203

مروج الذهب او معدن جواهر

مروج الذهب ومعادن الجوهر

وقد كان أكثر العرب ممن بقي ودثريقر بالصانع، ويستدل على الخالق. وقد كان في ملك النمروذ بن كوش بن حام بن نوح هيجان الريح التي نسفت صرح النمروذ ببابل من أرض العراق، فبات الناس ولسانهم سرياني، وأصبحوا وقد تفرقت لغاتهم على اثنين وسبعين لسانا، فسمى الموضع من ذلك الوقت بابل، فصار من ذلك في ولد سام بن نوح تسعة عشر لسانا وفي ولد حام بن توح ستة عشر لسانا وفي ولد يافث بن نوح سبعة وثلاثون لسانا على حسب ما ذكرنا في صدر هذا الكتاب، وكان من تكلم بالعربية يعرب وجرهم وعاد وعبيل وجديس وثمود وعملاق وطسم ووبار وعبد ضخم،

فسار يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح بمن تبعه من ولده وغيرهم وهويقول:

أنا ابن قحطان الهمام الأفضل ... الأيمن المعرب في المهل

يا قوم سيروا في الرعيل الأول ... أنا البديئ باللسان المسهل

الأبين المنطق غير المشكل ... حثوت والامة في تبلبل

يا قوم سيروا في الرعيل الأول ... نحو يمين الشمس في تمهل

فحل باليمين على ما وصفنا آنفا من هذا الكتاب.

مسير عاد الى الأحقاف

وسار بعده عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح بولده ومن تبعه و يقول:

إني أنا عاد الطويل البالدي ... وسام جدي ابن نوح الهادى

فقد رأيتم يعرب الزيادي ... وسوقه الطارف والتلاد

أرم ذات العماد

فحل بالأحقاف وأداني الرمل بين عمان وحضرموت واليمن وتفرق هؤلاء في الأرض، فانتشر منهم ناس كثير: منهم جيرون بن سعدي بن عاد حل بدمشق فمصرمصرها، وجمع عدد الرخام والمرمر إليهأ؛ وشيد بنيانها، وسماها أرم ذات العماد، وقد روى عن كعب الأحبار في أرم ذات العماد غير هذا، وهذا الموضع بدمشق في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - سوق من أسواقها عند باب المسجد الجامع، يعرف بجيرون، وجيرون: هو بنيان عظيم، كان قصر هذا الملك، عليه أبواب من نحاس عجيبة: بعضها على ما كانت عليه، والبعض من مسجد الجامع، وقد ذكرنا فيما من خبر نبي الله هود.

نزول ثمود الحجر

وسار بعد عاد بن عوص ثمود بن عابربن أرم بن سام بن نوح بولده ومن تبعه وهو يقول:

أنا الفتى الذيي دعا ثمودا ... يا قوم سيروا ودعوا الترديدا

لعلنا أن ندرك الوفودا ... فنلحق البادي لنا العديدا

إنا أبينا اليعرب الحميدا ... وعاد ما عاد الفتى الجليدا

فنزلى هؤلاء الحجر إلى فرع، وقد تقدم ذكرهم فيما سلف من هذا الكتاب، وخبر نبيهم صالح عليه السلام، وأنهم نحو وادي القرف، بين الشام والحجاز.

مسير جديس إلى اليمامة

وسار بعد ثمود جديس بن عابربن أرم بن سام بن نوح بولده، ومن تبعه وهو يقول:

أنا جديس والمسير المسلكا ... فدتك نفسي يا ثمود المهلكا

دعوتني فقد قصدت نحوكا ... إذ سارت العيس وأبدت شخصكا

كعب الأحبار: هو كعب بن مانع، أبو اسحاق، تابعي. كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم في زمن أبي بكر، وقدم المدينة في دولة عمر. توفي في حمص عن مئة وأربع سنين سنة.

وقد قلنا فيما سلف: إن هؤلاء الذين نزلوا اليمامة.

مسير عملاق إلى مواضع " مختلفه

وسار بعد جديس عملاق بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح بولده ومن تبعه: وهو يقول:

لمارأيت الناس ذا تبلبل ... وسار منا ذواللسان الأولى

وحدثتنا في اللحاق الأولى ... فسرت حثا بالسوام المهمل

مخ ۲۲۲