النوم أحد الميتتين، وهو تضييع للعمر وتقوية للحياة التي هي مزرعة الآخرة، ويكفي بل يزيد على الكفاية نوم ثلثي الليل، وهو ثلث العمر، وكفى تضييع ثلثه، ولا ينبغي نوم النهار إلا لمن يقوم الليل، فإنه كالسحور للصائم .
الثالث عشر المحافظة على الأمر الوسط
في الطعام والشراب، قال الله تعالى : {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}[الأعراف:31]، والأخبار والآثار في ذم الشبع كثيرة، ولعظم موقع الشبع قيل: الآفات كلها مجموعة في الشبع، والخيرات كلها في الجوع، وقد عد أمير المؤمنين عليه السلام آفات الشبع قدر سبع وعشرين آفة .
واعلم أن المقصود من الأكل بقاء الحياة وقوة العبادة، وثقل الطعام يمنع من العبادة، وألم الجوع أيضا يشغل القلب ويمنع منها، فخيار الأمور أوسطها، والأوسط والأفضل بالإفاضة إلى الطبع المعتدل أن يأكل بحيث لا يخشى ثقل المعدة ولا يحس بألم الجوع .
نعم، وكما أن الشبع مذموم فأشنع منه وأعظم وأذم أن يكون مطعم الإنسان ومشربه مما لا يتحقق حله، فليجتهد كل الاجتهاد في توقي الشبهات من طعام وشراب، فإنه بئس الطعام الحرام، وهو من الحواجز بين العبد وربه، المانع من قبوله وسمع دعائه، نسأل الله العصمة، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
الرابع عشر اللجأ إلى الله تعالى:
مخ ۸۶