ق ١٣٠٩ (أ)
فلا تعصه اذهب فأنت وديعة الله تعالى، قال: فلما كان في طرف القرية إذا هو برجل، قال: أين تريد؟ قال: أريد قرية كذا وكذا، قال: الصحبة، قال: نعم، فانطلقا فلما انتهيا إلى الشجرة، قال: إن أبي قد نهاني أن أنزلها، قال: وما قال لك؟ قال: قال لي والصاحب فلا تعصه، قال: أنا صاحبك فلا تعصني، فعدل معه وكان تحت الشجرة حية إذا نزل المسافر ونام خرجت الحية فقتلت المسافر، قال: فقال صاحبه لابن لقمان ضع رأسك، قال: فنام فخرجت الحية ورصده صاحبه فقتلها وأخذ شحمها، فلما أصبحوا إذا هو صحيح سوي، فانطلقا حتى انتهيا إلى القرية، فقال صاحبه: اعدل بنا ندخل هذه القرية، فقال: إن أبي قد نهاني أن أدخلها، قال: فما قال لك؟ قال: قال والصاحب لا تعصه، قال: أنا صاحبك فلا تعصني فدخلوا وإذا في القرية بنت ملك يدخل عليها كل ليلة فتى شاب فيصبح ميتًا، فلما رأوا ابن لقمان، قال: هلموا نفتدي الليلة من شبابنا بهذا الشاب الواحد، قالوا: هلم نزوجك ابنة الملك، قال: لا حاجة لي فيها، قال صاحبه: افعل، قال: لا حاجة لي فيها، قال: أليس أمرك أبوك أن لا تعصيني؟ ففعل، فقال: إنك إذا دخلت عليها فإنها تواثبك فعانقها وقبلها وعللها ولا تجامعها، فإذا نامت فاخرج فأنا لك بالباب، فلما دخل عليها واثبته فعانقها وقبلها وعللها ولم يجامعها، فلما نامت خرج إلى الباب، فإذا صاحبه على الباب معه مجمرٌ فيها نار وشحم تلك الحية التي قتلها، قال: اذهب فدخن بهذا الشحم فإن في قبلها حية فإذا خرجت الحية من قبلها فاقتلها ثم شأنك بها، قال: ففعل فخرجت الحية من قبلها فقتلها ثم صنع بها ما بدا له، فلما أصبح إذا هو صحيح سوي، قال: فانطلقوا إلى قرية غريم أبيه، فقال: إن أبي يقرئك السلام، ويقول: بلغني أنك قد أيسرت فلم ترد علينا حقنا، قال: تبيت عندي الليلة فإذا أصبحت أعطيتك، فقال صاحبه: افعل، قال: وكانت له غرفة
1 / 14