وهو اعتقاد العبد أن لا حول له عن المعصية ولا قوة له على الطاعة إلا بالله العلي العظيم سبحانه وبإعانته، فيطلب ذلك منه بقلبه ولسانه في جميع أزمانه، ولا يثق بنفسه ولا بغيره طرفة عين، لكن بالله، بل يفوض أمره إلى الله تعالى وليتوكل عليه، وذلك في أمور دنياه من رزقه وإعانته وحمايته، ويدخل في ذلك التفويض والتوكل والانقطاع والرضى بالقضاء من فقر ومرض وحزن وقبض وبسط وغير ذلك ؛ فإذا حصلت هذه الخصلة الشريفة ظهرت شمس القلب وانهزمت عساكر الشك والريب، نسأل الله التوفيق.
الخامس عشر الرجاء لله سبحانه وتعالى :
ينبغي للعبد أن يكون راجيا لله في كل حالاته، منتظرا لفرج الله سبحانه وتعالى ورحمته، ولطفه وإحسانه، ويعلم أنه أرحم به من والديه، وأقرب إليه من ساعديه، وأنه يثيب على الطاعة عند القبول فليجتهد في إصلاحها، وأنه يغفر الذنوب عند التوبة فليسارع إليها، وليحسن ظنه بهذا الرب العظيم خاصة قبل الموت، ولكن من شرط حسن الظن الاجتهاد في الطاعات، والتحرز عن المحبطات.
السادس عشر الخوف من الله تعالى:
الخوف من الله تعالى خليقة محمودة، حميدة العاقبة، فإنه من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، وقد مدح الله الخائفين وأثنى عليهم، وجعل خوفه من أوصاف ملائكته المقربين، ولا يعتبر خوفه إلا بعد بلوغه الجهد في التوبة، وعلى كل حال فلا ينبغي أن يخلو العبد عن خوف الله وحسن الظن على ما تقدم.
السادس عشر تقديم الأهم فالأهم من الدين:
مخ ۸۷