متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
ثم إن ظاهر الآية على عكس ما يقولون؛ لأنهم إذا أصروا بأن الحجب هو عدم الرؤية، فإن ظاهر الآية أن الكفار والمنافقين محجوبون عن الله؛ فالله لا يراهم لأنهم محجوبون عنه.
فيفهم منها أن المؤمنين ليسوا محجوبين عن الله فالله يراهم، هكذا يكون المعنى إذا أرادوا الوقوف عند ظاهر الآية، فليس فيها دلالة على أن المؤمنين يرون الله، بل الدلالة فيها من المفهوم على أن الله يراهم فقط.
وهذا كما نقول: إن الجن محجوبون عنا؛ فالمعنى أننا لا نراهم بسبب أنهم محجوبون عنا ، لا أنهم لا يروننا،فهم يروننا بلا شك{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }
وعلى قولهم في الآية وهو قولهم: إن الكافرين والمنافقين لا يرون الله لأنهم محجوبون عنه يكون معنى هذا الكلام: إن الجن لا يرونا لأنهم محجوبون عنا، ونحن نراهم؛ وهذا واضح البطلان.ولا فرق بين الجملتين من حيث الدلالة؛
فيظهر لك أيها المطلع والقارئ الكريم مدى التعسف في تأويلاتهم، وأن دعواهم في تمسكهم بظاهر الآيات دعوى غير صحيحة.
فعلى الظاهر الذي بيناه من الآية يلزم أن الله لا يرى الكافرين والمنافقين تعالى عن ذلك ؛ فهم إذا قد عكسوا مفهوم الآية وكذلك منطوقها.
مخ ۱۶۹