ثم عقدوا الإمامة لمحمد بن عفان فعزل وأقروا مكانه الوارث بن كعب الخروصي سنة 177 ه ( سنة 793 م ) فجهز هارون الرشيد إلى عمان جيشا بقيادة عيسى بن جعفر بن المنصور فتلقاه أهل عمان بوادي حتى ( وادي بأعلى صحار ) فأسروا عيسى وهزموا جيشه فبقي الوارث إماما بعمان اثني عشر سنة وستة أشهر . ثم نصب أهل عمان بعده غسان بن عبد الله إماما إلى أن مات سنة 207 ه ( سنة 822 م ) وكانت إمامته خمسة عشر عاما وسبعة أشهر وثمانية أيام . ثم عقدوا الإمامة لعبد الملك بن حميد سنة 208 ه ( سنة 823 م ) ومكث إماما ثماننية عشر عاما وتوفى . ثم عقدوا الإمامة لمهنا بن جيفر سنة 226 ه ( سنة 842 م ) ومات سنة 237 ه ( سنة 851 م ) فكانت إمامته عشرة أعوام وأشهرا ، ثم عقدوها للصلت بن مالك الخروصي في ذلك اليوم سنة 237 ه ، فكانت مدة إمامته على عمان 35 عاما و7 أشهر وأياما ، وقبل وفاته اختلف أهل عمان في خلعه ، فافترقوا فرقة رأت الخلع لأنه صار شيخا عجز عن القيام بأعباء الإمامة ، وفرقة لم تر ذلك ، فوقع بينهما القتال والشقاق ، فانتهز عامل المعتضد بالبحرين محمد بن نور هذه الفرصة واستأذن المعتضد بالله في فتح عمان والاستيلاء عليها ، وحبب له ذلك ورغبه في الانتقام من الفرقة اليمانية وهي الفرقة الخالعة للإمام ، وأنهيشد عضد الفرقة النزارية التي حرمت الخلع ، فأسعفه المعتضد إلى ما طلب ، وخرج إلى عمان في جيش كثيف فانضمت إليه الفرقة النزارية فاحتل نزوى بعد وقائع وأوقع بالفرقة اليمانية وقتل الإمام عزان بن تميم الذي نصب بعد موت الصلت ، وبعث برأسه إلى بغداد . فيقيت عمان أربعين عاما تحت النفوذ العباسي .
مخ ۶۲