لا حي ذاك الحي من ساكني صنعاء
فكم أحسنوا للنازلين بهم صنعا
أتحية صب صب ماء جفونه
يشوقه برق الدجى إن سرى لمعا
ويعرف من عرف النسيم رسائلا
تجرعه تذكار من سكن الجرعا
نسيم الصبا إن جزت معهد صبوتي
فتم فؤادي سله أو سل به سلعا[88أ-ج]سلعى
فحي الحيا من ذلك الحي مربعا
له في فؤادي قد اشاد الهوى ربعا
فلولاه ما اذكري البروق تستعري
ولا امتاز كف المزن من مقلتي دمعا
ولا دعيت عني النسيم عليلة
ولا ناحت الورقاء وأبدعت السجعا
بعيشك إن شارفت حي (1) أحبتي
فطف حوله يا عمرو عن عمرتي سبعا
ورد زمزم الود النمير حياضه
وحلق إذا قصرت في ذلك المسعى
ومنها:
سيعلم من عاديت أني حتفه
فلي قلم في رقمه سم أرقم
يزيد سنا الشمس بالمدح بهجة ... ويقرع سنا من ندامته قرعا
تراه إذا أرسلته حية تسعى
ويلبسها من هجوة خطة شنعا
ومنها:
وإن كان لا بد المديح لناظم
فنوع وجنس في امتداح محمد
فيا من إليه الجذع حن تبركا
وإني لأرجوك السلامة في غد
وآمل أن الله يقبل توبتي
أجيبوا بني الآداب صوت بلاغتي ... فمدح رسول الله أحسنه وضعا
فأوصافه لم تبق جنسا ولا نوعا
إليك رجائي هز من جودك الجذعا[148-ج]
إذا ضاق حالي في القيامة بي ذرعا
ويغفر زلاتي باللطف لي يرعا
إذا كان فيكم من يجيب إذا يدعى
إليك رجائي هز من جودك الجذعا [148-أ]
وقد عارضه فيها ثلاثون شاعرا وحكم الخفاجي له بالسبك بالسبق والإحسان وانحياز الأدب إلى اليمن فداخل بعض الأدباء من ذلك حسد عظيم وزعموا أنه تزندق بمثل قوله فيها: وحلق إذا قصرت في ذلك المسعى. وأفتى الأفندية بإباحة دمه فاستجار ببعض الأشراف وأمر بالارتحال "عن"(2) مكة.
وقيل أن الساعي في قتله في مكة هو هو الشيخ مصطفى حموي الوارد إلى اليمن وأن صاحب الترجمة هجاه بهذا المقطوع وهو:
أفتح الدين إنك أم عمرو
إذا ذهب الحمار بأم عمرو ... وعندك مصطفى الشامي حمار
فلا رجعت ولا رجع الحمار[88ب-ج]
مخ ۲۴۱