بهذا الفصل من سائر المثبتين لحدوث الأشياء، المقرين بالصانع، فيقال لهم: أخبرونا عن هرمز، أليس هو خبيرا عليما حكيما، فلذلك نفيتم عنه فعل الشرور، وخلق جميع القبائح؟ فإن قالوا: بلى، قيل لهم: فالشيطان الذي هو رأس الخطيئة، الفاعل لجميع الشرور، الخالق لكل قبيح وخبيث، أخير حسن هو أم قبيح شرير؟ فإن قالوا: حسن خير، قيل لهم: فكيف وهو الخالق لجميع هذه الشرور؟ فإن قالوا: لا يكون بخلقه هذه الشرور، وهذه القبائح شريرا ولا قبيحا، قيل لهم: فما أنكرتم عن هرمز أن يكون هو الخالق لهذه الشرور والفاعل لها، وليس هو مع ذلك شريرا ولا قبيحا، إذ لا يكون الشيطان بفعله القبائح قبيح، وبخلقه الشر شرير، قيل لهم: فهرمز حين خلق الشرير وفاعل القبيح الذي هو الشيطان، أحسن هو أم قبيح شرير؟ فإن قالوا: إن هرمزا خير لا يكون شريرا، قيل لهم: وكيف وهو الذي خلق رأس الشر الذي منه جميع الشرور؟ (¬1)
¬__________
(¬1) - هذه الحجج التي ساقها المؤلف: هي _الحق يقال_ من أنفس الأقوال والأدلة التي تفحم الخصوم وتجعلهم يتخبطون في ضلالهم، وليس لديهم حجة تقال، ولا دليل ينصف باطلهم..
مخ ۶۱