نص او اجتهاد
النص والإجتهاد
ژانرونه
وكيف يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبين هذا الحكم لغير الوارث ويدع بيانه للوارث ؟. ما هكذا كانت سيرته صلى الله عليه وآله إذ يصدع بالاحكام فيبلغها عن الله عزوجل، ولا هذا هو المعروف عنه في انذار عشيرته الاقربين، ولا مشبه لما كان يعاملهم به من جميل الرعاية وجليل العناية. بقي للطاهرة البتول كلمة استفزت بها حمية القوم، واستثارت حفائظهم، بلغت بها أبعد الغايات ألا وهي قولها: " أم تقولون: أهل ملتين لا يتوارثان " تريد بهذا أن عمومات المواريث لا تتخصص بمثل ما زعمتم، وانما تتخصص بمثل قوله صلى الله عليه وآله: " لا توارث بين أهل ملتين " واذن فهل تقولون، إذ تمنعونني الارث من أبي: اني لست على ملته، فتكونون - لو أثبتم خروجي عن الملة - على حجة شرعية فيما تفعلون. فانا لله وانا إليه راجعون. [المورد (8) نحلة الزهراء:] وذلك أن الله عز سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله حصون خيبر، قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله صاغرين، فصالحوه عن نصف أرضهم (1) فقبل ذلك منهم أفكان نصف فدك ملكا خالصا لرسول الله صلى الله عليه وآله إذ لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب، وهذا مما
---
= الحديد ج 16 / 220 و223، الصواعق لابن حجر ص 22 ط الميمنية، معجم البلدان للحموى ج 4 / 239، فتوح البلدان للبلاذرى ص 43. (1) وقيل: بل صالحوه على جميعها (منه قدس).
--- [67]
مخ ۶۶