مروج الذهب او معدن جواهر
مروج الذهب ومعادن الجوهر
قد ذكرنا فيما سلف من ذكر ثمود ونبيها صالح عليه السلام لمعا، و إن كنا قد بسطنا ذلك في غير هذا الكتاب، وكان ملك ثمود بن عابر بن أرم بن سام بن نوح بين الشام والحجاز إلى ساحل البحر الحبشي، وديارهم بفج الناقة، وبيوتهم إلى وقتنا هذا أبنية منحوتة في الجبال، ورسمهم باقية وآثارهم بادية، وذلك في طريق الحاج لمن ورد من الشام بالقرب من وادي القرى، وبيوتهم منحوتة في الصخر بأبواب صغار، ومساكنهم على قدر مساكن أهل عصرنا، وهذا يدل على أن أجس أمه م على قمر أجسامنا، دون ما يخبر به القصاص من بعد أجس أمه م، وليس هؤلاء كعاد؛ إذ كانت آثارهم ومواضع مساكنهم وبنيانهم بأرض الشحر تدل على بعد أجس أمه م.
وكان ملك الملك الأول من ملوكهم مائتي سنة، وهو عابر بن أرم بن ثمود بن عابر بن أرم بن سام بن نوح.
ثم ملك بعده جندع بن عمروبن الذبيل بن أرم بن ثمود بن عابر بن أرم بن سام بن نوح، وكان ملكه إلى أن هلك مائتي سنة وتسعين سنة، وهلك جندع هذا بعد أن كان من أمر صالح النبي صلى الله عليه وسلم ما كان على ما ذكرنا أربعين سنة، فجميع ما ملك هذا الملك - وهو جندع - ثلثمائة وسبع وعشرون سنة، فهؤلاء ملوك ثمود.
صالح رسول الله إلى ثمود
مخ ۱۸۵