وإنما المصنف لم يحفل في تاريخه هذا بعهد الجورة تفصيلا لعدم وقوفه عليه وقوفا يجعله واثقا مما يكتب ، ويدلك على هذا أنه ذكر بعض وقائع من هذا القبيل ، وكشف أسرار بعض المستبدين وما بيتوه من حيل توصلوا بها إلى الحكم ، وسفك دماء بريئة صعدوا على جثثها إلى أريكة الملك وامتطوا غواربها إلى أطماعهم ، فكانوا وبالا على الأمة حينا من الدهر ، كما وقع في عصر بني نبهان . والحق أن عمان ليفتخر بعظمته التاريخية عظمة العلم والفتح ونشر لواء الإسلام في كثير من أقطار الشرق والأقطار الأفريقية الشرقية وجهاد أئمته وكثير من ملوكه في حفظ استقلاله ، ويحق له أن يباهي بأئمته الهداة الراشدين الذين رفعوا منار الحق والدين ، وأقاموا حدود الله بلا هوادة ، ولم يخافوا لومة لائم ( قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ، يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
مخ ۷۱