فمعنى:{وما عند الله خير للأبرار} أي ما سيعطيهم جزاء أعمالهم،ومعنى{ فعند الله ثواب الدنيا والآخرة }أي هو المالك الذي بيده ان يوصل إلى ثواب الدنيا والآخرة.

وكذلك قوله تعالى: {عنده علم الساعة} [لقمان :34]، معناه أنه هو العالم بالساعة؛ لأن العلم صفة معنوية غير حسية، فيستحيل عليه العندية الحقيقية.

وقوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها} [الأنعام:59]، فالمعنى أن عنده تعالى علم الأشياء كلها.

فإذا أنكر المتسمون بأهل السنة تأويل هذه الآية بهذا التأويل، فعليهم أن يبينوا لنا ما هي هذه المفاتيح التي يفتح بها الغيب وما نوعها؟، والمفاتيح لا بد لها من أقفال تفتحها، وما هي هذه الأقفال؟ وما نوعها؟!

فيلزمهم بيان ذلك على قولهم بالبقاء على ظاهر الآية وعدم التأويل.

ويلزمهم أيضا أن يبينوا أين محل هذه المفاتيح لأنها عند الله؛ أهي فوق العرش عند الله؟ كما هو مذهبهم أن الله فوق العرش، أم هي مخبأة تحت العرش؟ أم كيف سيقولون في ذلك؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين .

مخ ۹۸