وقيل هومستغاث، ولا يدخل إلا على (يا) دون أخواتها، وإنما قلنا: إنها للتخصيص للمناسبة بينها وبين المستغاث والمتعجب، لأن المستغاث مخصوص من بين أمثاله بالدعاء، والمتعجب مخصوص باستحضاره لغرابته من بين أمثاله، وهي المعدية ل(أدعو) المقدر عند سيبويه أولحرف النداء القائم مقامه عند المبرد إلى المفعول، وإنما جاز ذلك مع أن أدعو متعد بنفسه لضعفه بالإضمار، أولعطف النائب منابه، ألا ترى أنك تقول: (ضربي لزيد حسن) و(أنا ضارب لزيد) ولا يجوز (ضربت لزيد) وإنما فتحت لام الجر مع المستغاث إما للفرق بينها وبين المستغاث له، أولوقوع المستغاث موقع المضمر، تقديره (أدعوك) و(أستغيثك) ولام الجر مفتوحة معه، ما خلا ياء المتكلم، فحصل من هذا أن اللام مفتوحة، ما لم يكن مجازا نحو(يا للعجب) فإنه يجوز فتحها على أنه مستغاث، وكسرها على أنه مستغاث له، والمستغاث به مفتوح محذوف تقديره (يا للناس للعجب) [و39] وأما لام المستغاث له فهي حرف جر مكسورة على قياسها، ما لم تدخل على مضمر غيرها متعلقة ب(يا) أو(أدعو) وقيل: بمحذوف، ويكونان جملتين، وقيل بحال محذوفة، فيكون جملة واحدة، تقديره داعيا أومستغيثا، وأما المعطوف على المستغاث، فإن أعدت معه حرف النداء فتحتها نحو:
[146] يا لعطافنا ويا لرياح
وأبي الحشرج الفتى النفاح(1)
وإن لم تعد فهي مكسورة ما لم تدخل على مضمر غير يا، نحو:
[147] يبكين ناء بعيد الدار مغترب يا للكهول وللشبان للعجب(1)
مخ ۲۷۷