بالرجوع إلى الكتاب والسنة، كما يشير إلى ذلك قوله ﷺ: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ". فإذا هم فعلوا ذلك فقد وضعوا الأساس لقيام المجتمع الإسلامي وبدونه لا يمكن أن تكون لهم قائمة، أو تنشأ لهم دولة مسلحة.
وإني لأعجب أشد العجب من بعض الكتاب والدكاترة الذين يؤلفون في معالجة بعض أمراض النفوس، كمؤلف رسالة "باطن الإثم الخطر الأكبر
في حياة المسلمين" ثم لا يقنع بذلك حتى يكشف عن جهل كبير بالخطر الحقيقي الذي يحيط بالمسلمين وهو ما أشار إليه الأستاذ سيد قطب -رحمه الله تعالى- في كلامه المتقدم:
فإن الدكتور المشار إليه لم تعجبه هذه الحقيقة، فأخذ يغمز منها ومن المذكر بها تحت عنوان له في الرسالة المذكورة "ص٨٥":
" مشكلتنا أخلاقية وليست فكرية ". قال:
" ومعنى كل هذا الذي ذكرناه أننا نعاني من مشكلة تتعلق بالخلق والوجدان وليس لها أي تعلق بالقناعة أو الفكر "
كذا قال! ثم تعجب من الناس الذين يشعرون بمشكلته، ويتنبهون إلى ما سماه بالخطر الأكبر في حياة المسلمين، ولكنهم بدلا من أن يعالجوه بالسبل التي ذكرها هو في رسالة يعالجونه بمزيد من الأبحاث الفكرية ... ثم قال مشيرا إلى كلام سيد قطب ﵀:
" فماذا يجدي أن نسهب في شرح "المجتمع الجاهلي" أو نتفنن في كشف المخطات العدوانية التي يسير عليها أعداء الإسلام وأرباب الغزو الفكري، أو نهتم بعرض المزيد من منهجية الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية، وأن البلاء الذي يعانيه المسلمون ليس الجهل بشيء من هذا كله "١""" وإنما هو المرض العضال الذي يستحكم بنفوسهم"؟!
1 / 62