الثاني في صحة بقاء الأعراض ذهبت الأشاعرة إلى أن الأعراض غير باقية بل كل لون وطعم ورائحة وحرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وحركة وسكون وحصول في مكان وحياة وعلم وقدرة وتركب وغير ذلك من الأعراض فإنه لا يجوز أن يوجد آنين متصلين بل يجب عدمه في الآن الثاني من آن وجوده. نهج الحق ص: 69و هذا مكابرة للحس وتكذيب للضرورة الحاكمة بخلافه فإنه لا حكم أجلى عند العقل من أن اللون الذي شاهدته في الثوب حين فتح العين هو الذي شاهدته قبل طبقها وأنه لم يعدم ولم يتغير وأي حكم أجلى عند العقل من هذا وأظهر منه
ثم إنه يلزم منه محالات الأول
أن يكون الإنسان وغيره يعدم في كل آن ثم يوجد في آن بعده لأن الإنسان ليس إنسانا باعتبار الجواهر الأفراد التي فيه عندهم بل لا بد في تحقق كونه إنسانا من أعراض قائمة بتلك الجواهر من لون وشكل ومقدار وغيرها من مشخصاته ومعلوم بالضرورة أن كل عاقل يجد نفسه باقية لا تتغير في كل آن ومن خالف ذلك كان سوفسطائيا وهل إنكار السوفسطائيين للقضايا الحسية عند بعض الاعتبارات أبلغ من إنكار كل أحد بقاء ذاته وبقاء جميع المشاهدات آنين من الزمان. فلينظر المقلد المنصف في هذه المقالة التي ذهب إليها الذي قلده ويعرض على عقله حكمه بها وهل يقصر حكمه ببقائه وبقاء المشاهدات عن أجلى الضروريات ويعلم أن إمامه الذي قلده إن قصر ذهنه عن إدراك فساد هذه المقالة فقد قلد من لا يستحق التقليد وأنه قد التجأ إلى ركن غير شديد وإن لم يقصر ذهنه فقد غشه وأخفى عنه مذهبه
وقد قال ص من غشنا فليس منا
الثاني
أنه يلزم تكذيب الحس الدال على الوحدة وعدم التغير كما تقدم.
مخ ۲۹