227

مروج الذهب او معدن جواهر

مروج الذهب ومعادن الجوهر

قال المسعودي:عدة الشهور عند العرب وسائر العجم اثنا عشر شهرأ. فلنذكر الآن سني وشهور وأيام ما أشتهر أهله من جل الامم، وهم العرب والفرس والروم والسريانيون والقبط؛ إذ كان قول اليونانيين في ذلك هو ما ذهبت إليه الروم، ولم نعرض لوصف قول الهند في السنين والشهور والأيام وما ذهبوا إليه في ذلك من حسابهم، ومن تبعهم على ذلك من أهل الصين وكثير من الممالك والامم؛إذ كان في ذلك خروج عما عليه الجمهور والمعهود بين الناس، ونجعل المبتدأ بذكر سني وشهور القبط؛ لموافقتها السريانيين ثم نعقب بعد ذلك بذكر شهور السريانيين وموافقتها لشهور الروم. ثم نتبع ذلك بذكر سني العرب وشهورها وأي أمه ا، ثم نعقب بعد ذلك بذكر سني الفرس وشهورها وأي أمه ا ولأية علة استحق عندها تسمية كل شهر منها، وكل يوم، وما قالته العرب في تسمية الليالي، وجمل من ذكر أفعال الشمس والقمر وتأثيرهما في هذا العالم في الجماد والنبات والحيوان، وغير ذلك مما يقف عليه المتأمل عند قراءته - إن شاء الله تعالى - على ما يريد، والله تعالى ولي التوفيق.

ذكر شهور القبط والسريانيين والخلاف في أسمائها وجمل من التاريخ

شهور القبط ومقابلها من شهور السريان

أول شهور القبط: توت، وهو أيلول، وبابه، وهو تشرين الأول، وهاتور، وهو تشرين الثاني، وكيهك، وهو كانون الأول، وطوبه، وهو كانون الثاني، وأمشير، وهو شباط، وبرمهات، وهو آذار، وبرموعه، وهو نيسان، وبشنس، وهو أيار، وبؤونه، وهو حزيران، وأبيب، وهو تموز، ومسرى، وهو آب.

وللقبط بعد هذا خمسة أيام لواحق، تدعى العدياء، تزيدها على ما سمينا من شهورها، وهي ثلثمائة يوم وستون يوما؛ فتصير السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوما.

سنة القبط

وأول يوم من السنة عند القبط هو اليوم التاسع والعشرون من شهر آب، وعلى كل شهر منها ثلاثون يوما، وكانت أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوما كعدة أيام سنة الفرس وكانت شهور القبط فيما مضى توافق أوائلها شهور الفرس فكان أول توت أول أذر ما، ثم كل شهر كذلك على هذا الوصف إلى آخر سنة القبط آخر آذر ماه، وهذا الحساب بعينه موجود في كتب الزيجات في النجوم، وأهل مصر وسائر القبط في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - يستعملون في حسابهم في الشهور غيرما قدمنا، وذلك أنهم زادوا في أيام السنة ربع يوم على مذهب السريانيين والروم فصارت شهورهم مخالفة لشهور الفرس وموافقة لشهور السريانيين والروم فيعدد أيام السنة، وتاريخ القبط في كتاب المجسطي من أول السنة التي ملك فيها البخت نضر وكان أولها يوم الأربعاء.

مبدأ التواريخ

وأما تاريخ القبط في كتاب زيج بطليموس، فمن أول سنة ملك فيلقوس وكان أولها يوم الأحد، والتباين الذي بين تاريخ البخت نصر وتاريخ يزد جرد ألف وثلثمائة وتسع وتسعون سنة فارسية وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ فليقوس وتاريخ يزدجرد تسعمائة وخمس وخمسون سنة وثلاثة أشهر، وبين تاريخ الإسكندر وتاريخ يزدجرد تسعمائة واثنتان وأربعون سنة من سني الروم ومائتان وتسعة وخمسون يوما، وبين تاريخ يزدجرد وتاريخ الهجرة من الأيام ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرون يوما، فأول هذه التواريخ تاريخ البخت نصر، ثم تاريخ فيلقوس، ثم تاريخ ابنه الإسكندر، ثم تاريخ الهجرة، ثم تاريخ يزدجرد.

أوائل كل تاريخ

وتاريخ العرب من أول السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، وكان أولها يوم الخميس.

وتاريخ الفرس من أول السنة التي ملك فيها يزدجرد بن شهر ياربنكسرى أبرويز، وكان أولها يوم الثلاثاء.

وتاريخ الروم والسريانيين من أول السنة من ملك الإسكندر، وكان أولها يوم الاثنين، والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك.

ذكر شهور السريانيين ووصف موافقتها لشهور العرب وعدة أيام السنة ومعرفة الأنواء

شهورهم وأيام كل شهر

فأول ذلك أن أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستون يومأ وربع يوم، وهي مختلفة في العدد: فنيسان ثلاثون يوما، وأيار أحد وثلاثون يوما، وحزيراز ثلاثون يومأ، ولثمان عشرة ليلة منه رجوع الشمس هابطة من الشمال على ما أوجبه حساب الهند وهو أطول يوم في السنة وليلته أقصر ليلة، وتموز أحد وثلاثون يوما، وآب أحد وثلاثون يوما، فإذا انسلخ آب ذهب الحر، قال محمد بن عمد الملك الزيات: برد الماء وطال آل ... ليل والتذ الشراب

مخ ۲۴۶