102

أم أنه يتعين على كل مسلم وكل عارف بالعربية ولو لم يكن مسلما القول بأن المعنى المقصود من الآية: إنما نطعمكم إطعاما خالصا لله تعالى، وليس لغرض غير ذلك؛ فلا شك أن هذا المعنى هو المعنى الصحيح اللائق ببلاغة القرآن وفصاحته؛ ولما فيه من التنزيه لله تعالى.

وكما يقال مثلا لمن طرح رأيا صحيحا: هذا وجه الرأي، يريد

المتكلم هذا هو الرأي الصحيح، وكما يقال: هذا عين الرأي؛ لأنه ليس هناك للرأي عين ولا وجه حقيقة.

[ورود الوجه في القرآن وليس المراد به الحقيقة ]

ويقول الله تعالى في المنافقين: {وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره} [آل عمران:72]،

فأين وجه النهار؟! وأين أذناه، وعيناه، ويداه، ورجلاه؟!

ويقال مثلا: هذا وجه بني فلان، أو وجه القوم، فهل المعنى أنه وجه القوم وليس أيديهم ولا أرجلهم؟! أم أن المعنى الصحيح هو أنه الوجيه فيهم المنظور إليه؟!

مخ ۱۰۲