الثانية قوله: ({وكل شيء فعلوه في الزبر}(1)) يعني لا يكون من باب ما أضمر عامله على شريطة التفسير لفساد المعنى(2)، لأن المراد، أن كل ما فعلوه فهومكتوب عليهم في الزبر، وهذا لا يتم إلا حيث يجعل (كل شيء) مبتدأ و(فعلوه) صفة له، وفي الزبر الخبر، وهومتعلق بمحذوف وأما إذا جعل الخبر (فعلوه) و(في الزبر) متعلقة فسد المعنى لأنه يؤدي أن يكون فعلوا كل شيء وسط الزبر ويكون الزبر ظرفا لفعلهم، وأما إذا نصب فهوفاسد المعنى بكل حال، لأنه يؤدي إلى أحد باطلين، إما أن يكون المعنى: إنهم فعلوا كل شيء في وسط الزبر، والزبر ظرف، كما في الوجه الثاني من وجهي الرفع، والمعلوم أن أفعالهم ليست عامة لكل شيء ولا الزبر ظرفا لها، وإما أنه يصير المعنى أنهم فعلوا كل ما كان في الزبر، وهوباطل، لأنه أراد جميع الزبر فهذا مدح لهم والمعلوم خلاف هذا وهوأنهم ما فعلوا ما فيها بل تركوه ونبذوه وراء ظهورهم، وإن أراد زبرهم فليس فيها شيء سوى ما فعلوه.
مخ ۳۴۳