ولنكتف من ذكر آل الباروني بأولئك الأفذاذ الأماجد مشيرين إلى أن نفع الأسرة البارونية لأهل الجبل دينا ودنيا لم يزل متواترا أبا عن جد منحدرا من الأصول إلى الفروع إلى الآن وما برح ينبوعا فياضا بالمعارف على ساكني الجبل النفوسي من أول القرن الخامس الهجري إلى يومنا هذا لا يزاحمه في ذلك أي بيت من بيوت المجد اللهم إلا آل أبي منصور في الأول وفي أوقات متقطعة بعد ذلك ، أو آل الشماخي الذين منهم الإمام الشيخ عامر صاحب التصانيف العديدة والشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد الواحد والشيخ أحمد صاحب السير فإنهم جاذبوا أجدادنا الطرف من الناحية الدينية ابتداء من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر فقط ، ثم فشا الجهل في الشماخيين وانفرد البارونيين بالتقدم الديني والمدني كأسلافهم ، ولله الأمر من قبل ومن وبعد ( 10 ).
انتشار المذهب الأباضي بعمان والأقطار الشرقية
إن انتشار مذهب الأباضية ببلاد الشرق عمان وخراسان والعراق ومصر وغيرها أقدم عهدا من انتشاره بالمغرب ، كيف وإمام المذهب جابر بن زيد نفسه من ذلك القطر ( عمان ) السابق إلى اعتناق الإسلام تدون حرب ولا عناء . وإذ قد تقلص ظل المذهب الأباضي من أغلب الأقطار الشرقية ولم ترسخ دعائمه وتتوطد أركانه إلا في عمان ومستعمرات عمان فلنأت إذا بخلاصة من تاريخ عمان من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم لخصها أحد علمائه الأجلاء الشيخ محمد بن صالح بن عامر الطيواني ونشرت بمجلة " المنهاج " الغراء ، وسأضيف بعض ما كتبه غيره ليكون كالشرح لما يلزم شرحه منها قال:
" هذه نبذة من تاريخ عمان "
بسم الله الرحمن الرحيم
" هذه نبذة من تاريخ عمان "
مخ ۶۰