قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((من صمت نجا))، وقيل: إن العبد إذا سكت تكلم القلب ونوره الله تعالى، واشتغل بالطاعة، وذكر وفكر، ومن محاسنه وفضائله السلامة مما فشى وانتشر وعم الورى والبشر إلا من عصمه الله تعالى وقليل ما هم، وهو الوقوع في الغيبة، والتلوث بدرن النميمة ؛ فإن هاتين الرذيلتين ولا سيما الغيبة لا يكاد قليل الصمت يسلم من التضمخ بهما، ولا شك في (عظم) موقعهما في العصيان ؛ فإنه شيء نطق به القرآن، وتكاثرت فيه الأخبار، وورد فيه من الترغيب والوعيد الشديد ما لم يقدر قدره، فنعوذ بالله من فرطات اللسان، وهفوات الجنان .
الحادي عشر نفي الخواطر الردية:
قال الله تعالى حاكيا عن الشيطان (الرجيم): {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين(17)}[الأعراف] .
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان، فلمة الملك إيعاد بالخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر)) .
ولا يحدث في القلب إلا الوسوسة بأن يدعو إلى الضلالة، فإذا دعاك إلى ذنب ودفعته دعاك إلى ذنب آخر، وله لطائف في الإضلال فيضل كل أحد بما يليق به، والنفس توافقه فتمني صاحبها بنحو أن تقول: الأيام والأعوام كثيرة، فتعلم وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك، إلى أن تأتيه المنية بغتة.
الثاني عشر الإقلال من النوم:
مخ ۸۵