251

لأنشرن شعري، ولأضعن قميص رسول الله الذي كان عليه حين خرجت نفسه على رأسي ولأخرجن (1) إلى الله، فما صالح بأكرم على الله من ابن عمي، ولا الناقة بأكرم على الله مني، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي.

قال سلمان: وكنت قريبا منها، فرأيت والله (2) حيطان مسجد رسول الله (ص) انقلعت من أسفلها (3)، حتى لو أراد الرجل أن ينفذ من تحتها لنفذ! فقلت: يا سيدتي ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان! حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (4).

فمن أين زعموا أنه لم يطلب الخلافة بلسانه دون سيفه وقد قعد في بيته ستة أشهر يعلم الناس، فمرة يخرج ملبيا، ومرة يدارى، ومرة يقول:

ويقال له: [بايع] يقول: فإن لم أفعل، يقال له: تضرب عنقك.

ثم دخل بعد ذلك، فيما دخل فيه الناس، وأشفق على الإسلام وأهله، وخاف أن يثور عليه من كلام متكلم أو شغب شاغب، فإن الأنصار لما رأت الأمر قد أزيل عن صاحبه، قالت: فمنا أمير ومنكم أمير، وقالوا:

مخ ۳۸۲