الميسر په خلفاء الراشدينو ژوند کې
الميسر في حياة الخلفاء الراشدين
ژانرونه
ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: "نعتقد أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحبه الأخص"؛ لأن له صحبة خاصة وأخوة في الإسلام، ورفيقة في الهجرة والغار، له خصوصية وله صحبة خاصة؛ حيث إنه ملازم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وحيث إنه أول من آمن به، وحيث إنه أول من صدقه، وكل أحد دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام يكون عنده توقف إلا أبا بكر فإنه لم يتوقف، آمن في الحال، فهذه صحبة خاصة؛ ولذا قال: "صاحبه الأخص وأخوه في الإسلام ورفيقه في الهجرة" هو الذي رافقه في الهجرة من مكة إلى المدينة والغار، أنزل الله -تعالى- فيهما: إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا صاحبه أبو بكر.
ولما خاف أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان المشركون يبحثون عنهم قال: لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ "؛ ولهذا قال المؤلف: "ورفيقه في الهجرة والغار أبو بكر الصديق" هذا أبو بكر، هذه كنية، والصديق لقب، والصديق فعيل صيغة مبالغة من قوة تصديقه، وهو الصديق الأكبر.
"ووزيره في حياته" يعني: ملازمته له ومشاورته له، "وخليفته بعد وفاته" هو عبد الله بن عثمان، اسمه عبد الله بن عثمان عتيق بن أبي قحافة، "ثم بعده -في الفضيلة والخلافة- الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب" الفاروق لقب له، وأبو حفص كنية، واسمه عمر بن الخطاب، اسمه عمر، ولقبه الفاروق، وكنيته أبو حفص، "الذي أعز الله به الإسلام، وأظهر به الدين"، "أعز الله به الإسلام" لما أسلم قوي المسلمون، صار لهم قوة بإسلامه، أعز الله به الإسلام وأظهر به الدين، وفتحت في أيامه الفتوح ومصرت الأمصار.
"ثم بعده -الثالث- ذو النورين، أبو عبد الله عثمان بن عفان، الذي جمع القرآن" ذو النورين عثمان؛ لأنه تزوج ابنتين من بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تزوج واحدة ثم توفيت، ثم تزوج الأخرى، فيقال له ذو النورين، تزوج رقية وأم كلثوم -رضي الله عنهم-.
عثمان بن عفان الذي جمع القرآن، وأظهر العدل والإحسان، هذه من خصائصه من فضائله أنه جمع القرآن، الله أنزل القرآن على سبعة أحرف رحمة بالأمة وتسهيلا عليهم، ثم بعد ذلك حصل اختلاف في بعض الغزوات، وكان حذيفة في مغازي أرمينية وأذربيجان ورأى اختلاف الناس في القراءة، وسمع بعضهم يقول: قراءتي أحسن من قراءتك. فجاء إلى عثمان -رضي الله عنه- وقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فجمع الصحابة وشاورهم فأجمعوا على جمع الناس على حرف واحد هو حرف قريش.
مخ ۱۶۴