متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
وكيف سيقولون إذا أبقوا الآيات والأحاديث على ظاهرها في الحديث القدسي: (( من تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني مشيا أتيته هرولة))؟!
هل سيقولون: إن الله تعالى يمشي هرولة؟! وهل سيقولون: إن الإنسان يستطيع أن يقرب من الله قربا حسيا؟!
أم لا بد أن يلجئوا إلى التأويل وصرف الحديث عن ظاهره الموهم للتشبيه !
إنه وبلا شك لا يجوز لمسلم أن يقول: إن الله يأتي هرولة، أو يقرب من الإنسان قربا حسيا، فهم سيلجأون ضرورة إلى التأويل وحمل الحديث على خلاف ظاهره، ويقولون: إن ذلك كناية عن رضاء الله تعالى وقبوله العمل الصالح ممن تقرب إليه به.
فكما أنهم تأولوا هذا الحديث فيلزمهم تأول بقية الأحاديث التي فيها مجيء وذهاب؛ فيتأولونها بالرضى من الله سبحانه وتعالى منه والقبول للأعمال الصالحة، وعلى هذا تكون العندية في حق الله تعالى؛ لا بمعنى المكان فالله غير جائز عليه ذلك.
ومن العندية المعنوية ما يقال مثلا: عندي يا فلان كذا سيارة؛ فالمتكلم والمخاطب لم يقصد أن سياراته التي ذكرها بجانبه، وإنما يقصد أن عدد السيارات التي ذكرها هي في ملكه؛ لأنه قد يقول ذلك وسياراته التي يذكرها بعيدة عنه بمسافات.
مخ ۹۷