الكتاب: المنتقى من مسموعات مرو - مخطوط
المؤلف: الضياء المقدسي
المتوفى: ٦٤٣ هـ
ق ١٣٠٥ (ب) جزء منتقى مما سمعناه بمرو وهو مما سمعه شيخنا ببخارى • كتب شيخنا الإمام أبو المظفر السمعاني، قال: أنشدنا الإمام الأديب محمود بن علي النسفي يقول: سمعت بعض الخبازين قرأ علي هذه الأبيات ليصححها فأعجبتني فحفظتها لقد أمضيت بالطغوى شبابك ولم تجعل إلى التقوى مآبك ألا لا تجمع الذهب المصفر ولا لا تجمعن واذكر ذهابك تدنس عرضك الزاهي فجورًا وتغسل كل أسبوع ثيابك ستسأل عن معاص يوم حشر فإن صدقتني هيئ جوابك ولا تنم الليالي خوف يوم يقول الله فيه اقرأ كتابك • وأنشدنا شيخنا أبي المظفر، قال: أنشدنا محمود النسفي، قال: وأنشدني طاهر بن الحسين الألمعي الكشي لنفسه ما للبرية للدنيا بواطنهم أما دروا أن أجدلنا مواطنهم كم أمة عاهدوها ما وفت لهم فأهلكوا لا ترى إلا مساكنهم ق ١٣٠٦ (أ) بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب يسر وأعن ووفق يا كريم
ق ١٣٠٥ (ب) جزء منتقى مما سمعناه بمرو وهو مما سمعه شيخنا ببخارى • كتب شيخنا الإمام أبو المظفر السمعاني، قال: أنشدنا الإمام الأديب محمود بن علي النسفي يقول: سمعت بعض الخبازين قرأ علي هذه الأبيات ليصححها فأعجبتني فحفظتها لقد أمضيت بالطغوى شبابك ولم تجعل إلى التقوى مآبك ألا لا تجمع الذهب المصفر ولا لا تجمعن واذكر ذهابك تدنس عرضك الزاهي فجورًا وتغسل كل أسبوع ثيابك ستسأل عن معاص يوم حشر فإن صدقتني هيئ جوابك ولا تنم الليالي خوف يوم يقول الله فيه اقرأ كتابك • وأنشدنا شيخنا أبي المظفر، قال: أنشدنا محمود النسفي، قال: وأنشدني طاهر بن الحسين الألمعي الكشي لنفسه ما للبرية للدنيا بواطنهم أما دروا أن أجدلنا مواطنهم كم أمة عاهدوها ما وفت لهم فأهلكوا لا ترى إلا مساكنهم ق ١٣٠٦ (أ) بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب يسر وأعن ووفق يا كريم
1 / 1
١ - أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني بقراءتي بمرو، قلت له: أخبركم أبو عمرو عثمان بن علي بن محمد بن علي البيكندي قراءةً عليه ببخارى، ثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو بكر محمد بن نصر بن الحسين بن عبد الرحمن بن علي الجميلي الخطيب إملاءً، ثنا شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، ثنا أبو سعد شعيب بن أحمد بن عبد الرحيم الفارسي، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسين، ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، ثنا عباد بن الوليد، ثنا بشر بن بكر بن الحكم، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من كثرت ذنوبه فليكثر أن يقول استغفر الله، ومن كثرت عليه نعم الله فليكثر أن يقول الحمد لله، ومن أبطأ عليه الرزق فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله)
٢ - حدثنا القاضي الإمام أبو علي النسفي، أنبأ أبو الفضل عبد الله وصوابه عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري ببغداد، ثنا محمد بن هارون (^١)، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي قال: سألت عبد الله بن عباس ﵄ من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر ﵁، أما سمعت قول حسان بن ثابت وهو يقول:
إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعل خير البرية أتقاها وأعدلها
بعد النبي وأوفاه بما حملا والثاني التالي المحمود ومشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا
_________
(^١) بالأصل "محمد بن حميد" مكررة ومصححة بالهامش "ابن هارون"
1 / 2
٣ - حدثنا القاضي أبو علي الحسين بن الخضر بن محمد النسفي، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني بها، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد المتوثي، ثنا أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن العلاء التميمي، ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ﵂ قالت: كَانَتْ أمِّي تُعَالِجُنِي تريد أن أسمن بعض السمن لتُدْخِلَنِي عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَمَا اسْتَقَامَ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى اكَلْتُ التمر الْقِثَّاءَ. فَسَمِنْتُ عليه أحسن ما يكون من السمن)
٤ - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سلم الشكاني، أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني ببغداد، ثنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الحذاء، أنبأ أحمد بن مسلم المزني (^١)، وأبو بكر المروزي، قالا: ثنا محمد بن نوح رفيق أحمد بن أحمد بن حنبل، ثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر ﵄، أن النبي ﷺ قال: (كل أمة بعضها في الجنة وبعضها في النار، إلا هذه الأمة فإن كلها في الجنة)
٥ - رواه ابن المهتدي محمد بن علي بن محمد أبو الحسين، عن الكتاني، عن أبي حامد الحذاء ويعرف بابن أسد الوراق، عن أحمد بن أصرم، وأبي بكر المروزي، عن محمد بن نوح، عن إسحاق، عن عبيد الله
_________
(^١) هكذا بالأصل والراجح عندي "أحمد بن أصرم أبو العباس المزني"
1 / 3
ق ١٣٠٦ (ب)
٦- حدثنا الفقيه أبو إسحاق هو إبراهيم بن سلم الشكاني، ثنا الإمام أبو بكر هو محمد بن الفضل، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد بن خالد البلخي، ثنا يحيى بن المثنى المروزي، ثنا عثمان بن عفان السجزي، ثنا محمد بن عباد البصري وكان من العباد وكان من رؤساء العشراء قال عثمان: قال لي محمد بن عباد: يا سجزي أحدثك بأعجب حديث سمعته، قال: قلت: حدثني رحمك الله، قال: كان في جواري ها هنا رجل من الصالحين، فبينما هو ذات ليلة نائم، فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت وحشر الخلائق إلى الحساب وقربت إلى الصراط، فلما جزنا الصراط إذا أنا بالنبي ﷺ جالس على شفير الحوض، والحسن والحسين يسقيان الناس من الحوض، فقلت: اسقياني، فأبيا علي، فأتيت النبي ﷺ، فقلت: يا رسول الله، قل للحسن والحسين أن يسقياني، فقال النبي ﷺ: لا يسقيانك، فقلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لأن في جوارك رجلًا يلعن عليًا ﵁ وينتقصه فلم تمنعه، قلت: يا رسول الله إني خشيت على نفسي ولم أستطع ذلك، قال: فأخد النبي ﷺ سكينًا مسلولًا فدفعه إلي، وقال لي: اذهب واذبحه فذهبت فذبحته في منامي ثم رجعت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد فعلت ما أمرتني به وذبحته، فقال النبي ﷺ: ناولني السكين، فناولته، فقال النبي ﷺ: يا حسن اسقه فسقاني فتناولت فلا أدري شربت أم لا، ثم انتبهت من نومي فإذا بي من الرعب غير قليل، فقمت إلى صلاتي فلم أزل أصلي حتى انفجر عمود الصبح فإذا بولولة قوم، وإذا قوم يتنادون ألا إن فلانًا ذبح على فراشه، فإذا أنا بحرس والشرط يأخذون البريء والجيران، فقلت: سبحان الله العظيم، هذا شيء رأيته في المنام فحققه الله تعالى فما ذنبي وذنب هؤلاء؟ فقصصت عليهم القصة والرؤيا، فقال الأمير: جزاك الله خيرًا، أنت بريء والقوم برآء) قال يحيى بن المثنى: قال عثمان بن عفان: هذا أعجب حديث سمعته.
1 / 4
٧ - وأخبرنا بهذا المنام شيخنا أبو المظفر بقراءتي عليه قلت له: أخبركم أبو عمرو البيكندي قال: أنبأ الإمام أبو محمد عبد الكريم بن زكريا بن سعيد البزار الحافظ، حدثنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن سلم الشكاني ثنا (^١) مثله وقال فيه: قلت له حدثني وفيه (حجزت إلى الصراط فإذا أنا) (^٢) وقال (يسقيان الناس عن الحوض) وقال (بالحرس) وفيه (فقال الأمير: فجزاك الله خيرًا) والباقي مثله.
• أخبرنا الجميلي، ثنا الإمام أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، ثنا القاضي الإمام الأستاذ أبو علي النسفي، ثنا جعفر بن عبد الله بن فناكي بالري، ثنا علي بن الحسن الرازي، ثنا إبراهيم بن يوسف قال: بلغني عن أبي عبد الله الزاهد، ثنا أبو عمر العمري، ثنا عبد الله بن صدقة، عن أبيه قال: نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض فإذا على أحدها مكتوب
فكيف يلذ العيش من هو عالم بأن إله الخلق لا بد سائله فيأخذ منه ظلمه لعباده ويحرمه بالخير الذي هو فاعله
_________
(^١) كلمة غير مفهومة والراجح عندي أنها: ثنا محمد بن الفضل" والله أعلم
(^٢) بالهامش "وقربت إلى الصراط فلما"
1 / 5
ق ١٣٠٧ (أ)
فإذا على القبر الثاني مكتوب
وكيف يلذ العيش من هو موقن بأن المنايا بغتة ستعاجله فتسلبه مالًا عظيما ونحوه وتسكنه البيت الذي هو أهله
فإذا على القبر الثالث مكتوب
وكيف يلذ العيش من صابر إلى حدث يبلي الشباب منازله
ويذهب رسم الوجه من بعد صونه ويبلى منه جميعا جسمه ومفاصله
1 / 6
٨- حدثنا القاضي الإمام أبو علي النسفي، ثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، ثنا أبو عبد الرحمن حمدان بن الشاه البخاري، ثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا خلف بن المنذر، ثنا بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك ﵁، أن النبي ﷺ قال: (من قال إذا آوى إلي فراشه الحمد لله الذي كفاني وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي من علي وأفضل، أسألك بعزتك أن تنجيني من النار، فقد حمد الله تعالى بجميع محامد الخلق كلهم)
٩- حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سلم ين محمد الشكاني، ثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو حفص أحمد بن حاتم، ثنا خالد بن أبي كرامة، بحير، أنبأ عيسى بن موسى، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن أبي ذر ﵁، عن النبي ﷺ قال: (الصلاة مائة جزء، الصلاة خمسة وسبعون جزءًا، الصلاة خمسون جزءًا، الصلاة خمسة وعشرون جزءًا، قال أبو ذر: فقلت: فداك أبي وأمي يا نبي الله، ألا تفسرها لي؟ قال لي: يا أبا ذر الصلاة خمسة وعشرون جزءًا، فمن صلى في الجماعة فالصلاة خمسون جزءًا، ومن صلى في الصف الأول فالصلاة خمسة وسبعون جزءًا، ومن صلى عن يمين الإمام فالصلاة مائة جزء، قال: قلت: بأبي وأمي يا نبي الله، فكيف صار أوفر الفضل مع من صلى مع الإمام؟ قال: يا أبا ذر أما علمت أن الله تعالى إذا قسم الرحمة يبدأ بالإمام ثم بالذي يليه ثم يأخذ الرحمة يمينًا وشمالًا على صف صف وعلى رجل رجل حتى لا يبقى في المسجد أحدًا إلا غفر الله له)
1 / 7
١٠ - حدثنا الفقيه أبو الحسين أحمد بن محمد بن القاسم بن بشر الفارسي، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب، ثنا محمد بن يونس أبو العباس الكديمي، ثنا أبو حذيفة، ثنا عكرمة، عن شعيب بن أبي منيع، عن عيسى بن خثيم العدوي قال: أتيت أنا وأبو القنو (^١) ابن عمر ﵄، فقلنا: إن عندنا أقوامًا إذا قريء عليهم القرآن ينتفض أحدهم من خشية الله تعالى، فقال: كذبت ثلاث مرات، فقال: بلى ورب هذه البنية، قال لئن كنت صادقًا إن الشيطان ليدخل في جوف أحدهم ما كان هكذا أصحاب رسول الله ﷺ.
١١ - حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، ثنا أبو عبد الله
_________
(^١) هكذا بالأصل
1 / 8
ق ١٣٠٧ (ب)
محمد بن أحمد الحافظ، ثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي، ثنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الغساني بدمشق، أنبأ وزيرة بن محمد، حدثني محمد بن عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله بن حفص، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال طاووس: دخلت الحجر في جوف الليل فإذا علي بن الحسين ﵄، فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة لأسمعن دعاءه، فكان يقول في سجوده: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك، قال طاووس: ما دعوت به في كرب قط إلا فرج الله عني)
١٢- حدثنا الإمام أبو علي النسفي، ثنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن أبي صالح البلخي، ثنا جعفر بن محمد البصري، ثنا عبيد الله بن عائشة، ثنا الهيثم بن عدي قال: قلت لأبي حنيفة: العلوم كثيرة ذات قبول فكيف وقع اختيارك على هذا الفن الذي أنت فيه؟ وكيف وفقت له وليس علم أشرب منه؟ قال: أخبرك أما التوفيق فكان من الله تعالى ﷿ وله الحمد كما هو أهله ومستحقه وأني لما أردت تعلم العلم جعلت العلوم كلها نصب عيني فنًا فنًا وتفكرت عاقبته وموقع نفسه: فقلت: آخذ في الكلام ثم نظرت فإذا عاقبته عاقبة سوء ونفعه قليل، وإذا كمل الإنسان واحتيج إليه لا يقدر أن يتكلم جهارًا ورمي بكل سوء ويقال صاحب هوى، ثم تتبعت أمر الأدب والنحو فإذا عاقبة أمره صبي يجلس عندي مع صبي يطلبان النحو والأدب، ثم تتبعت أمر الشعر فوجدت عاقبته المدح والهجاء وقول الهجر والكذب، ثم تفكرت في القرآن، فقلت: إذا بلغت الغاية اجتمع علي أحداث يقرئون على والكلام في القرآن ومعانيه صعب، ثم قلت: أطلب الحديث فقلت: إذا جمعت منه الكثير أحتاج إلى عمر طويل حتى يحتاج الناس إلي، ثم قلت: الفقه فكلما قلبته أو أدرته لم يزدد إلا جلالة ولم أجد فيه عيبًا ورأيت أولًا أن الجلوس يكون مع العلماء والفقهاء والمشايخ والبصراء والتخلق بأخلاقهم ورأيت أنه لا يستقيم أداء الفرائض وإقامة الدين والتعبد إلا بمعرفته وطلب الدنيا والآخرة إلا به فاشتغلت به)
1 / 9
١٣ - حدثنا الإمام أبو أحمد عبد الصمد بن عبد الرحمن المطوعي، ثنا الإمام أبو بكر محمد بن الفضل، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا أبو الفضل محمد بن داود، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: كان رجل ينادي لا تظلموا عباد الله واتقوا دعوة المظلوم، قال: فقيل له: ما قصتك، قال: كنت رجلًا شرطيًا فمررت بصياد يصيد السمك فساومته، فأبى (^١)
ق ١٣٠٨ (أ)
أن يبيعها مني فضربته وأخذت منه السمكة، فبينما هي معلقة إذ وثبت فعضت على أصبعي، فلما بلغت المنزل إذا فيها قرحة منكرة، وكان لنا جار ينظر في القروح فأريتها إياه، فقال: اقطعها من المفصل وإلا دبت في يدي فإنها آكله، قال: فقطعتها فدبت في ظهر الكف، قال: اقطعه فقطعته، فدبت في ساعدي، قال: اقطعها فقطعتها من المرفق، فدبت في العضد، فأتاني آت في منامي، فقال لي: دواءك عند من ظلمته، فأتيت الصياد فجلست بين يديه وأنا أبكي، فقلت له: حللني فقد أصابني من أجلك هذا، قال: فأخذ الرجل يبكي، وقال: اللهم إني جعلته في حل، قال: فرأيت الدود يتناثر من يدي ثم قال لابن له: احفر زاوية البيت، قال: فحفر فأخرج منها جرة فيها عشرة آلاف درهم، قال: فخذها أنفقها على نفسك وعيالك، قال: فأخذتها وعوفيت، فقلت له: هل دعوت علي حين أوجعتك فأخذت السمكة منك، قال: قلت: يا رب خلقت هذا قويًا وخلقتني ضعيفًا فأحل به عقوبة في الدنيا تكون نكالًا فهو ما رأيت.
_________
(^١) بالهامش: بلغ عبد الله عثمان قراءة على شيخه أبي المظفر
1 / 10
١٤- حدثنا الإمام أبو محمد الحلواني، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الحنفي القاضي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر القرشي، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، ثنا سليمان بن أيوب الصنابحي، حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله ﵁ قال: كانت أم الخير أم أبي بكر الصديق ﵁ لا يولد لها ولد ذكر إلا مات فلما ولد لها أبو بكر استقبلت به الكعبة وقالت: يا رب هذا ابني فاعتقه من الموت، فنوديت أنا فعلنا، فبهذا سمي عتيقًا ﵁.
١٥- وبه، ثنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا خلف بن محمد بن إسماعيل، ثنا صالح بن محمد، سمعت بندار بن بشار يقول: سمعت عبد الله بن داود يقول: سمعت الأعمش يقول: قال خيثمة: بلغني أن سليمان بن داود ﵉ كان في مجلسه إذ دخل عليه ملك الموت ﵇ زائرًا فأبصر في السماطين رجلًا فجعل ملك الموت ينظر إليه نظر المتعجب المتفكر فما عرج إلى السماء، قال سليمان للرجل: إن ملك الموت وجدته ينظر إليك نظر المتعجب المتفكر فما تخال؟ قال: أخاله أمر يقبض روحي عن قريب فأسألك بوجه الله تعالى أن تأمر الريح فتحملني إلى أقصى الهند فإن الحياة حببت إلي وإن كان ملك الموت مرصاد كل حي، فقال له سليمان ﵇: من جاء أجله لا يتقدم ولا يتأخر، فقال: حاجتي إليك أن تأمر الريح فتقذفني حيث التمست، ففعل فإذا هو في أقصى الهند على شط وادٍ تحت شجرة تظله فما استقر تحت ظلها حتى قبض روحه فما عاد ملك الموت
1 / 11
ق ١٣٠٨ (ب)
زائرًا كلمه سليمان ﵇ في الرجل، قال: كنت أديم أنظر إليه لأني كنت أمرت بقبض روحه عن قريب من صفة حاله أن يكون تحت ظل شجرة كذا على شط كذا بأقصى الهند فلما أبصرته في مجلسك تأملت فيه ثم إني قبضته حيث صادفته في اللوح عشية ذلك اليوم في الزمان الذي هو أمده وأجله، فتعجب لذلك سليمان ﵇، فقال: ﷾ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
١٦- أخبرنا أبو محمد عبد العزيز الحلواني، ثنا الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي، أنبأ أبو الفضل محمد بن نعيم بن علي، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن مالك، ثنا جدي، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، يحيى بن أبي بكير، ثنا عبد الله بن الفضل التميمي قال: أحسن خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن ما في أيديكم من هذه الدنيا أسلاب الهالكين وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، أما ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديًا أو رائحًا إلى الله ﷿ ثم تغيبونه في صدع من الأرض ثم في بطن صدع غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأنساب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب، فقير إلى ما قدم أمامه غني عن ما ترك بعده، أما والله إني لأقول لكم هذه الحالة وما أحد من الناس أعرف منه أكثر مما أعرف من نفسي، ثم وضع ثوبه على وجهه، ثم بكى، ثم نزل فما خرج حتى أخرج إلى حفرته.
1 / 12
١٧- أخبرنا الفقيه أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الطرواخي، أنبأ أبو الحارث علي بن القاسم بن أحمد الخطابي المروزي ببخارى، حدثني إبراهيم بن عاصم صاحب صدقة بن الفضل، أخبرنا الحسين بن يحيى، أنبأ المؤمل بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن أبي رواد: أن رجلًا لقى لقمان ﵁، فقال: ألست عبد بني فلان، قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: قدر الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، قال: وكان من شأنه أنه كان له بيت مال فكان لا يستقرض منه إنسان من مائة درهم إلى عشرة آلاف درهم إلا أقرضه وكان لا يتقاضاه حتى يوسر، فأقرض رجلًا في قرية أخرى، فبلغه أنه قد أيسر ولم يرد عليه حقه، فقال: يا بني اذهب إلى قرية كذا وكذا وقل لفلان: إن أبي يقرئك السلام ويقول: بلغني أنك قد أيسرت فلم ترد علينا حقنا، ويا بني انظر أن لا تنزل تحت شجرة كذا وكذا ولا تدخل قرية كذا وكذا وإذا كان معك صاحبك
1 / 13
ق ١٣٠٩ (أ)
فلا تعصه اذهب فأنت وديعة الله تعالى، قال: فلما كان في طرف القرية إذا هو برجل، قال: أين تريد؟ قال: أريد قرية كذا وكذا، قال: الصحبة، قال: نعم، فانطلقا فلما انتهيا إلى الشجرة، قال: إن أبي قد نهاني أن أنزلها، قال: وما قال لك؟ قال: قال لي والصاحب فلا تعصه، قال: أنا صاحبك فلا تعصني، فعدل معه وكان تحت الشجرة حية إذا نزل المسافر ونام خرجت الحية فقتلت المسافر، قال: فقال صاحبه لابن لقمان ضع رأسك، قال: فنام فخرجت الحية ورصده صاحبه فقتلها وأخذ شحمها، فلما أصبحوا إذا هو صحيح سوي، فانطلقا حتى انتهيا إلى القرية، فقال صاحبه: اعدل بنا ندخل هذه القرية، فقال: إن أبي قد نهاني أن أدخلها، قال: فما قال لك؟ قال: قال والصاحب لا تعصه، قال: أنا صاحبك فلا تعصني فدخلوا وإذا في القرية بنت ملك يدخل عليها كل ليلة فتى شاب فيصبح ميتًا، فلما رأوا ابن لقمان، قال: هلموا نفتدي الليلة من شبابنا بهذا الشاب الواحد، قالوا: هلم نزوجك ابنة الملك، قال: لا حاجة لي فيها، قال صاحبه: افعل، قال: لا حاجة لي فيها، قال: أليس أمرك أبوك أن لا تعصيني؟ ففعل، فقال: إنك إذا دخلت عليها فإنها تواثبك فعانقها وقبلها وعللها ولا تجامعها، فإذا نامت فاخرج فأنا لك بالباب، فلما دخل عليها واثبته فعانقها وقبلها وعللها ولم يجامعها، فلما نامت خرج إلى الباب، فإذا صاحبه على الباب معه مجمرٌ فيها نار وشحم تلك الحية التي قتلها، قال: اذهب فدخن بهذا الشحم فإن في قبلها حية فإذا خرجت الحية من قبلها فاقتلها ثم شأنك بها، قال: ففعل فخرجت الحية من قبلها فقتلها ثم صنع بها ما بدا له، فلما أصبح إذا هو صحيح سوي، قال: فانطلقوا إلى قرية غريم أبيه، فقال: إن أبي يقرئك السلام، ويقول: بلغني أنك قد أيسرت فلم ترد علينا حقنا، قال: تبيت عندي الليلة فإذا أصبحت أعطيتك، فقال صاحبه: افعل، قال: وكانت له غرفة
1 / 14
لها بابان باب من قبل البر وباب من قبل البحر، قال: فوضع سريرًا من قبل البر وسريرًا من قبل البحر، فأنام ابن لقمان على السرير الذي من قبل البحر وأنام ابنه على السرير الذي من قبل البر، فجاء صاحبه فأخذ ابن لقمان فأنامه على سرير ابنه وأنام ابنه على سرير ابن لقمان، فجاء الرجل بالليل فأخذ السرير فألقاه في البحر، فلما أصبح إذا ابنه قد هلك وابن لقمان صحيح، فأعطاه حقه فرجع، فلما كان في الموضع الذي اجتمعا
ق ١٣٠٩ (ب)
قال: أقرئ أباك مني السلام، قال: لا ولكن وجدتك خير صاحب، قال: أنا الأمانة حيث قال أبوك اذهب فأنت وديعة الله بعثني الله تعالى إليك لأحفظك.
١٨- حدثنا القاضي أبو علي النسفي، ثنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسن، ثنا نبهان بن إسحاق، ثنا الربيع، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا زيد، عن أبيه قال: بلغنا أنا عيسى بن مريم ﵉ كان يوما في أصحابه إذ مر به رجل، فقال: يرجع هذا عليكم ميتًا فرجع يحمل حزمة حطب، فقالوا: يا نبي الله ما من شيء حدثتناه قط إلا كان كما حدثتناه إلا هذا، فقال للرجل: ما أحدثت من العمل، قال: لا شيء إلا أنه كان معي قرصان فتصدقت بأحدهما على مسكين، فقال: ضع حزمتك فوضعها، فقال: اكشفها فإذا فيها أسود مقطع بنصفين، فقال: لولا القرص الذي تصدقت به لقتلك هذا الأسود، ولكن الصدقة تدفع ميتة السوء.
1 / 15
١٩ - حدثنا أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الطرواخي، أنبأ أبو الحارث علي بن القاسم بن أحمد الخطابي ببخارى، أنبأ نصر بن العلاء، ثنا سعيد بن عامر، ثنا حسن أبو جعفر، عن خالد الربعي قال: كان لقمان عبدًا فجاء به مولاه إلى السوق يبيعه، فكان إذا أراد رجل أن يشتريه، فيقول له: أشتريك؟ يقول: لأي صنعة تريدني؟ فيقول: لصنعة كذا وكذا، فيقول: لا، فجاء رجل فقال: لأي صنعة تريدني؟ قال: أجعلك بوابًا على باب داري، فقال: نعم، قال: فاشتراه فانطلق به إلى داره، فقال له: لا تدخلن هذه الدار أحد ولا تخرجن إلا بإذني، قال: فأغلق الباب وجعل يصلي خلف الباب، قال: وكان لرب الدار بنات لهن أخلاء، فقام لقمان خلف الباب يصلي، فجاء أخلائهن فاستفتحوا، فقال: ارجعوا بارك الله فيكم فإن مولاي قد نهاني أن يدخل أحد إلا بإذنه، قال: فيجيء الأخلاء من خارج يؤذونه، ويجيء البنات من داخل يضربنه، فيقول: نهاني مولاي، قال: فقال بعضهن: يومًا جعل الله هذا العبد الحبشي أحق بالصلاة منا فقامت خلفه ثم جاءت أخرى حتى تتابعن حتى ما في بني إسرائيل جوارٍ أعبد منهن.
٢٠ - حدثنا الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد البزناني (^١)، ثنا أبو نصر محمد بن علي بن حسنويه الكربنتي (^٢)، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا الفضل بن سهل، ثنا يحيى بن معين، ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي: أن رجلا استهوته الجن واختطفته، فقال: علموني، فقال: علموني لحمى الربع، فقالوا: خذ ذباب الماء تعقد في خيط فتشد في عضدك الأيسر فتبرأ
_________
(^١) مرسومة هكذا بالأصل ويأتي باسم "أبو العباس محمد بن محمد البزناني" في الورقة ١٣١٠ (ب)
(^٢) مرسومة هكذا بالأصل
1 / 16
ق ١٣١٠ (أ)
٢١- حدثنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سلم الشكاني إملاءً في جامع بخارى، ثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، ثنا عبد الله بن يحيى القاضي، ثنا علي بن حجر، ثنا حماد بن عمرو، عن عبد الله بن محمد القرشي، عن يحيى بن أبي كثير عن سعيد الأودي قال: شهدت أبا أمامة الباهلي ﵁ يقول وهو في النزع فقال لي: يا سعيد إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله ﷺ، فقال: (إذا مات أحد من أخوانكم وسويتم التراب على قبره فليقم بعضكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمع ولا يجيب، ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدًا، ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تسمعون، فليقل أذكر ما خرجت من الدنيا شهادة أن لا أله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنك رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، ومحمد ﷺ نبيًا، وبالقرآن إمامًا فإن منكرًا ونكيرًا ﵉ يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ثم يقول انطلق بنا ما يقعدنا عند هذا فقد لقن حجته ويكون الله تعالى حجيجهما دونه، فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف اسم أمه، قال: فلتنسبه إلى حواء)
٢٢- حدثنا الفقيه أبو أسحاق إبراهيم بن سلم، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا سعيد بن محمد بن خزيمة، ثنا أبو النضر عبد الله بن محمد النهاوندي، ثنا أحمد بن الخليل، ثنا جندل بن والق، ثنا مندل بن علي قال: قال جعفر بن محمد الصادق: المروءة مروءتان، مروءة في الحضر ومروءة في السفر، فأما مروءة الحضر، فحضور المساجد وقراءة القرآن والنظر في الفقه ومجالسة أهل الخير، وأما مروءة السفر، فبذل الزاد وقلة الخلاف على من يصحبك والمزاح في غير ما يسخط الله وإذا فارقتهم أن ينشر عنهم الجميل.
1 / 17
٢٣- أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الطرواخي، ثنا أبو الحارث علي بن القاسم بن أحمد الخطابي ببخارى، ثنا محمد بن عمر، أنبأ نصر بن حاجب، أنبأ أبو غانم، عن حوشب، عن الحسن: أنه لما دخل على الحجاج فأراد قتله دعا بهذا الدعاء فأنجاه الله تعالى: يا عدتي عند شدتي ويا صاحبي عند وحدتي ويا ولي نعمتي ويا إلهي وإله آبائي من قبل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أغثني يا رب بحق كهيعص ويا رب طه ويس والقرآن الحكيم ارزقني رأفة الرجل وعطفه واصرف عني أذاه ومعرته.
ق ١٣١٠ (ب)
٢٤- حدثنا الطرواخي، أنبأ أبو الحارث الخطابي، أخبرني يحيى، ثنا حبان بن موسى، عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: سئل لقمان من أعدل الناس وأجود الناس وأعقل وأحمق الناس، قال: أعدل الناس من نصف الناس من نفسه في غير حكم ولا عدل، وأعقل الناس من تأهب للأمر قبل نزوله، وأجود الناس من يرى جوده عدلًا، وأحمق الناس من يحدث بحديث أو يأمر بأمر يعلم أنه باطل.
٢٥- أخبرنا الطرواخي، أنبأ الخطابي ببخارى، حدثني شاذان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الله الهروي، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني جالس الناس بالموافقة لهم تكن عندهم محمودًا وفي صدورهم مودودًا، إن أنت جالستهم بغير موافقتهم اعتزلك خيارهم ولم تأمن شرارهم، وإذا كانت لك عندهم منزلة فلا تستطل عليهم تكن عندهم مقيتًا وتكن على نفسك معيبًا، يا بني لئن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب، ولقد ندمت على الكلام مرارًا وما ندمت على الصمت.
1 / 18
٢٦ - حدثنا أبو العباس محمد بن محمد البزناني إملاءً ببخارى، أنبأ الإمام أبو الفضل محمد بن الحسين المروزي، ثنا أبو بشر الفضل بن أحمد الأخرم المروزي، ثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرناناني، ثنا لبيد بن محمد الكلبي، ثنا محمد بن الحسن الأسدي، عن عمر بن ذر قال: دخل رجاء بن حيوة على عمر بن عبد العزيز وهو مغتم، فقال: يا رجاء ابتلينا بما ترى فهل عندك فرع (^١)، فقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى لم يرضى لأحد من خلقه أن يكون فوقك في الدنيا، فلا ترضى لنفسك أن يكون أحد من خلقه أطوع منك، اجعل الناس أصنافًا ثلاثة، اجعل الشيخ بمنزلة الأب والأوسط بمنزلة الأخ والصغير بمنزلة الولد، فبر أباك وصل رحمك واعطف على رحمك، واعلم أنك أو خليفة تموت.
٢٧ - حدثنا الإمام عبد العزيز الحلواني، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عمرو الحذاء المقرئ، ثنا أبو حامد الهمذاني، ثنا محمد بن الطيب، ثنا الأنصاري، عبد الله الجعفري هو ابن قسيم، عن مجالد، عن الشعبي قال: مر عمر بن الخطاب ﵁ في بعض طرق المدينة فسمع امرأة تقول:
دعتني النفس بعد خروج عمرو إلى اللذات تطلع اطلاعا
فقلت لها عجلت فلن تطاعي ولو طالت اقامته رباعا
أحاذر أن أطيعك سب نفسي ومخزاة تحللني قناعا
فقال عمر ﵁ بعد ما أتى بالمرأة: أي شيء منعك عن اللذات، قالت: الحياء، إكرام عرضي، فقال عمر ﵁: إن الحياء أبدل علي هنات ذات ألوان من استحيا استخفى، ومن استخفى اتقى، ومن اتقى وقى، فكتب عمر بن الخطاب ﵁ إلى صاحب زوجها فأقفله إليها.
_________
(^١) مرسومة هكذا وتحتمل أن تكون "منع أو فرغ" فالله أعلم
1 / 19
ق ١٣١١ (أ)
٢٨- حدثنا أبو العباس البزناني، ثنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن علي البلخي، ثنا أبو القاسم مجاهد بن الحاكم قال: قال لي أحمد بن محمد، حدثني أبوك حاكم بن مجاهد البرمكي قال: دخلت مكة وبها هارون الرشيد وقد ربطوا حبلًا حول البيت وأمير المؤمنين هارون يطوف دون الحبل والناس يطوفون من وراء الحبل فرأيت شيخًا طويلًا ارتقى السارية الحمراء، فقال: ثنا أيمن بن نابل ورفع صوته، عن قدامة بن عبد الله ﵁ قال: (رأيت النبي ﷺ يرمي العقبة لا صرف ولا طرد ولا إليك إليك) قال: فأمر هارون أن يرفع الحبل فطاف مع الناس، فقيل هذا الشيخ الطويل سفيان الثوري.
• حدثنا الإمام أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، ثنا الرئيس أبو عامر عدنان بن محمد، أنبأ أبو علي الحسين بن أحمد بن محمد القاضي، ثنا ابن الأنباري، ثنا محمد بن المرزبان، ثنا عبد الله بن أبي عبد الله قال: دخل رجل على بعض القضاة، فقال له: عظني بشيء انتفع به، فأنشأ يقول:
ماذا تقول وليس عندك حيلة لو قد أتاك منغص اللذات ماذا تقول إذا دعيت فلا تجب وإذا سئلت وأنت في الغمرات
ما تقول وليس حكمك جائزًا فيما تخلفه من التركات ماذا تقول إذا حللت محلة ليس التقات لأهلها بثقات
• سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن سلم الشكاني يقول: أن أبا تمام قال: وفدت على خليفة فحبست عن الاتصال إليه فأنشأت أقول:
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ماذا أصبت من الجواد المفضل
إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل ضن الجواد بماله لم تجمل
فاختر لنفسك ما تحب فأنني لابد أخبرهم وإن لم أسأل
فأمر له بعدد أبياته ألفًا وكان أقام خمسًا وعشرين يومًا وكتب له بيتين يعتذر
عاجلتنا فأتاك عاجل برنا نزرًا ولو أمهلتنا لم نقلل فخذ القليل وكن كأنك لم تسأل ونكون نحن كأننا لم نفعل
1 / 20