فأما موضع خط الاستواء فإن مطالع البروج في طالعهم ووسط سمائهم يكون ممرا واحدا وبمثل تلك البرج يكون ممر البروج في وسط سماء العالم كلها وكذلك درجة شرف الكواكب إنما هي للعالم كلهم بحال واحدة فلهذه العلل صار الابتداء بالقسمة من موضع الفلك المستقيم ومن وسط السماء وقد علمنا أنه إذا كان أول دقيقة من الحمل في وسط السماء على خط الاستواء كانت أول دقيقة من السرطان طالعة فلذلك قال الأولون إن السرطان طالع العالم وأولى البروج أن يكون طالعا في ابتداء نشوء العالم الدرجة التي فيها شرف المشتري من السرطان
فإذا كانت الدرجة الخامسة عشرة من السرطان طالعة على خط الاستواء كانت الدرجة الثامنة عشرة من الحمل في وسط السماء وإذا كانت الشمس في خمس عشرة درجة من الحمل كانت زائلة وإذا كانت هي والمشتري في الأوتاد كانت الشمس في تسع عشرة درجة من الحمل فأولى الدرج والمواضع بشرف الشمس الدرجة التاسعة عشر من الحمل وقد علمنا أنه ليس من علل الفلك شيء ئلا إلا وهو بأحكام وتدبير ومن أحكام التدبير أن يكون المشتري في طالع العالم
مخ ۴۸۴