مختصر صفت صفوه
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
ژانرونه
لما حضرت مسعرا الوفاة دخل عليه سفيان الثوري فوجده جزعا فقال له: تجزع? فوالله لوددت أني مت الساعة فقال مسعر: أقعدوني. فأعاد سفيان الكلام عليه، فقال: إنك إذا لواثق بعملك يا سفيان، لكني والله على شاهقة جبل لا أدري أين أهبط. فبكى سفيان وقال: أنت أخوف لله مني.
أحمد بن داود الحراني قال: مصعب بن المقدام يقول: رأيت النبي في المنام، وسفيان الثوري آخذ بيده، وهما يطوفان، فقال الثوري: يا رسول الله مات مسعر بن كدام? قال: نعم، واستبشر به أهل السماء.
داود بن نصير الطائي
يكنى أبا سليمان، سمع الحديث وتفقه، ثم اشتغل بالتعبد.
كان داود الطائي يجالس أبا حنيفة فقال له أبو حنيفة: يا أبا سليمان أما الأداة فقد أحكمناها. قال داود: فأي شيء بقي? قال: بقي العمل به. قال: فنازعتني نفسي إلى العزلة والوحدة، فقلت لها: حتى تجلسي معهم فلا تجيبي في مسئلة. قال: فكان يجالسهم سنة قبل أن يعتزل. قال: فكانت المسئلة تجيء وأنا أشد شهوة للجواب فيها من العطشان إلى الماء فلا أجيب فيها. قال: فاعتزلتهم بعد.
أبو أسامة قال: جئت أنا وابن عيينة داود الطائي فقال: قد جئتماني مرة فلا تعودا إلي.
مر داود بمقبرة فسمع امرأة وهي تقول: يا حبي ليت شعري بأي خديك بدأ البلى? باليمنى أم باليسرى? قال: فصعق. وكان الثوري إذا ذكره قال: ابصر الطائي أمره.
كان بدو توبة الطائي أنه دخل المقبرة فسمع امرأة عند قبر وهي تقول:
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة وتسلى كما تبلى وأنت حبيب
قال داود الطائي: ما أخرج الله عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر.
عن بكر بن محمد قال: قال لي داود الطائي: فر من الناس كما تفر من الأسد.
مخ ۲۲۹