* أما طهارة الباطن فالمراد تنظيف قلبه عن الرذائل كالغل والحقد للمسلمين، والحسد والكبر والرياء وغيرها من مساوئ الأخلاق، وقد تقدم ذكرها .
* وأما تطهير الظاهر فالمراد تنظيفه من التلوث بالنجاسات ؛ فإن المتلوث لا يصلح لمناجاة ربه، والعبد مفتقر إلى ربه في كل حال وفي كل طرفة ولحظة : {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين(222)}[البقرة] .
الثامن (لزوم) الخلوة:
وهي عبارة عن العزلة عن الناس وعن الشواغل، وهي أحد الأمور المعينة على دفع الشيطان، ودفع النفس الأمارة (بالسوء)، فلن تكسب من مخالطة الناس إلا ذنوبا، وفي زماننا هذا قد وجبت العزلة إذ لا يتم الغرض في رضاء ربك إلا بها .
واعلم أن الناس في التمكن منها على درجات، وقل من يستطيع الخلوة التامة، ولكن ينبغي للعبد ألا يمنع الأخذ منها بنصيب، فإن تعذر التمام في حقه فالقليل خير من العدم، ولو لم يمكنه إلا ساعة.
وهذا الذي ذكرناه إنما هو في حق من قد أحرز من العلم الديني ما يحتاج إليه في دينه، وأما الجاهل فحاجته للخلطة للتعلم أكثر منه إلى العزلة .
التاسع مجالسة الصالحين:
قد تقدم ما في الخلوة من المصلحة، وأنها ربما لا تمكن، فإن لم تمكن فعليه بمجالسة أهل الصلاح، فإنه لا بد للمجالس أن يكتسب من قرينه ومجالسه، ويأخذ من خلائقه وطرائقه، قصد إلى ذلك أو لم يقصد، فلذلك إنه ينبغي أن يعمد إلى من ترتضى خليقته، وتحمد طريقته، فيجعله قرينه وأنيسه، وخليطه وجليسه، ولعل الجليس الصالح خير من الوحدة، وليحذر من مجالسة من لا تقوى له ولا صلاح، فإن ذلك من دواعي الشر .
العاشر الصمت :
مخ ۸۴