104

وإلا فلماذا إذا وردت آية فيها ذكر وجه لله أبقوها على ظاهرها، وقالوا: إن لله وجها،وإذا وردت آية أخرى فيها ذكر الوجه غير متعلق بالله، أولوها وحملوها على غير ظاهرها.

فلم يبق إلا أن التعبير بالوجه يراد به الذات والشيء نفسه.

ونحن لا زلنا عربا ونستخدم الوجه في كثير من خطاباتنا اليومية؛ ولانريد به الحقيقة فكثيرا ما يقال: أنا في وجهك يا فلان، أو أعطني وجهك؛ ولا يريدون أنه ملتصق بوجهك، ولا أن تعطيه وجهك.

وإنما هذا تعبير ومجاز عن عهد او ذمة الشخص الذي طلب منه

الالتزام والوفاء بشيء معين، أو أسند إليه عمل ما، كما يعرف ذلك كل عاقل.

[ معنى:{ إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} ]

وقال الله تعالى: {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى(20)} [الليل]، فمعنى الآية: إلا مقصودا به الله تعالى، وخالصا به له، ولا أحد من المؤمنين يعمل عملا ينوي انه خالص لوجه الله تعالى إلا وهو يريد انه خالص لله لا يشرك به غيره.

مخ ۱۰۴