187

رجل يدعى الجد بن قيس الانصاري (1) دون غيره من أمثاله (226). [رعب المشركين وطلبهم للصلح] ما بلغ قريشا هذه البيعة - وهي بيعة الرضوان (2) - حتى انخلعت قلوبهم، وملئت صدورهم رعبا، ولاسيما بعد خروج عكرمة بن أبي جهل على المسلمين يومئذ في خمسمائة فارس، فبعث النبي صلى الله عليه وآله - كما في الكشاف - من هزمه

---

(1) ففى السيرة الحلبية عن سلمة بن الاكوع، قال: بايعنا الرسول على الموت ولم يتخلف الا الجد بن قيس لكأنى أنظر إليه لاصقا بابط ناقته يستتر بها من الناس (منه قدس). (226) مبايعة الصحابة للرسول ما عدى الجد بن قيس الانصاري: راجع: السيرة الحلبية ج 2 / 701 ط الحلبي، السيرة النبوية لابن كثير ج 3 / 319، الكامل في التاريخ ج 2 / 138 ط دار الكتاب العربي، الطبقات لابن سعد ج 2 / 100. (2) كانت تحت شجرة من سمر فقيل عنها بيعة الشجرة واضيفت إلى الرضوان لقوله تعالى في شأن المؤمنين من المبايعين يومئذ: (لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) إلى قوله عز من قائل في آخر السورة عنهم: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). بخ بخ طوبى وحسن مآب للمقيمين من هؤلاء على الايمان والعمل الصالح حتى لقوا ربهم عزوجل اختصهم الله تعالى بالرضا عنهم والثناء العظيم في محكمات القرآن عليهم، ووعدهم - دون غيرهم من المبايعين - بالمغفرة والاجر العظيم. فالاية هذه هي على حد قوله عزوجل في آية اخرى تختص بأمهات المؤمنين (وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) وهدفها انما هو الهدف الذى يرمى إليه قوله عز من قائل: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون)، وما أغنى أولياء الله عما افتأته لهم المفتئون من أحاديث يضرب بها عرض الجدار بمخالفتها لمحكمات القرآن الحكيم (منه قدس). (*)

--- [170]

مخ ۱۶۹