الذي لا يجري على لسانه كلمات الرد. وألفاظ الوعد. مثل لا وسوف وعد غدا أو بعد غد. لكن قوله لسائله وطالب نائله. نعم وابشروهاك. والغنى قد أتاك. وخذ هذا وذاك. فلو ان كتاب الارض وحساب الخلق اجتمعوا على ان يكتبوا عطاياه. ويحسبوا هداياه. لما قدروا على ضبط العشر مما تهب كفاه. فدامت له علاه. وفداه من عاداه " أخرى في حل قول الفرزدق " " في يزيد بن المهلب لما عزل عن خراسان "
أبا خالد ضاعت خراسان بعدكم ... وقال ذوو الحاجات أين يزيد
فما لسرير الملك بعدك بهجة ... ولا لجواد بعد جودك جود
فلا مطرت بالشرق بعدك مطرة ... ولا اخضر بالمروين بعدك عود
أنا أطال الله بقاء الامير أرثي لخراسان فقد حدثت بها الأحداث. وعمها من بعده الالتياث. واختلت امورها. وضاعت ببعده ثغورها. وتنكرت معارفها مذ صارت بغير رسمه. وكادت منابرها تبكي لفقد اسمه. وقال أبناء الحاجات. وأصحاب الطلبات. يالهفي على يزيد وايجابه. لواردي بابه. وحسن اجابته لقاصدي جنابه. ويا أسفي على ذلك الشرف العميم. والخلق العظيم. والطبع الكريم والنائل الجسيم. فما لسرير الملك مع غيبته بهجة. ولا للكرم بخراسان بعده مهجة. واذ قد زال عنها ظله الظليل وفارقها فضله الجزيل. فلا مطرتها مطرة. ولا قطره. ولا اخضر بالمروين عود. ولا عاد إليهما عيد. ولئن عظمت المصيبة بعزله. فانه لم يعزل في سلطان فضله. ولئن صرف عن خراسان فانه لم يصرف عن الإحسان. والسلام " اخرى في حل قول ابي اسحاق الصابي في المهلبي الوزير "
له يد برعت جودا بنائلها ... ومنطق دره في الطرس ينتشر
فخاتم كامن في بطن راحتها ... وفي أناملها سحبان يستتر
" وقول الآخر "
له سحائب جود في أنامله ... أمطارها القضة البيضاء والذهب
" وقول علي بن جبلة في ابي دلف "
أبا دلف ان السماحة لم تزل ... مغللة تشكو إلى الله غلها
فبشرها ربي بميلاد قاسم ... فارسل جبريلا اليها فحلها
أبقى الله مولانا الملك خوارزم شاه. وعين الله على يده العالية إذا كتبت. ولا زالت عليها واقية باقية إذا وهبت. فهي التي يفيض من أناملها بحار تلفظ اللؤلؤ والمرجان. وينشأ من راحتها سحائب تمطر اللجين والعقبان. فكأن فيها سحبان يسحب ذيل فصاحته وحاتما يقيم رسم سماحته. ولا غرو أن يكون الجود حليفه. وخليله واليفه. ولم يزل أسير حبس قد اغلق رتاجه. وسمير غل قد ضعف علاجه. فبشره الله بميلاد الملك الميمون. مأمون بن مأمون.وارسل جبريل فحل غله وشفى غلته. وازاح علته. وانطق لسانه بالحمد لمن فك اسرا. وجعل بعد عسر يسرا. وبالشكر لمن اخرجه يمن مولده. وسعادة مورده. من ذلة الرق إلى عزة العتق. ومن تصلية الجحيم. إلى جنة النعيم. فلا عدمت الدنيا الجمال بمن الجود من عتقائه. وشاكريه. واوليائه. وادام الله له أيامه للمكارم والآداب. ما استحسن برد الشباب واستطيب برد الشراب.
" اخرى في حل قول الشاعر "
إذا ما أتاه السائلون توقدت ... عليه مصابيح الطلاقة والبشر
له في ذوي المعروف نعمي كأنها ... مواقع ماء المزن في البلد القفر
" وقول مروان بن ابي حفصه "
يا من الجود صاغ الله راحته ... فليس يعرف غير البذل والجود
عمت عطاياك من في الارض قاطبة ... فأنت والجود منحوتان من عود
مخ ۶
" وقول الآخر " فلو كان ما تعطيه من رمل عالج ... لا صبح من جدواك قد نفد الرمل
وباريت وبل الغيث والغيث وابل ... فدام ندى كفيك وانقطع الوبل
لنا الحمد لله ملك إذا أتاه السائلون. وقصده الآملون. جرى في وجهه القمري البشري ماء البشرى. وبشرهم بالأمان من الدهر. ووقعت نعماه منهم مواقع القطر من البلد القفر. وكيف لا يكون كذلك وقد خلقه الله من طينة الجود. وجعل راحته راحة المنجود. فليس يؤثر غير الجود بالموجود. وكأنه والجود من عود. ولو كان ما يعطيه رمل عالج لنفد الرمل. ولو بارى الوبل لا نقطع الوبل. فسقى الله أخلاقه أشباهها من سيل المزن ولا زالت لتسيهل الحزن وتكشف الحزن.
" اخرى في حل قول ابي تمام "
هو البحر من أي النواحي اتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو انه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله
" وقول زهير "
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
" وقول منصور بن بادان "
ما قال لاقط من جود أبو دلف ... الا التشهد لكن قوله نعم
" وقول الآخر "
سألت الندى والجود حران أنتما ... فقالا جميعا أننا لعبيد
فقلت ومن مولاكما فتطاولا ... علي وقالا خالد بن يزيد
مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه وأعز نصره. بحر لجته المعروف. وساحله الجود المعروف. ولقد عودته بسط الكف فواضله. فلو أراد قبضها لم تجبه أنامله. وكلما سئل انشرح صدره. واهتز عطفه وترجم عنه يسره. وقرئت في وجهه صحيفة الهشاشة. وتهلهل منه هلال البشاشة. وبرقت بارقة السرور فيه. حتى كأنه يعطى ما يعطيه. فأقواله نعم. وأفعاله نعم. والناس عبيد إنعامه وإحسانه. ولولا التشهد لما اجرى لا على لسانه. ولقد سألت الندى والجود. فقلت لهما. اخبراني عنكما. احران أنتما. فقالا ما نحن إلا عبدان حقا. ومملوكان رقا قلت ومن مولاكما. فآخذتهما العزة بالكبر. وجرا على أذيال التطاول والفخر. وقالا من تطيب بذكره الأفواه. ولا ترى له الأشباه مأمون بن مأمون خوارزم شاه فحين قرع سمعي ذكر الاسم العالي وليت وجهي نحو حضرة المعالي. وفرشت الارض بيدي فرشا ونقشت التراب بفمي نقشا. وقلت رب عبوديه. خير من حريه. ورب رق. افضل من عتق. فلا زلتما من ممالك ذلك الملك ما دارت نجوم السماء في الفلك
باب
لطف السؤال
" رسالة في حل قول الشاعر "
يا ذا الذي لم تزل يمناه مذ خلقت ... فيها الباغي النوال العل والنهل
ان كنت مسدى معروف إلى رجل ... لفضل ود فاني ذلك الرجل
فامنن علي بفضل منك ينعشني ... فأنني شاكر للعرف محتمل
أنت أيها الامير أطال الله بقاك بحر يجود على آمليه من غير علل ويسقي وارديه عللا بعد نهل. فإن كنت مسدى معروف . إلى رجل ملهوف. قد وقف على مودتك أجزاء نفسه. وفرش لمحبتك جوانب صدره. فأني ذلك الرجل الموصوف بموالاتك المعروف بمشايعتك وأنت أعلا عينا وما يراه من المن بثمرة من ثمار فضلك تنعشني من سرعة الفقر. وتستنقذني من أنياب الدهر. عالما باني الشاكر للصنيعة الحافظ للوديعة انشاء الله تعالى " اخرى في حل قول الأعرابي لمعن بن زائده "
اصلحك الله قل ما يبدي ... واجتاح مالي العيال اذ كثروا
افراخ عش بمجهل قذف ... كانوا بخير ما اعتادهم ضرر
مخ ۷
انحى عليهم دهر بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا أشكو إلى الامير أصلحه الله سوء الحال. وقلة المال. وكثرة العيال وفيهم أفراخ زغب أكابر وهم أصاغر. كانوا في ظل النعمى وتحت جناح الغنى فكرت عليهم الأيام بارتجاع ما أعارت. واستلاب ما أفادت وألقت عليهم كلا كلها. وأنزلت بهم نوازلها وحين نبابهم عشهم. وضاق عليهم عيشهم. وقاسوا خطوبا تبعث خطوبا ونوائب تدع الوالدان شيبا. دلوني على الامير أيده الله بالآمال الواسعة. وأرسلوني إليه من البلاد الشاسعة وانتظروا عودي إليهم مورق العود. وافر الحظ من السعود موقر الركائب مثقل الحقائب. فان رأى أعلا الله رأيه ان يحقق ظنونهم ويقر عيونهم. ويخرجهم من الضيق إلى السعة ومن الانزعاج إلى الدعة فعل انشاء الله تعالى " اخرى في قول الشاعر "
ايهذا العزيز قد مسنا الضر ... جميعا وأهلنا أشتات
ولنا في الرجال شيخ كبير ... ولدينا بضاعة مزجاة
قل طلابها فصارت كسادا ... وتجارتنا بها ترهات
فاحتسب أجرنا واوف لنا الكيل ... وتصدق فأننا أموات
أيها العزيز اعز الله نصرك وأعلى أمرك. قد مسنا وأهلنا الضر وانحنى علينا الزمان المر وعمنا الاختلال والشتات. وتفرق منا البنون والبنات. ولنا شيخ كبير اخذ الزمان من جسمه وقوته كما اخذ من حاله ونعمته. وابتلاه الله بالعدم على الهرم فصرنا من ذوي المحال المنخفضة الدرجات. وأصحاب البضائع المزجاة والشأن في الكساد. الذي هو أخو الفساد. وسوء أثره على تجارة لنا يسيرة. وبلغة حقيرة. نقاسي منها قذى العيون وشجى الحلوق وغصص الصدور فاحتسب الأجر الجزيل. والشكر الجميل. بنظرة كريمة منك تحيينا ونحن أموات. وتنشرنا ونحن رفات. واحسن بنا ان الله مع المحسنين. وصلاته على النبي المصطفى محمد وآله أجمعين " اخرى في حل قول ابي عبد الله الخليع لابن طولون "
أنا حامد أنا شاكر أنا ناشر ... أنا جائع أنا راجل أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها ... فكن الضمين لنصفها بعيار
أطعم وأركب واكس ثم لك الوفا ... عند اختيار محاسن الاخيار
والعار في مدح لغيرك فاكفني ... بالجود منك تعرضي للعار
والنار عندي كالسؤال فهل ترى ... ان لا تكلفني دخول النار
أنا أطال الله بقاء سيدنا حامد له شاكر إياه ناشر فضله. ولكني جائع والجوع بلاء عظيم. وعذاب اليم. وراجل والرجلة مثلة. وعريان والعرى مذلة. وهذه صفات ست قد تضمنت نصفها. وضمنت كرم سيدنا شطرها. ليجري على شاكلته في الأنعام. بالإطعام. والإحسان. بقود الحملان. وتفخيم الرقعة. بالخلعة. وله مني الوفاء بحمد يحسن وصفه. ويطيب عرفه. وشكر كشكر الروض للمطر. والساري للقمر. ونشر كنشر المسك الأصهب والعنبر الأشهب. وليعلم اني أرى مدحي سواه. وتعرضي لجدواه. عاريا لا يغسله الاعتذار. ولا يعفيه الليل والنهار. كما اني اتصون النار في السؤال. وإراقة ماء الوجه عند الرجال. فان رأى أعلا الله رأيه ان يصونني عن العار. ولا يعرضني لدخول النار. فعل جريا على عادته في استعباد الأحرار. انشاء الله أخرى " في حل قول الشاعر لعلي بن عيسى "
أيا من زان أسباب الولايه ... ومن خص المكارم بالعنايه
ثيابي ملحم في يوم ثلج ... وحسبي لا اطول في الشكايه
من زانته الولاية أطال الله بقاء سيدنا فانه قد زانها بحسن شيمه. وعني بالمكارم حتى عدت من خدمه. والله يطيل بقاءه لاستثمار الشكر من غرس نعمه. وسيدنا أدام الله تأييده يراني في ثياب صيفية لعبت بها أيدي البلى ما لعبت. واكلت عليها صروف الدهر وشربت. وقد مد الشتاء رواقه. وحل البرد نطاقه. وعادت هامات الجبال شيبا. ولبست من الثلج ملأ قشيبا. ولا ازيد على هذا القدر من الشكايه. وان قاسيت من الشتاء اشد النكايه. والسلام " اخرى في حل قول الآخر "
اتيتك يا عقيل بلا اخاء ... ولا سبب يكون سوى الرجاء
مخ ۸
فان تنعم فليست منك نكرا ... وان تمنع احلت على القضاء من توسل إلى سيدنا اطال الله بقاه بحرمة وذمة. وقدمة خدمة. فاني أتوسل إليه بالرجاء. الفسيح الإرجاء. وكفى به وسيلة عند الفضلاء الكرماء. الذين هو مشهور بسيادتهم وواسطة قلادتهم ثم اذكر له حاجتي إلى عجالة من معونته. وطليعة من مؤنته. فان انعم علي بها لم يكن نكرا. والزمني ثناء وشكرا. وان تكن الأخرى حملتها على حكم المقادير. الجارية بخلاف التقدير. ولم الزمه ذنب الزمان الجائر. والجد العائر. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول سحبان بن وائل "
يا طلح اكرم من مشي ... حسبا وأبذلهم لتالد
منك العطاء فاعطني ... وعلي مدحك في المشاهد
سيدنا أطال الله بقاه اكرم الناس نسبا. واشرفهم حسبا. واحرصهم على استبعاد الأحرار بالأفضال. وأسخاهم ببذل التالد والطارف. من الأموال حتى كأنه في تصديق الظنون. وتفريق المخزون وابتذال المصون. مأمون بن مأمون. فمنه العطاء ومني الثناء وله المنح. ولي المدح. وعليه البر. وعلي الشكر. وسأبلغ من ذلك في المشاهد الغاصه. والمجالس الخاصه. ما تبتهج به المكارم. وتهتز له المواسم. ان شاء الله " اخرى في حل قول ابي احمد بن ابي بكر الكاتب لأبي الفضل محمد بن عبد الله البلعمي "
يا أبا الفضل لك الفضل المبين ... وبما تكنى به أنت قمين
ليس تخلو من زكاة نعمة ... اوجبت شكر الرب العالمين
فزكاة المال من اصنافه ... وزكاة الجاه رفد المستعين
لاغرو ان كني سيدنا أطال الله بقاه بالفضل فانه أبوه. وابنه واخوه. ولقد وافقت الكنية مكناها. وطابقت لفظتها. معناها والله ينظر للفضل والافضال بإطالة مدته. وإدامة بهجته. وحراسة مهجته. وقد علم سيدنا أدام الله تأييده ان النعم التي توجب شكر الله عليها لا تكاد تخلو من زكوات تستحفظ المواهب بها. وتستدر الزيادات معها فزكاة المال من أصنافه معروفة. والى مستحقيها في حكم الشرع مصروفة. وزكاة الجاه بذل المعونة لطالبها.وقضاء الحاجة لصاحبها. وها أنا استمطر سحاب جاهه. واستظهر على الدهر بحسن رأيه. واسأله ان يشغل بي ساعة من أيامه. ليعيد إلي ما نضب من ماء وجهي. الذي هو فوق دمي. ويجدد لي ما خلق من جاهي. الذي هو فوق مالي وهو أدام الله تمكينه يحسن الحسن. ويقلد اولياءه المنن..ان شاء الله تعالى
باب
التقاضي والاستزادة
" رقعة في حل قل الشاعر "
كفاك مذكرا وجهي بأمري ... وحسبك أن أراك وأن تراني
واني ان دنوت رعيت حقي ... وان ابعد فلا تنسى مكاني
الذكرى تنفع المؤمنين. وتحتمل من المخلصين. وأنا اقتصر من تذكيره بأمري على ما يواجهه من وجهي. وأكتفي من اقتضائه حاجتي. بما يراه من شخصي ويتصوره من حالي. واعلم اني ان حضرته أوجب لي. وان غبت عنه لم ينسني. وان كاتبته أجابني عن مكتوبي. والى مطلوبي. والله يبقيه ويقيه. ويعيذني من رؤية السوء وسماعه فيه " أخرى في حل قول الآخر "
أروح لتسليم واغدو لمثله ... وحسبك بالتسليم مني تقاضيا
أنا أطال الله بقاء الشيخ أغدو إلى حضرته للتسليم واروح. ولا أبوح بما في صدري من الحاجة ما صحبتني الروح. بل أكل ذلك إلى فطنته الثاقبة. وعنايته الراتبة. وأثق باجابته داعي الكرم في أمري. ولا شك في حرصه على ما يؤدي إلى استجلاب شكري. وكفى بالتسليم تقاضيا وبالزيارة اقتضاء. ورب إشارة. ابلغ من عبارة. وتعريض أوقع من تصريح. ولسان حال. انطق من لسان مقال. والسلام " اخرى في حل قول الشاعر "
اذكر لا اني علمتك ناسيا ... لامري ولا اني أظنك ساهيا
ولكن رأيت السيف من بعد سله ... إلى الهز محتاجا وان كان ماضيا
لست اذكر من الشيخ أطال الله بقاه ناسيا لمصالحي. ولا ساهيا عن مناجحي. فهو اذكر لحاجات أوليائه من أن ينبه عليها. واشد اعتناقا لها من ان يهاب به اليها. وقد يهز السيف وهو حسام ويحث الفرس وهو جواد. وأنا من الشيخ أيده الله تعالى على ميعاد. وإنجازه لي بمرصاد ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول القائل "
ولقد تنسمت النجاح لحاجتي ... فاذا له من راحتيك نسيم
مخ ۹
أعملت نفسي في رجائك ماله ... عنق إليك يحث بي ورسيم ولربما استيأست ثم أقول لا ... ان الذي ضمن النجاح كريم
قد لاح لي أطال الله بقاء الامير نجم المراد بساحته. وفاح نسيم النجاح من راحته. واستقلت بي للأمل مطية وطية. ولا خشنة ولا بطية. فهي تواصل العنق بالرسيم. وتشافه بي لسان الصنع الجسيم. وربما رمز لي لسان الوسواس. باليأس من الناس. فأقول لا والله وضمين النجاح كريم. ملء لباسه. موفق مد أنفاسه. لا زال عزه باقيا. وبحره ساقيا " أخرى في حل قول الشاعر "
أيا من سادنا كرما وجودا ... وفاق بفضله كل البريه
بحق محمد وبني بنيه ... وعترته المهذبه الزكيه
صل الريش المكسر من جناحي ... بتسريح وجائزة سنيه
فمثلك لا يليق به التغاضي ... ومثلي لا توافقه النسبه
سيدنا أطال الله بقاه. قد فاق من في الآفاق بكرمه المستفيض. وآثار جوده البيض. فلا زالت ينابيع السماح تتفجر من أنامله وربيع الفضل يضحك عن فواضله. وأنا اسأله بحق محمد رسول الله وصفوته. وخيرته من بريته وعترته. الذين هم عشيرة الأيمان . وشجرة الرضوان. ان يخفف ثقل الخلة عني. ويرس ما براه الدهر مني. ويجبر ما كسره الفقر من جناحي. ويجمع بين سراجي ونجاحي. فمثله يحل عن التغاضي. ومثلي يدق عن التقاضي. والله اسأل ان يطيل بقاه لاحسان ينتهي إلى قاصيته. وانعام يقود بناصيته " اخرى في حل قول الشاعر وكتب به إلى المأمون "
شحطت حاجتي إليك فمر لي ... يا أميري معجلا بخضاب
قد طال الأمد أطال الله بقاء الامير على حاجتي عنده. حتى طار غراب شبابها. وطلع النهار بجانب ليلها. وابيض صبح. مشيبها وعم البياض سواد شعرها. وصارت من ذوات الأسنان العالية والصحبة للأيام الخاليه. فان أمر لها الامير أعلى الله أمره بخضاب يرد صبغة شبابها. ويقر بها أعين أحبابها كان قد نفق سوقا كاسده. واصلح حالا فاسده. ان شاء الله تعالى " حل جواب المأمون عنه "
قد امرنا لها بخضبة خطر ... تدع الرأس مثل حلك الغراب
قد امرنا لها أيدك الله بخضاب. حالك الإهاب. فاحم الجلباب قارئ الثوب. غرابي اللون كأنه من دهمة الأفراس. أو من لباس بني العباس. أو من كسوة الثكالي. أو من ذوائب العذاري. أو من احداق الحور. أو من لعاب الديجور. فليستعمل الخضاب وان كان من شهود الزور. وليعاود الشباب وان كان من متاع الغرور.
" اخرى في حل قول الشاعر "
إذا كان العطية بعد مطل ... فلا كانت وان كانت جزيله
فسقيا للعطية ثم سقيا ... إذا سهلت وان كانت قليله
وللشعراء ألسنة حداد ... على العورات موفية دليله
ومن عقل الكرام إذا اتقوهم ... وداروهم مداراة جميله
إذا وضعوا مكاويهم عليهم ... وان جهدوا فليس لهن حيله
قد علمت أيدك الله ان المطل يكدر الصنيعة. وان كانت رفيعة. ويبغض العطيه. وان كانت سنيه. كما ان التعجيل يكبرها وان كانت صغيره. ويكثرها وان كانت يسيره. والشعراء يتجنون ممن يجرهم على شوك المطل ويحرمهم ثمرة الوعد. ولهم الألسنة التي تغيض البحور. وتفلق الصخور. وتسمع الغياب. وتهتك الحجاب وتدل على العورات. وتكشف عن المستورات. فإذا كووا بها الضجوا ما شاؤا. وإذا هجوا احسنوا وقد ساؤا.وإذا ندد كلامهم ونفذت سهماهم فلا حيلة في ردها أو يرد الثمر إلى الأكمام. والولدان إلى الأرحام. والحازم من يداريهم احسن المداراة. ولا يأخذ معهم في طريق المماراة. وينظر لعرضه بالافضال عليهم. ويتوقى الشر بتقديم الخير إليهم. وأنت أيدك الله تتعظ بما تسمع وتفهم. وتعمل بما تعلم. ان شاء الله " اخرى في حل قول منصور الفقيه المصري "
أبا جعفر لست بالمنصف ... ومثلك ان قال قولا يفي
فان أنت أنجزت لي موعدي ... وإلا هجيت وادخلت في
وقد علم الناس ما بعده ... فغط الحديث ولا تكشف
مخ ۱۰
أبا جعفر ما اكثر أخلاقك. واقل إنصافك ومثلك من. إذا وعد وفى وإذا عقد أوفى. فان حفظت سالف العهد ونجزت سابق الوعد وكنت ممن ينصف ويفي. وإلا عركت وأدخلت في. وما بعده معلوم. والمعنى مفهوم. ولا يخفى على الناس ما أشرت إليه وسبيلك ان تستر عليه. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول القائل "
قل للأمير وما بالحق من باس ... دع عنك ضربك أخماسا لأسداس
من اثنتين فلا تبخل بواحدة ... أما النوال وأما راحة اليأس
حقيق علي أيد الله الامير ان لا أقول غير الحق. ولا يجري بناني بغير الصدق. وما منهما الأمر عاقبته حلوه. وثقيل ثمرته خفه وعندي نكتة من عريضه. وقصيرة من طويلة. وهي ان ضرب الأخماس للأسداس. ليس من فعل كرام الناس. فاما ثمرة النجاح واما روح الياس. واقول ما قال الله المنان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " اخرى في حل قول الشاعر في يحيى بن خالد البرمكي
رأيت يحيى أدام الله دولته ... يأتي من العرف مالم ياته احد
ينسى الذي كان من معروفه أبدا ... إلى العفاة ولا ينسى الذي يعد
سيدنا أطال الله بقاه فرد الأنام واوحد الكرام. فأيامه ربيع مريع. وجوده غريب بديع. فهو يطوى ما تقدم من الإحسان في أثناء الغفلة والنسيان. ويذكر ما يسبق من وعده حتى ينقشه في فص صدره. ويصرف إلى إنجازه جميع فكره. فكأنه قد نظر في سير مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه وأحاط بجلائل نعمه. ودقائق كرمه. فتخلق بخلقه. وجري في طرقه. ولعمري ان من تدبر أخباره. وتبصر آثاره. وعلم ان الكرم مأمولي. لا برمكي. والجود خوارزم شاهي. لا حاتمي. وعرف انه لولا عجائب صنع الله. وبدائع لطف الله. لما نبتت تلك المكارم في لحم. ولا امتزجت تلك الفضائل بدم. ولا اجتمعت تلك المحاسن في شخص. ولا انتظمت تلك المفاخر في نفس. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وسبحان خالق مأمون بن مأمون " اخرى في حل قول الشاعر "
تدعو الضرورات في الأمور ... إلى إستعمال ما لا يليق بالأدب
وحيرة المرء في تقلبه ... تدعو إلى ان يلج في الطلب
سيدنا أطال الله بقاه يعلم ان الضرورة. تبيح المحظورة. وتنقض المروة. وترفض الفتوة. وتدعو المرء إلى ما لا يحسن به. ولا يليق بحسبه وادبه.كما يعلم ان فرط التحير. يمنع من واجب التخير ويحمل الحيي على الوقاحة. حتى لا يبالي بالقباحة. أعاذ الله سيدنا من كل ما يجري على خلاف إيثاره. ويحول بينه وبين اختياره وقد اجتمع علي أدام الله تأييد سيدنا من الضرورة العنيفة والحيرة الشديدة. ما رخص لي في الإلحاح الذي ليس من خلائقي. وبعثني على الالحاف وما كان من طرائقي. وسيدنا أدام الله أيامه. أعلا عينا فيما يراه من مداواة حالي بطب كرمه. وامساك رمقي بقطرة من ديمه " أخرى في حل قول الآخر "
اطال لك الله السلامة والبقا ... وزادك في الدنيا علوا ومرتقى
بعثت رسولي وهو حامل رقعتي ... فرأيك فيما قلت امس موفقا
يلقى الشيخ اطال الله بقاه. وادام في المعالي ارتقاه. برقعتي من هو رسولي. في تحصيل سولي. فرأيه في اعادة ظني مصدقا. وصرفه بالنجاح موفقا. ان شاء الله تعالى " اخرى في قول الشاعر لعبد الله بن طاهر "
ماذا أقول إذا سئلت وقيل لي ... ماذا اصبت من الجواد المفضل
ان قلت اعطاني كذبت وان اقل ... ضن الامير بماله لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول فانني ... لابد اخبرهم وان لم اسأل
أنا أطال الله الامير ناهض النيه. راحل العزيمة. مسافر الهم والعقيده ولم يبق الا المسير. ومن الله التيسير. ولست ادري ما الذي اقول إذا عاودت اوطاني وسلطاني. وشاهدت خلاني واخواني. وسألوني عن حالي بحضرته. وحظي من ثمار خدمته. فان قلت حصلت في الجنان الخصيبة من نعمته ودرت علي سحابة صلته. كذب لسان حالي لسان مقالي ولم تثن عليه حقائبي واحمالي. وان قلت ان الامير ادام الله تأييده قد ضن. ولم يحقق الظن. كنت وصفت البدر بأن لا يلوح. والمسك بأن لا يفوح. والبحر بأن يغيض. ولا يفيض فانا واقف حيث يقف بي اختياره. من الشكر أو الشكايه. ويرتضيه لي ايثاره. منالثناء أو الاستزاده. فان رأى أعلى الله رأيه ان يطلق لساني باجمل القولين فيه. ولا يكلني الا إلى احسن الظنين به. فعل ان شاء الله تعالى " حل الجواب عنها "
عاجلتنا فاتاك عاجل برنا ... قلا ولو أمهلتنا لم يقلل
مخ ۱۱
فخذ القليل وكن كأنك لم تقل ... ونكون نحن كأننا لم نفعل خاطبتنا أيدك الله مخاطبة من تجهز وتحمل وبرز وهو سائر لايني ومتوجه لاينثني. وكنا نؤثر ان تقيم ولا تريم. لنبلغ من قضاء حقك ما يتأتى في المهل لا على السرعة والعجل. واذ قد جددت في السفر عزمك. وجردت للوطن همك. فجعل الله الخيرة مصاحبة لك. في مقامك وظعنك. وسفرك وحضرك. وسائر متصرفك. ومتوجهاتك. وقد امرنا لك بعجالة قليلة من البر يكثرها ما في التقصير مع المعاجلة من العذر. فخذها وهب انك لم توصل. لنعلم نحن على اننا لم نبذل. والأمر كفاف لدينا. ولا لنا ولا علينا. و ؟ بيننا قائمه لا يلزم أحدنا لائمه. والسلام " اخرى في حل قول منصور الفقيه "
ان إمام الحجاز يقضي ... عليك في الوعد بالضمان
ولي عدات لديك تترى ... معلومة الوقت والمكان
فاوف بالوعد أو فصرح ... بالخلف واسلم على الزمان
ولا تعذب بسوف قلبا ... اقرحه المطل والتواني
الشيخ أطال الله بقاه حجازي الفقه. شافعي الدين. ومن مذهبه. ان من وعد وعدا. فقد ضمن ضمانا وعهد عهدا. وفي دين المروة. وحقوق الفتوة. ان من أعطى من لسانه الوثيقة. لزمته شرائطها على الحقيقة. ولي في ذمة كرمه مواعيد معلومة الأوقات والأزمنة. معروفة المواطن والأمكنة. فان وفى بالعهد. واوفى بالعقد. كان قد جبر كسري. وفك اسري. واستغرق شكري. وان رأى غير ذلك فالتصريح. مما يريح. ولا بأس ببرد اليأس. وما اولاه بأن لا يزيد في عذاب قلب مكدود بالوعد. مجرود على شوك المطل. مجروح بأنياب الدهر. والله يعينه على الخيرات. ويوفقه للحسنات. ويوفر حظه من الباقيات الصالحات " اخرى في حل قول ابن الرومي "
جعلت فداك لم اسال ... ك ذاك الثوب للكفن
سألتكه لألبسه ... وروحي بعد في بدني
وقد طال المطال به ... وخفت حوادث الزمن
فلا تجعله غزلا فر ... حائكه إلى عدن
الا فامنن به ان ال ... سيادة عاجل المنن
الا واجعله ممتثلا ... محاسن وجهك الحسن
نقيا مثل عرضك إنه ... ما شيب بالدرن
صفيقا مثل رأيك ... انه والحزم في قرن
رقيقا مثل فطنتك التي ... دقت عن الفطن
ولا تعجبك قيمته ... كفى بالجمد من ثمن
وحسبك ان بخلت به ... بفقد الحمد من غبن
جعلني الله فداك. يا مولاي واطال بقاك. إلى متى هذا المطل الشديد. بالثوب الجديد. ولم صار الوعد فيه كالموعيد. أما علمت اني سالتكه لألبسته في حياتي. لا لأن أكفن به عند مماتي. وقد طال به التسويف العنيف. حتى خفت عوائق الحدثان. ولم آمن نوائب الزمان. فلا ينبغي ان يكون فرحائكه إلى اليمن والقى عصاه بصنعاء أو عدن. وليس الزعيم الا فضلك بكفابة شغل طلبه. والجري على حكم سوددك في المن علي به. وإجابة دعائي بكرمك. ان تنفذه ممتثلا محاسنك. محاكيا شمائلك. وتجعله نقيا كعرضك الذي ما شيب بما يلطخه. وما شين بما يوسخه. وتختاره صفيقا كرأيك الذي لا يتخلله خلل. رقيقا كفطنتك التي لا يتعرضها زلل. ولا تتعاظمك قيمته فالحمد لله أعلى واغلى. وبالاستحلاب اولى وان بخلت به وحاشاك. فحسبك فوت الشكر عيبا وكفاك
باب
المطل وخلف الوعد
" رسالة في حل قول ابن الرومي "
لو كان مطلك ذا روح وذا جسد ... في طوله ما شككنا انه عوج
كما نوالك مع ما فيه من قصر ... لو مر بالناس قالوا مر ياجوج
" وقول الآخر "
قد بلوناك بحمد الله ... ان أغنى البلاء
فاذا كل مواعي ... دك والريح سواء
" وقول الآخر "
اطلت انتظار غد بعد غد ... ولم ازمنك يدا فوق يد
مخ ۱۲
فسم غدا أنتظر وقته ... فكل غد بعده الف غد قد طال المطال أطال الله بقاك سيدي كأني اعوج. منه على عوج. أو أرى به ظل الرمح. وأشاهد عمر النسر. أو أعاني ليلة الهجر. أو أعاين يوم الحشر. ولست أشبه نوالك بياجوج في قصره. وقلته وصغره. فهو اقصر من انملة نمله. واقل من ذرة واحدة واصغر من عنفقة. ولقد جربتك لو نفعت التجارب. وكشفت لي منك العواقب. عن مواعيد فيها من الريح شبه. وانها من البرق الخلب سبب. وبينها وبين العارض الجهام نسب. فحتى متى اصلحك الله تجرني على شوك المطل. وتحرمني ثمرة الوعد وتعللني بغد وما بعد غد. ولا أرى لك يدا فوق يد. اما حان ان تنص على اليوم المعتمد . وتدعني من كثرة ذكر الغد فانه بعيد الأمد. متصل بالأبد " اخرى في حل قول الشاعر "
سألتك حاجة فأجبت فيها ... بأحسن ما يكون من الجواب
فلما رمتها رمت الثريا ... فصارت حاجتي فوق السحاب
" وقول ابي نواس
وعدتني وعدك حتى إذا ... اطمعتني في كنز قارون
جئت من الليل بغسالة ... تغسل ما قلت بصابون
" وقول ابي العيناء "
اني لا اعجب بل فعالك اعجب ... من طول تردادي إليك وتكذب
وتقول لي قولا أظنك صادقا ... فاجئ من طمع إليك واذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس ... قالوا مسيلمة وهذا اشعب
سألتك اصلحك الله حاجة خفيفة المؤنة عليك. ثقيلة المنة لك. فجمعت لي فيها بين احسن الجواب. واتم الإيجاب. فلما رمتها كانت والثريا في سمك. ومع العيوق في سمت. وصرت أتصورها مرة بمنقطع التراب. وتارة فوق السحاب. وطال ما اطمعتني في كنوز قارون بمواعيدك المعسولة. ثم أتبعتها بمعاذيرك المغسولة ولست ادري أي حالتينا اعجب. كما لست ادري أيهما اكذب اطمعي فيك الذي يجدد عليك اعتمادي. ويكرر إليك تردادي. أم لسانك الذي يدين بالكذب مذهبا. ويستلين من الخلف مركبا فلو جمعني وإياك محفل غاص. أو ضمنا مجلس خاص. لا قبل بعض أهلهما على بعض يعيبونك ويلعنونك. ويقولون هذا مسيلمة ويعنونك. وهذا اشعب ويعنوني. والى الطمع الكاذب ينسبونني. وكان مسيلمة اكذب من أظلته الخضراء. واشعب اطمع من اقلته الغبراء. وأخبار ذلك في الكذب قد سارت في البلاد ووردت المياه. وأخبار هذا في الطمع قد طارت في الآفاق وركبت الأفواه. تاب الله علينا من الكذب والبهت ومن الخلف البحت ومن الطمع الذي يهدي إلى الطبع. بمنه ورافته. وسعة رحمته " اخرى في حل قول ابي تمام
ومحجب حاولته فوجدته ... نجما عن الركب العفاة شسوعا
لما عدمت نواله اعدمته ... شكري فرحنا معدمين جميعا
ان طال أيدك الله عجابك. واشتد احتجابك. وتجهم بوابك فكم من محجوب حاولت جنا به. وقصدت بابه. فوجدته نجما يبعد عن العفاه. وحية لا تسمع للرقاه. وحين اعدمني الثرا. اعدمته الثنا. ولما منعني المنح. منعته المدح. فحصلنا جميعا على العدم اما هو فمن الكرم. واما أنا فمن النعم. وهو من الشكر وأنا من الوفر. ولقد احسن بي ما شاء. إذ أساء. أليس قد اعتق عاتقي من رق الصنيعة. ولم يلزمني حفظ الوديعة والسلام " اخرى في حل قول دعبل "
وعدت النعل ثم صدفت عنها ... كأنك تشتهي شتما وقذفا
فان لم تهد لي نعلا فكنها ... إذا اعجمت بعد النون حرفا
وعدتني أيدك الله النعل وما أسعفت. بل صددت عن ذكرها وصدفت. فاستهدفت لسهام الذم واستقذف. فان أهديتها الآن وإلا لبست ثوب المغبون. وكنتها إذا اعجمت الحرف بعد النون. والحازم من بقى العرض بالعرض الأدنى. ولا يعرضه للبلوى والسلام " اخرى في حل قول الشاعر "
صحبتكم عامين في حال غربتي ... ارجى نداكم والجنون فنون
مخ ۱۳
فما نلت منكم نائلا غير انني ... تعلمت ذل الفقر كيف يكون يا أسفي لو كان يغنى الأسف. ويا لهفي ان كان يجدي اللهف: على عامين استغرقتهما في صحبتكم. وانفقتهما على خدمتكم. ولي من كربة الغربة صاحب واليف. ومن رجاء فسيح الأرجاء باعث وحليف. الغرور مكنون. والجنون فنون.. فلم احظ منكم بنائل ولم احل بطائل. ولم أنل ما يغني عني ريش الطائر. بل تعلمت كيف يكون ذل الفقر. وكيف يصول جور الدهر. والى الله المشتكى لا منه. وفيه تعالى عوض عن كل ذاهب. وخلف من كل فائت. فله الحمد على افضاله. وصلاته على النبي محمد وآله " اخرى في حل قول الأستاذ ابي بكر الخوارزمي "
الا من بلغ الأستاذ اني ... أنا الصمصام اغمده الحياء
أنجدت والسباخ لديك مرعى ... ونظمأ والسراب لديك ماء
يطرقنا الزمان وكل يوم ... لنا خطب خواشيها البكاء
وكنت وعدتنا نظرا فابطا ... وقد تتبلغ الخيل البطاء
فان عز القضاء لديك يوما ... فموجود لدينا الاقتضاء
ويرضى بالرجاء سواي قوم ... وما عندي لحكمهم ارتضاء
فان أخا الرجاء على يقين ... من البلوى وفي القرح امتراء
وشر المرتجين أخو مطال ... يعمر في جوانبه الرجاء
إذا اضحى فموعده مساء ... وان امسى فموعده ضحاء
وهذا العتب واسطة ولكن ... لها طوقان مدح أو هجاء
وبين النجح والتعويق حد ... وقنظرة يقل لها السخاء
فلا تشك القضاء فليس يشكو ... مسيىء نفسه أنت القضاء
ترفق بالامير فكل شيء ... تنال به المنافع كيمياء
أطال الله أعمار المعالي ... وذلك ان يطول لك البقاء
ولا زالت تمد إليك كف ... بضاعتها ثناء أو دعاء
وان رضي الزمان بمثل روحي ... فداء عنك فهي لك الفداء
قلبي اطال الله بقاء سيدنا الاستاذ. ملان من عتب عليه يكثر له العتاب ويضيق عنه الكتاب. ولكن لساني وان كان سيفا جساما. وصارما صمصاما. فقد اغمده الحياء من جلالة سيدنا ونبله. وحشمة ما اتصوره من ارتفاع مقداره ومحله ويا عجبي كل العجب من اجدابنا في جواره. وظمئنا على القرب من داره. والسباخ لديه مرعى نضير. والشراب عنده ماء نمير والزمان يتطرقنا بحدة ظفره. ولؤم ظفره. ويغير علينا بحوادثه وغيره. ويعرضنا على نوب يليها نوب. وخطوب لنا فيها خطب. حواشيها بكاء يفض عقود الدموع. واشتكاء ينطق عن النار بين الضلوع. وقد كان ايده الله وعدنا من حسن نظره لنا ما كان الظن به جميلا. وانتظرناه طويلا. فابطأ وقد تتبلغ الخيل على بطئها. وتطوي المنازل مع قصر خطوها. فان عز لديه القضاء. فموجود لدينا الاقتضاء. وان دام منه التغاضي دام منا التقاضي. وغيري من يرضى بالرجاء. ويميل فيه إلى الارتضاء. لان اخا الرجاء على يقين من البلوى. وفي شك من الفرج والجدوى. وشر المأمولين من يكثر مطله ويشتد. ويطول عمر الرجاء بحضرته ويمتد. فاذا اصبح جعل الموعد رواحا. وإذا راح صيره صباحا. ومعلوم ان العتاب واسطة لها طرفان. مدح أو هجاء يسيران في البلدان. ويكشفان عن الاساءة والاحسان. وبين النجاح والسراح والتعليق والتعويق قنطرة ماؤها دواء وريحها رخاء. واسمها سخاء. فلا يشكون سيدنا ادام الله تأييده القضاء. فيشكو نفسه. ويغالط حسه. لانه السلطان. وهو القضاءوالزمان. مما اسأله ان يترفق كالامير اطال الله بقاه فيهز عطف كرمه. ويستمطر لي سحاب نعمه. فكل ماء سكن العطش ماء. وكل ما ينال به المنافع كيمياء. والله اسأل الله ان يطيل اعمار المعالي بطول عمره. وعلو قدره وامره. لا زالت احواله مسعودة مغبوطة. والآمال به منوطة. والا كف بالثناء عليه والدعاء له مبسوطة. ولا زال جمالا لهذا العالم بقاءه ولقاؤه. وان رضي الزمان بروحي فداء له فداؤه ووفاؤه " اخرى في حل قول الشاعر لابي دلف القاسم بن عيسى "
ابا دلف لم يبق طالب حاجة ... من الناس غيري والمحل جديب
يسرك أني أبت عنك مخيبا ... ولم ير خلق من نداك يخيب
مخ ۱۴
واني صيرت الثناء مذمة ... وقام بها في العالمين خطيب وكيف وانت المنعم المفضل الذي ... لكل غريب من نداه نصيب
فان نلت ما املت منك فانني ... جدير والا فالرحيل قريب
قد شمل حسن نظر الامير اطال الله بقاه سائر عفاته. ومؤمليه وزواره. فما اعرف احد الا وقد وصل إلى حظ من عطاياه وضرب بسهم في جدواه. غيري فاني اراني خارجا من هذا العموم. مع مالي في موالاته وخدمته من الخصوص. ويا ليت شعري ايسر الامير ايده الله ان يطيل عنان الغيبه. ثم أنصرف عن حضرته بالخيبه. ولم ير احد خاب في ايامه. واخفق من انعامه. وهل يرضى بأن يستحيل ثنائي ذما. ومدحي قدحا وشكري شكاية. يقوم بها الخطباء فيبسطون اعنة الخطاب ويطيلون امد الاسهاب. لا والله وكيف وهو المفضل المنعم والمسرج في الاحسان والملجم. الذي لكل من مؤمليه اوفر نصيب من كنفه الرحيب ومحله الخصيب. فان لاحظ بعين العناية حالي. وتدارك بطب التطول مرض آمالي. فاني جدير منه بمنة ثقل ظهري . وتستغرق شكري. والافاني ممن يسير ولا يستريح ولا يريح ولا تتعلق به الريح. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول الآخر "
حسبي وحسبك من مطل وترديد ... افنيت عمري على تسويف موعود
مطل بعيد ونيل لست ادركه ... وعقد وعد بفعل غير معقود
فأمض عزمك فينا ان اردت بنا ... خيرا فعزمي ماض غير مردود
اليوم آخر يوم من مراجعتي ... واليوم أقطع آمالي بتوكيدي
لا تحسبني كمن ضاقت مذاهبه ... ربي لطيف ورزقي غير مسدود
قد والله سئمت من التسويف والترديد. ولم احصل من كثرة المواعيد. الاعلى المطل القريب والنائل البعيد. فان امضيت عزمك في التنويل. والا امضيت عزمي على الرحيل. وهذا يا سيدي اول يوم المعاينة. وآخر يوم المراجعة. فلا تحسبني ممن ضاقت عليه المذاهب. واعوزته المراكب. والله تعالى لطيف. وصنعه بي مطيف. ورزقه عني مردود. وبابه دوني غير مسدود والسلام " اخرى في حل قول الآخر "
قوم مواعيدهم مزخرفة ... تزخرف القول والاكاذيب
يحتاج راجي نوالهم ابدا ... إلى ثلاث من غير تجريب
كنوز قارون ان تكون له ... وعمر نوح وصبر ايوب
اشكو إلى الله ثم اليك يا سيدي ادام الله عزك قوما مواعيدهم مزخرفة باقاويل الاكاذيب. مزوقة بتزاويق الاباطيل. فاذا طلبهم الراجي لطلب غياث. لم يستغن في انتظار جدواهم عن ثلاث. كنوز قارون الذي لم يخلق مثله في اليسار. وعمر نوح الذي لا اطول منه في الاعمار. وصبر ايوب الذي يضرب به المثل في الاصطبار. والله المستعان على حرقة الانتظار. وتباريح الاضطرار " اخرى في حل قول الآخر "
سازعمني رضيت وما رضيت ... وازعمني بررت وقد جفيت
وازعمني انقلبت بخير حال ... ولست من الضرورة استبيت
لانك قد قدرت فما تبالي ... سخطت على فعالك ام رضيت
سأمضي عنك معتصما بيأس ... واقنع بالذي لي فيه قوت
فاما دولة الايام حتى ... تجيئ بما أؤمل أو اموت
كذاك الدهر دولته سجال ... تفيد غنا وأحيانا تفيت
فكم رجل غني بعد فقر ... وغان عاد ليس له مبيت
مخ ۱۵
فان يمت الرجاء لسوء حال ... فان الله حي لا يموت انا ايد الله مولاي احفظ ستر التجمل فلا اهتكه. واصون ماء الوجه فلا اسفكه. واظهر الرضا وانا غضبان. واشكر وقلبي من الشكاية ملآن. وازعم ان مولاي شفع لي إلى الدهر. ومد الي يد البر. وقد جفاني جفاء. ترك حالي جفاء. وازعم اني انقلبت بحمر النعم. تحمل بيض النعم. وقد احلت لي الضرورة ماحرم الله ولست املك في القوم. عشاء الليلة وغداء اليوم. ومولاي ايده الله شامخ بانف القدرة. راكب مركب النخوة. ذاهب في طريق العزة. لا يبالي اسخطت ام رضيت. واخفقت ام حظيت. واذ قد اسكرته خمرة الغنى. فطغى وبغي وعق. ولم يرع الحق. فسارتحل عنه. ممتطيا ظهر اليأس منه. واستعصم بالسكون والسكوت. والقناعة بالقوت. فاماامل نجيح. واما اجل مريح. وكذلك الدهر احواله سجال. وحشوه آمال وآجال. فطورا يفيد. وطورا يفيت. وتارة يهب. وتارة ينهب. وكم من رجل درت له اخلاق الغنى. وهطلته سحائب المنى. بعد ان كان رهين ضعف ومتربه. وصريع ذل ومسكنه. وكم من مالك اموال. ككثبان الرمال. قد حصل على اظهر اضاقة. وتكشف عن اقبح فاقة. فان مات الرجاء بسوء حاله فان الله حي لا يموت. وان فات الذي املته فصنع الله لا يفوت. وحسبي الله وحده ونعم الوكيل " اخرى في حل قول ابي تمام في عباس بن لهيعة "
النار والعار والمكروه والعطب ... والقيد والصلب والمران والخشب
احلى واعذب من سيب تجود به ... ولن تجود به يا كلب يا كلب
اشكيتموني فلما ان شكوتكم ... غضبتم دام ذاك السخط والغضب
يا اكثر الناس وعد احشوه خلف ... واكثر الناس قولا كله كذب
ظللت تنتهب الدنيا وزخرفتها ... وظل عرضك عرض السوء ينتهب
الشر والضر. والعري والعر. والعار والعوار. والشنار والنار. والبلاء واللاواء والحبس والتعس. والنحس والوبال. والداء العضال. ولضرب الظلم على حرقة الفرقة. وصفع الذل على كربة الغربة. اشهى واحلى من عطاء تجود به كفاك. وحسبك ما قلت وكفاك. يا كلب المساوي والمقابح. ويا خنزير المخازي والفضائح. اشكيتني. وابكتيني وآذيتني واذللتني فلما ان شكوت اضطربت واضرمت. واحتددت واحتدمت. دام تصليك بنار الغضب والحرد. وتململك على فراش الغيظ والحنق. يااكثر الناس خلفا. وخلف الوعد. خلق الوغد. واكثرهم قولا يتمشى الزور في مناكبه. ويتردد الكذب في مذاهبه. وحسب الكاذب يقوله شتما. وقلبه خصما. لقد ظللت تنهب الدنيا وتسلب. وتدرك منها ما تطلب. وعرضك عرضة للنهب. ومثلة بالسب. فلا ابعد الله غيرك. ولا لعن سواك والسلام " اخرى في حل قول المسعر لعبد الله بن طاهر "
ماذا تقول فدتك نفسي في امرئ ... ركب العزيمة في لجام الصبر
يعلو من الدنيا على اوعارها ... ويحل منها في محل السفر
متلذذا بالباب طال ثواؤه ... فبكى له مصراع باب القصر
ما قول سيدنا الامير اطال الله بقاه في امرئ ركب اليه مركب العزم ملجما بالحزم. مسرجا بالصبر الجزم. وتجشم اهوال الاسفار. واخترق صعاب الاوعاث والاوعار. حتى ورد مشرعة من جنابك. والقى عصاه ببابك. فلزمه متلذذا وغاداه. ورواحه مترددا حتى طال ثواه. واعضل داؤه. وعز واعوز شفاؤه. ورحمه فضلاء اهل العصر. وكاد يبكي له مصراع القصر. فهل عند الامير ايده الله من نظر له يمسك رمقه الذي تخلله الخلل. ويثبت قدمه التي ملكها الزلل. ولرأيه في ذلك فضله. الذي هو اهله ان شاء الله تعالى " حل الجواب عنه لعبد الله بن طاهر "
لم انس حظك فاستعن بالصبر ... وافتح بشغلي عنك باب العذر
لا تيأسن إذا الامور تعسرت ... فاليسر منتظر خلال العسر
أنت اعزك اللع تعلم ان الاشغال السلطانية. ربما تعوق عن الحقوق الاخوانية. ولسنا ننسى حق خدمتك. ولا ما تمهد وتأكد من ازمتك. فازدد صبرا. ولا تضق صدرا. وافتح لنا باب العذر. إلى ان تفتح عليك باب الشكر. ولا تيأس من يسرين مع العسر. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول البحتري "
سحاب خطاني جوده وهو مسبل ... وبحر عداني فيضه وهو منعم
مخ ۱۶
وبدر اضاء الارض شرقا ومغربا ... وموضع رجلي منه اسود مظلم أاشكو نداه بعدما وسع الورى ... ومن ذا يذم الغيث الا مذمم
وما منع الفتح بن خاقان نيله ... ولكنها الاقدار تعطى وتحرم
سيدنا الامير اكال الله بقاه سحاب كله الغيث. ودأبه الغوث ولكنه لم يحي ارضى بمطرة. ولم يبلل لهاتي بقطرة. وهو اعز الله نصره بحر مفعم. فيضه نعم. ولكني عطشان في جواره. محروم من حسن آثاره. كما انه بدر ملك العيون ايناقا. وملا الارضين اشراقا. وموقع نظري من نوره خال. ولعمري انه غير حال. فيا عجبي من العطش في جوار البحر الزاخر. ومن الاظلام في مقابلة البدر الزاهر. وكيف " ؟ " شكرة عامة الخلق. وكيف اذم من مدحه لسان الدهر. ومن ذا يذم الغيث الا مذموم. ومن يلوم الشمس الا ملوم. وما خصني الامير بالحرمان. وقد عم الناس بالاحسان ولكن الاقدار تعطى وتحرم. وتنقض وتبرم. ولا يأس من روح الله. ولا بأس مع فضل الله. والسلام " اخرى في قول الشاعر "
ورد العفاة المعطشون فاصدروا ... ريا وطاب لهم لديك المكرع
ووردت بحرك طاميا متدفقا ... فرددت دلوي شنة يتقعقع
واراك تمطر جانبا عن جانب ... وسماء بيتي من سماحك بلقع
اري العفاة ايد الله سيدنا الامير يقصدون جنابه الرحب. ويردون منهله العذب. فيسعهم عنده المشرع. ويطيب لهم المكرع ويصدرون عنه وقد رووا وارووا ورووا من مكارمه ما رأوا. ووردت فناءه المقصود. وبحره المورود. فحين مددت لحظي إلى الماء الرواء. والقيت دلوي في الدلاء. رد الدلو يابسا يتقعقع واوقعني فيما لم اكن اتوقع. وأراه يمطر الجوانب. ويغيث الاقارب والاجانب. وارضي خالية من قطره. ويدي صفر من بيضه وصغره. وقد تفسد الحال ثم تصلح. ويبخل الجواد ثم يسمح. ومع اليوم غد. ومع السبت احد. والسلام " اخرى في حل قول الآخر "
ابا حسن مالي ومالك من عذر ... بنومك عن امري وشكري مدى عمري
اترضى بأن ارضى وانت ذريعتي ... بغير الرضى من اهل دهري ومن دهري
جعلتك لي بحرا وكفك لجة ... ويظمأ جار البحر في ساحل البحر
ليت شعري ما عذرك يا مولاي في نومك عن امري. وزهدك في استجلاب شكري. ولم ترضى بغير الرضى في اعانتي على دهري. وانت ذريعتي من الورى. وشفيعي إلى الغنى. ومن العجائب انك بحر ملآن. وانا في ساحلك ظمآن. والله المستعان " اخرى في حل قول الآخر "
نواصي المكارم في قبضتك ... وهذا الانام بنو نعمتك
وتلك غصون العلى تنتمي ... إذا ما انتمين إلى نبعتك
فمالي تركت بلا مرتع ... وذا الخلق يرتع في نعمتك
سيدنا اطال الله بقاه قد بلغ من المعالي قاصيها. وملك من المكارم نواصيها. فالمحاسن من آثار ايامه. والانام بنو انعامه. وغصون المجد تتفرع من دوحته الباسقه. ولسان الزمان يخطب بفضائله المتناسقه. والله يديم له اجزل القسم. كما افاض به احسن النعم. وبعد فمالي لا آخذ بنصيب. من جنابه الخصيب. والناس يرتعون في رياض نعمته. ولهم ما يشاؤن من ثمار دولته. وحقوقي تقتضي ان اكون معه في جملة الناجحين في مآربهم. الفائزين بمطالبهم. لا ان تعرض عني الدنيا وهي منقادة لامره. ويتنكر لي الزمان وهو ؟؟ يده. وهذه لمعة من الشكوي. تجري مجرى الذكرى. وهي تنفع المؤمنين. وتحتمل من المخلصين. وورآء هاما يحولها شكرا. ويعيد الجفاء برا. ان شاء الله " اخرى في حل قول الآخر "
إذا لم يكن فيكن ظل ولا جني ... فابعدكن الله من شجرات
" وقول الآخر "
إذا أنت لا دنيا لديك تفيدنا ... ولا أنت ذو دين فنرجوك للدين
وكنت صديقا لا ترجى لنائل ... عملنا صديقا في مثالك من طين
" وقول منصور الفقيه "
إذا بخلت ببري ... ولم انل منك رفدا
وانت مثلي عبد ... ففيم اعبد عبدا
مخ ۱۷
إذا لم تلبسني الشجرة ظلها. ولم تؤتني اكلها. فسلط الله على اصلها قاضبا. واتاح لفرعها حاطبا. وإذا كنت لا ترجى للجدوى. ولا ينتفع بك في امور الدين والدنيا. فما أنت الا روح في محال. بل تمثال من صلصال. وإذا لم انل منك الجاه والرفد. فانت عبد مثلي ولست اعبد العبد والسلام " اخرى في حل قول الشاعر " إذا كنت لا ترجى لدفع ملمة ... ولم يك في الحاجات عندك مطمع
ولا أنت ذو جاه يعاش بجاهه ... ولا أنت يوم الحشر ممن يشفع
فعيشك في الدنيا وموتك واحد ... وعود خلال من وصالك انفع
إذا كنت لا ارجوك لدفع الملمات. وكفايه المهمات. وقضاء الحاجات. ولم يكن لك جاه يمكنني من اظهار ما انويه. والاستظهار على من اناويه. ولم تكن عف الإزار. طاهرا من الاوزار. نقي الساحة من المآثم. برئ الراحة من الجرائم. فيتوصل بالتقرب اليك. والاقتباس مما لديك. إلى اعداد الزاد. ليوم المعاد. فسواء مماتك ومحياك. ولا ابعد الله سواك. فليست تحمد خصلة من خصالك. وعود خلال انفع من وصالك. والسلام على غيرك.
باب
الشكر
" رسالة كأنها عن لسان بعض عبيد الحضرة الجليلة حرسها الله إلى المجلس العالي آنسه الله في حل قول الشاعر "
فلو كان للشكر شخص يبين ... إذا ما تأمله الناظر
لصورته لك حتى تراه ... فتعلم اني امروء شاكر
ولكنه ساكن في الضمير ... يحركه الكلم السائر
شكري لعالي مجلس مولانا الملك السيد المؤيد ولي النعم خوارزم شاه اطال الله بقاه. وادام علاه. ونصر لواه. على نعمه التي أغرقتني واستعبدتني. وملأت يدي وقلبي. شكر الروض للمطر والساري للقمر. بل شكر الظمآن الوارد. للزلال البارد. بل شكر الاسير لمطلقه. والمملوك لمعتقه. فلو كان للشكر شخص يدركه البصر. ويحصله النظر. لصورته فاحسنت تصويره. كما قررته فاحكمت تقريره. حتى يراه مولانا اعز الله نصره بعينه العالية. كما سمعه باذنه الواعية. فيعلم اني شاكر لاياديه المتصلة كاتصال السعود. ذاكر لمننه المنتظمة كانتظام العقود. ولئن سكن الشكر سواء نفسي. وسويداء قلبي. لقد حركه مايسير من كلامي مسير الامثال. ويسري في الآفاق مسرى الخيال. وبالله استعين على النهوض. بالمفروض. من شكر النعمة. وبذل الوسع في الخدمة. انه خير معين وأقوى ظهير " اخرى في حل قول الشاعر "
لا تنكرن لذي النعماء نعمته ... لا يشكر الله من لا يشكر الناسا
" وقول الآخر "
شكرتك ان الشكر لله طاعة ... ومن يشكر المعروف فالله زائده
لكل زمان واحد يقتدى به ... وهذا زمان أنت لا شك واحده
" وقول الآخر "
سوى الامير بجوده ايامنا ... فجميعها لجميعنا اعياد
اما حقيقتنا فنحن عبيده ... لكننا في بره أولاد
الشكر أيد الله مولانا الملك السيد خوارزم شاه. طاعة لله. وقيد للنعمة ومفتاح للمزيد. فلأشكرن المنعم ولي النعم ادام الله سلطانه مد كلمي. ولأحمدنه طاقة قلمي. فمن لم يشكر الخلق لم يشكر خالقه. ومن لم يحمد رازقه. ولكل زمان واحد يقتدى في المكارم بخلقه. ويهتدي في المعالي بطرقه. ومولانا ادام الله تأييده واحد زمانه. ومنقطع القرين في اقرانه. ولقد ساوى بين ايامنا بنعمه. وآثار جوده وكرمه. فجميعها جمع مشهوده. واعياد معدوده. ونحن في الحقيقة عبيده حقا. ومماليكه رقا. ولكننا في بره بنا. واشفاقه علينا. ونظره لنا. اعز اولاد لا كرم والد. لازال من المجد بين طريف وتالد. ومن العجائب ان يكون الوالد غض الشباب حسن الاقتبال. وعلى مدى بعيد من الاكتهال. وفي اولاده من ألجمه الشيب بلجامه. وقاده بزمامه. وفيهم من جاوز الشباب مراحل وورد من المشيب مناهل. ومنهم ذوو الاسنان العالية. والصحبة للايام الخالية. فاطال الله بقاء مولانا منصورا محظوظا. وبعين عنايته ملحوظا محفوظا. حتى يبلغ أقصى العمر. واعلى الامر. ويملك ما طلعت الشمس عليه. وانتهى هبوب الريح اليه. آمين " اخرى في حل قول الآخر "
لاشكرنك معروفا هممت به ... ان اهتمامك للمعروف معروف
مخ ۱۸
ولا ألومك ان لم يمضه قدر ... فالشيئ بالقدر المحتوم مصروف انا ايد الله الشيخ اعرف نيته الجميلة في مناحجي. وعقيدته المعقودة بمصالحي. واشكره على ما اهتم له من أمري المشهور المعروف. وهم به من تناولي بالبر والمعروف. ولا الومه إذا لم يعنه القدر على بلوغ ماارتاده. ولم يساعده القضاء في امضاء ما اراده. فاكثر الاقضية والمقادير. تجري بخلاف الايثار والتقدير. والاشياء بالقدر المحتوم لتقدر وتتيسر. وتتعذر وتتأخر. والسلام " اخرى في حل قول الآخر "
رهنت يدي بالعجز عن شكر بره ... وما فوق شكري للشكور مزيد
ولو كان شيئا يستطاع استطعته ... ولكن مالا يستطاع شديد
انا ايد الله سيدنا رهين العجز عن شكره. والقصور عن نشر بره. وان كان شكري ماعليه مزيد لزائد. ولا فوقه غاية لمبالغ. والعاجز. إذا أقر فائز. ولو كان شكره مما يستطاع لا استطعته. واذعته في المحافل واشعته. ولكن مالا يستطاع متعذر. والعذر في ذلك متصور. ان شاء الله " شعر "
اقول ببعض مااسديت عندي ... وما أطلبتني قبل الطلاب
ولو اني استطعت لقام عني ... بشكرك كل من فوق التراب
انا ايده الله اشكر بعض ما شملني من بره وفضله. اذ لا مطمع في بلوغ الواجب من شكر كله. ونشر ما اهلني له من النوال. قبل السؤال. والاطلاب. ولو استطعت لشكره عني من فوق التراب. على اياديه التي هي اكثر من عدد التراب. ولكني اسأل الله عز اسمه ان يتولى عني مكافأته. ويعين على الخير فعله ونيته. وان يبقيه للجميل يعمر مدارجه. والخير يثمر نتائجه. برحمته وسعة فضله " اخرى في حل قول الآخر "
ولما كان برك فوق شكري ... وكان الشكر من حق الوفى
وان الله قد اعطاك ملكا ... مبينا للعدو وللولي
رغبت اليه ان يجزيك عني ... كما رغب الفقير إلى الغنى
وآمنني من التقصير اني ... احلتك في الجزاء على الملي
مولانا الملك السيد ولي النعم خوارزم شاه. اطال الله بقاه. قداطال في امري عنان التطول. وافاض علي سحاب التفضل. ومد الي يد الانعام. حتى استوليت على اقصى المرام. ولما كان بره فوق شكري. وقدر عرفه اعظم من قدري. ومحله في الملك والسلطان اجل من ان يشكره مثلي. عدلت عن الشكر والثناء إلى قرع باب السماء بالدعاء. ورغبت إلى الله جل جلاله. وتقدست اسماؤه. رغبة العاجز إلى الملي. والضعيف إلى القوي. والفقير إلى الغني. في ان يتولى مجازاته عني بافضل ما جزى به منعما عن شاكر. ومحسنا عن ناشر. وآمنني من القصور والتقصير. والتعلق باذناب المعاذير. اني احلته على الملي بالمكافاه. القادر على المجازاه. وهو المسئول تعالى ان يبسط بالعلاء يده. ويقرن بالسعادة جده. ويجعل يوميه غده " اخرى في حل قول محمود الوراق "
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد ... لعزة نفس أو علو مكان
لما امر الله العباد بشكره ... فقال اشكروني ايها الثقلان
الشكر ايدك الله محبوب. ومرغوب فيه ومطلوب. فلو كان يجل عنه ماجد لعلو شأنه. أو ملك لرفعة سلطانه. لما امر الله عباده بشكره. والتحدث بنعمته وبره " رسالة في حل قول الآخر "
ابلغ اخانا تولى الله صحبته ... اني وان كنت لا القاه القاه
وان قلبي موصول برؤيته ... وان تباعد عن مثواي مثواه
مانعمة قدمت عندي ولا حديث ... الا ومنه بها احظاني الله
ولا بلاء جميل جر لي حسنا ... الا به نلت اولاه واخراه
البحر يفنى ولا تفنى مواهبه ... والقطر يخصى ولا تحصى عطاياه
الله يعلم اني لست اذكره ... وكيف يذكره من ليس ينساه
مخ ۱۹
اراني الله ما قلبي يزاوله ... وحاطه وتولاه وأبقاه من مبلغ عني الاخ المنعم المفضل. والمحسن المجمل. تولى الله صحبته. ورد غيبته. وعجل سالما اوبته. اني القاه على البعاد. والاحظه بعين الفؤاد. واتمثله بخاطري. حتى كانه حاضري. وكيف لا أفرش لمحبته جوانب صدري. ولا أمسك على موالاته بيدي وظفري. وما بي من نعمة فمن الله ثم من عنده. أو سببها الله لي على يده. وما ارى حولي منحة جميلة جزيلة. وعارفة جسيمة جليلة. الا وقد نلتها من عام انعامه وقابله. وطل احسانه ووابله. وما هو في جوده الا البحر الفياض. والغيث المدرار. على ان البحر ينقطع ماؤه وهو لا ينقطع عطاؤه. والقطر يحصى ولا تحصى آلآؤه. والله يعلم اني في مرآة الفكر أراه. ولا اذكر لاني لست انساه. واغلب الاحوال على الرغبة إلى الله في ان يرعاه ويتولاه. ان شاء الله " اخرى في حل قول ابن المعتز "
ابا حسن ثبت في الامن وطأتي ... وادركتني في المعضلات الهزاهز
والبستني درعا على حصيفة ... فناديت صرف الدهر هل من مبارز
الشيخ ادام الله تأييده قد اثبت في الامن قدمي وقد زل بها الذعر. وانبت قوادمي وقد قصها الدهر. وادركني في هزاهز المعضلات. حتى استنقدني من انياب النائبات. والبسني درعا سابغة الذيول. حصيفة العرض والطول. وسلاحا يروق منظره. ويروع مخبره. ويحسن غناؤه ويقج اثره. وقلدني سيفا مثله يعز ويعوز. فناديت صرف الدهر من ذا الذي يبرز. فلأشكرنه كانفاس الرياض بالاسحار. غب الامطار. ولارغبن إلى الله تعالى في ان يطيل بقاه. ويحسن عني جزاه " اخرى في حل قوله ايضا "
لآل سليمان بن وهب صنائع ... لدي ومعروف الي تقدما
هم علموا الايام كيف تبرني ... وهم غسلوا عن ثوب والدي الدما
لآل سليمان عندي صنائع متتابعة كتتابع القطر. على البلد القفر. ونعم مترادفة كترادف الغنى إلى ذي الفقر. ومنن متقدمة ومتأخره. واياد آتية ومنتظره. وهم الذين اختصروا الطريق إلى تحصيل وطرى. وآنسوني وانا كالغريب في وطني. وعلموا الايام كيف تبرني. وكيف تأسوني وتسرني. وهم الذين صفوا من الكدر مواردي. وغسلوا الدم عن ثوب والدي. حتى ادركت بهم الثار المنيم. وصافحت الفوز والنعيم. والله يجزيهم عني افضل ما جزى به مبتدئ احسان. ومحي انسان " اخرى في حل قول ابي تمام "
اغنيت عني غنآء الماء في الشرق ... وكنت منشئ وبل العارض الغدق
جددت لي املا كانت روائعه ... عواكفا قبلها في مطلب خلق
لو كان خيم ابي يعقوب في حجر ... صلد لفاض بماء فيه منبثق
ما من جميل من الدنيا ولا حسن ... الا واكثره في ذلك الخلق
يا منة لك لولا ما اخففها ... به من الشكر لم تحمل ولم تطق
بالله ترفع عني ثقل فادحها ... فانني خائف منها على عنقي
أثر فضل مولانا الملك ولي النعم خوارزم شاه. اطال الله بقاه عندي كأثر الماء عند الغصان. وموقع انعامه مني كموقع الهدى من الحيران. وطال ما انشأ لي بجوده المعروف. وكرمه الموصوف سحابة بدية الظل. هنية الوابل والطل. يضحك من بكائها روضى. وتخضر من سوادها ارضى. حتى جدد لي من املي ما اخلق. وحقق لي من ظني ما اخفق. واقول لو كانت شيمته في حجر صلد. لفاض بماء مد. أو في شوك للبس ثوب ورد. وما هو الاشخص كله مجد وجود. وما في الدنيا حسن الا وهو في خلقه موجود. وكم له من نعمة جليله. ومنة ثقيله. اخففها بالشكر وهي تثقل. واغلبها بالنشر وهي تغلب وتقتل. وبالله ترفع ثقلها فقد خفت منه على ظهري ان ينقصم وينقطع. وعلى عنقي ان يندق وينخلع. والله المستعان على شكر يجري مجرى النسيم لنعمه. ويدل على مكاني من عبيده وخدمه. وهو المسؤل ان يديم حال الدنيا ببقائه. ويجمع العلو ليده ورايته ورائه آمين اللهم آمين " اخرى في حل قول علي بن حله "
فديتك لم اهجرك من كفر نعمة ... وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك زائرا ... فافرطت في بري عجزت عن الشكر
من الآن لا آتيك الا معذرا ... أسلم في الشهرين يوما وفي الشهر
مخ ۲۰
فان زدتني برا تزايدت جفوة ... فما نلتقى طول الحياة إلى الحشر لست اهجر مولاي ايده الله كفرا لنعمته التي اثقلت ظهري. وملأت صدري. وهل يرتجى بالكفران. زيادة الاحسان. ولكني كلما امتطيت مركب الشوق إلى طلعته. وابتسم لي ثغر الامل في زيارته. افاض على من سحائب بره . ما يعجزني عن بلوغ شكره. فألبس قناع الحياء والتذمم. واذهب مع الخجل من تواتر ما به التنعم. واسلك طريق التعذير. واقرع باب التقصير. وها انا قد قعدت عن خدمته. بقلب قائم إلى حضرته. وتأخرت عنه بنية متقدمة في موالاته ومشايعته. واقتصرت على التسليم في كل شهر مره. وربما لم ازر في الشهرين الازوره. فان زادني افضالا. زدت اخلالا. وان جرى على عادته في البر. استمررت على رأيي في الهجر. فلم نلتق إلى الحشر. والسلام
باب
الاعتذار والاستعطاف
" رسالة في حل قول الحسن بن وهب للمتوكل وهو وسليمان اخوه " " في حبسه "
اقول والليل ممدود سرادقه ... وقد مضى الثلث منه اوقد انتصفا
يا رب ألهم أمير المؤمنين رضي ... عن خادمين له قد شارفا التلفا
إما يكونا اساءآ في الذي سلفا ... فلن يسيئا بحمد الله مؤتنفا
سخط مولانا ادام الله تأييده سخط الروح على الجسد. وقطع الكبد بيد الكمد. وقد اظلني من ذلك ما اراني ضياء الدنيا ظلاما. وصور نور الشمس في عيني قتاما. وكم من ليلة سرادقها ممدود. وباب صبحها مسدود. أحييتها بالدعاء. وهي تميتني بالبكاء. وحين مضى صدرها. وانقضى شطرها قلت وقد لبست ثوب الخاشع واستوفيت شروط الخاضع. ونسيت عهد الهجود. وانا في السجود. يا علام الغيوب. ويا ستار العيوب. ويا غفار الذنوب. ويا مقلب القلوب. صل على محمد خير من افتتحت بذكره الدعوات. واستنجحت بالصلاة عليه الطلبات. وألهم خليفتك في ارضك. وامينك على خلقك. الرضى عن عبدين له مسكينين. وللاعتراف بذنوبهما مستكينين. قد بارزت صروف الايام لافتراسهما. واسرعت انيابها لانتهاسهما. فهما على شرف. وتعرض تلف. ولئن كان كل منهما اذنب واستوجب العقاب. انه قد تاب واعتذر وأناب. والاعتذار. يوجب الاغتفار. والتوبة. تهدم الحوبة. وان اسآء فيما مضى من دهره. فلن يعود للاسآءة فيما بقي من عمره. ان شاء الله " اخرى في حل قول ابي قابوس النصراني في ترقيق قلب الرشيد على الفضل بن يحيى البرمكي "
امين الله هب فضل بن يحيى ... لجودك ايها الملك الهمام
امين الله حسبك ان فضلا ... رضيعك والرضيع له ذمام
يا امين الله على خلقه. وظله في ارضه. وياايها الملك الذي تخدمه الاملاك. وتساعده الافلاك. هب الفضل بن يحيى لله ثم لفضلك. وشرف اصلك. وعلو محلك. فانه رضيعك وحق الرضاع. لا يضاع. وخادمك والخدمة لها حرمة. وزيرك والوزارة لها ذمة. ولاتضيقن عنه يا امير المؤمنين بسعة حلمك ولا تكدرن عليه صفو عفوك. فعفو الملوك أبقى للملك. ومن عفا واصلح فاجره على الله " اخرى في حل قول الشاعر "
ان تعف عن عبدك المسيئ ففي ... عفوك مأوى للفضل والمنن
اتيت مااستحق من خطا ... فجد بما تستحق من حسن
" وقول عبد الله بن عبد الله بن طاهر "
فهبني مسيئا كالذي قلت ظالما ... فعفوا جميلا كي يكون لك الفضل
فان لم اكن للعفو منك لسؤ ما ... اتيت به اهلا فانت له اهل
" وقول الآخر "
اغتفر زلتي لتحرز فضل الشكر ... مني ولا يفوتك اجري
لا تكلني إلى التوسل بالعذ ... ر ولعلى ان لا اقوم بعذري
الاصاغر يهفون. والاكابر يعفون. وفي عفو سيدنا ادام الله الله تأييده عن عبده. مأوى للفضل الذي هو من عنده. وقد أتيت بما استحقه من الخطا والسو. فليأت بما يستأهله من العفو المرجو. وليهبني مسيئا كما قال. فهلا اقال. وهلا احسن وأجمل. وعفا وافضل. حتى يكون له الفضل المذكور. والعفو المشكور. فان لم اكن اهلا للجميل مع سوء ما اتيت. وقبح ما جنيت. فهو له اهل مع كرمه البارع. ومجده الشائع. وحقيق عليه ان يغتفر زلتي. ويقيلني عثرتي. ويجمع في الصفح عني بين الشكر والاجر. ولا يكلني إلى التوسل بالعذر. فلعلى لا اقوم به وقت الحاجه. وفي موقف المحاجه. والسلام " اخرى في حل قول الآخر " هبني أسأت كما زعم ... ت فاين عاطفة الاخوه
مخ ۲۱