ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عمان عبد وجيفر ابنا الجلندا ملكين عليها فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليها عمرو بن العاص وبعث معه كتابا لهما ذكر في كتب التاريخ ، فذهب عمرو بالكتاب حتى وصل صحار قصبة عمان وقتئذ وبعث إلى ابني الجلندا بالكتاب واجتمع بهما بعد ذلك فدعاهما إلى الإسلام بعد مناقشة جرت فأسلما طوعا وانقيادا ودعيا قومهما إلى الإسلام فأسلموا جميعا وسلموا له الصدقات ، فلم يزل عمرو مقيما بعمان إلى أن بلغه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إإلى المدينة وصحبه عبد بن الجلندا ومعه أعيان عمان فقدموا على أبي بكر رضي الله عنه ففرح بمقدمهم وأثنى عليهم خيرا وعلى انقيادهم وإذعانهم إلى الإسلام بدون حرب ولا قتال فأقرهما أبو بكر على قومهما ولا يزالا ملكي عمان إلى أن ماتا في خلافة عثمان بن عفان فولى بعدهما عباد بن عبد بن الجلندا ولم يزل ملكا في قومه حتى مات في خلافة على بن أبي طالب . فلما أفضى الملك إلىى معاوية لم يكن له في عمان سلطان ولا لمن بعده إلى أيام عبد الملك فإنه لما ولي الحجاج العراق رغب في الاستيلاء على عمان فلم يزل يجهز الجيوش إليها وفي النهاية استولى عليها بقيادة مجاعة بن شعوة وهرب ملكا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد بذراريهم إلى بلاد الزنج ولأهل عمان في حرب الفرس أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اليد الطولى ومشاغلتهم لهم . منها وقعة جاش التي قتل فيها شهرك أحد قواد الملك يزدجرد . وبعد استيلاء الحجاج عليها لم تزل تحت النفوذ الأموي إلى أيام أبي جعفر المنصور حيث استقل أهل عمان ببلادهم فعقدوا الإمامة للجلندا بن مسعود وهو أول إمام بعمان وذلك سنة 143 ه ( 760 م ) . ثم ان أبا جعفر المنصور جهز جيشا تحت قيادة خازم بن خزيمة فتلقاه الإمام الجلندا برأس الخيمة المعروفة بالصبر والتقى الجيشان هناك وقتل الجلندا ورجع خازم برأس الجلندا إلى المنصور ولم يحدث شيئا بعمان .
مخ ۶۱