101

وكذلك القول في قوله تعالى: {كل من عليها فان(26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(27)} [الرحمن]، فعلى تفسيرهم، يكون المعنى انه لن يبقى سوى الوجه@ فقط،فهل سيقولون بذلك؟ فيصفونه تعالى بالنقص والهلاك، أم سيفسرون الآية بالمعنى الصحيح وهو: كل شيء هالك إلا الله.

إذا ظهر مما تقدم ومما يأتي أنه لا يجوز نسبة الوجه إلى الله تعالى على الحقيقة، وإنما هو تعبيربالوجه عن ذات الحق جل وعلا، على مقتضى الأسلوب العربي.

ومما يؤكد أنه لا يمكن حمل الوجه على الوجه الحقيقي قول الله تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله}، فهل هنالك مسلم يجوز له ويصح له أن يقول إن الإطعام مقصود به الوجه فقط ، وليس اليد أو الرجل أو الساق أو غيرها من الأعضاء التي جعلوها لله تعالى.

مخ ۱۰۱