168

فقالوا: إن الله ذكر أن الكفار والمنافقين محجوبون عنه، والكفار والمنافقون لقب لطوائف من الناس؛ فيفهم أن المؤمنين ليسوا محجوبين عن الله.

فنقول لهم: على فرض صحة العمل بهذا المفهوم الضعيف فإنه لا

يعمل به إلا في المسائل الفرعية الظنية، ولا يعمل به في مسائل الاعتقاد؛ فكيف نبني عقيدة في الله سبحانه على مفهوم من المفاهيم الضعيفة الذي لا يعمل به بعض العلماء في مسائل الفقه.

[ المفهوم من ظاهر الآية أن الله يرى المؤمنين لا أنهم يرونة ]

ثم إنه يجب علينا التأمل في الآية جيدا وفي دلالتها؛ فالآية تدل على أن المنافقين والكافرين هم المحجوبون عن الله، وليس أن الله سبحانه محجوب عنهم؛ لأن الله لم يقل إنه محجوب عنهم، بل قال: {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون(15)} [المطففين].

فلا يصح لهم من ظاهرالآية أن يقولوا إن الله ليس محجوبا عن المؤمنين فهم يرونه؛ لأنا نقول وكذلك ليس الله محجوبا عن الكافرين والمنافقين بدلالة الآية وظاهرها وإنما هم المحجوبون عنه.

مخ ۱۶۸