100

فهم كما قلنا أخذوا من ظواهر الآيات المتقدمة أن لله وجها، فنقول: إنهم إذا أصروا على قولهم ذلك والأخذ بالظاهر فإن ذلك سيؤدي إلى تناقض الآيات، ويؤدي إلى مفهومات خطيرة ويؤدي إلى تشبيه الله وتجسيمه.

وستعرف أنه لا يمكن إلا القول بأن معنى وجه الله هو الله لا غيره؛ فمعنى: {ويبقى وجه ربك}، أي يبقى ربك.

وقد تأول بنحو ما ذكرناه البخاري في آية { كل شيء هالك إلا وجهه } قال: (إلا ملكه، ويقال إلا ما أريد به وجه الله ) البخاري كتاب التفسير باب تفسير سورة القصص.

وبذلك تأوله مجاهد في تفسيره (ص194)(1)

[حمل الوجه في{إلا وجهه}على الحقيقة يعني هلاك بقيةالأعضاءالمزعومة]

ومما يزيد هذا المعنى تأكيدا ما يلزم من تفسير هذه الآيات لو قلنا بإبقائها على ظاهرها وكيف سيقولون في قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} لا يمكن على تأويلهم إلا أن يقال: إن اليد، والقدم،والجنب، والساق وبقية الأعضاء التي ينسبونها إلى الله ستفنى وتهلك، ولا يبقى من الله إلا الوجه تعالى الله عن ذلك .

مخ ۱۰۰