متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
فالوجه أصلا: هو أشرف الأشياء الذي يكون في واجهتها، وفي اللغة يعبر عن أشرف الأشياء المواجه منها بالوجه؛ فالعرب عندما يريدون التعبير عن شخص يعبرون عنه بأشرف الأشياء فيه وهو الوجه، ولا يعبرون عنه باليد أو الرجل، فيعتبرون وجهه لشرفه كأنه كله. فصارت لفظة وجه كأنها الشيء، فيعبرون بها عن الشيء نفسه.
فمعنى قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره}، أي آمنوا عند أول النهار وبداية ظهوره واكفروا في آخره.
وقال الله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها} [المائدة:108]، فهل مع الشهادة وجه، وهل المعنى أن يأتوا بها على وجهها أن يسحبوا بها على وجهها؟ وليس على رجلها، فهل سيقول بهذا المعنى عاقل؟
فيظهر من هذا أن الذين يقولون: إن لله وجها اعتمادا على ظواهر بعض الآيات، إنما هم محرفون يتأولون بعض الآيات التي لا تعلق لها بالله، والتي يعرف كل عاقل أن من لم يتأولها يعد في سلك غير العقلاء.
ويبقون الآيات المتعلقة بالله على ظاهرها أو يتأولونها تأويلا لا تقبله اللغة ولا العقل، بسبب الزيغ الذي في قلوبهم كما قال تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } [آل عمران:7]، وليس بسبب عدم معرفتهم بالصواب والحق من الأقوال.
مخ ۱۰۳