105

وليس هنالك مؤمن يتخيل من هذا أن لله وجها يعمل الأعمال له، وليس ليديه ولا لرجليه أوبقية أعضائه، وإنما قد يغررون على العوام في إثبات الوجه لله بالآيات والأحاديث، ويقولون: قد قال الله وقال رسوله: إن لله وجها، ولا يجوز أن نرد كلام الله وكلام رسوله، وأنه لا يعلم تأويل كلام الله إلا الله.

ولا يدرون أنهم يبطلون بتغريراتهم هذه وإيهاماتهم قول الله

سبحانه: {بلسان عربي مبين(195)} [الشعراء]،أي واضح يفهمه كل عربي، وقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر(17)} [القمر]. ولم يقل الله أنه جعله رموزا وألفاظا ومعاني لا أحد يفهمها ولا يدري بمعناها.

[مسألة العين]

ثم ننتقل إلى المسألة الثانية وهي مسألة العين وجعلهم لله عينا بعدما أثبتوا له الوجه واستدلوا بظواهر الآيات التالية التي لا تفيد عند التأمل ما أرادوه وأثبتوه؛ ونحن سنفسرها آية آية.

قال الله تعالى: {تجري بأعيننا} [القمر:14]، وقال: {ولتصنع

على عيني(39)} [طه]، وقال: {واصنع الفلك بأعيننا} [هود:37]، وقال: {فإنك بأعيننا} [الطور:48].

[ معنى:{ تجري بأعيننا } ]

فمعنى الآية الأولى: {تجري بأعيننا}، أي: تجري السفينة بعلمنا وإحاطتنا ومعرفتنا.

مخ ۱۰۵