290

مذکرات پیکویک

مذكرات بكوك

ژانرونه

وقال الرجل الذي يمزج «السيدلتز»: «جد ممتعة، جد ممتعة.»

وقال ذو الرداء الرمادي: «وكان توم كومنز في كرسي الرياسة، وكان الوقت منتصف الخامسة حين وصلت إلى سمرز تاون، وكنت سكران ثملا، فلم أهتد إلى الثقب الذي يدخل فيه المفتاح، فاضطررت إلى دق الباب، وإيقاظ المرأة العجوز، ولست أدري ماذا سيقول العجوز فج إذا عرف الحادث؛ سيطردني من العمل، أليس كذلك؟»

وضحك الآخرون جميعا لهذه الفكرة اللطيفة.

وقال ذو الرداء الرمادي: «لقد حدث فصل بديع مع فج هنا في هذا الصباح، فبينما كان جاك في الدور العلوي يفرز الأوراق، وأنتما الاثنان قد خرجتما للذهاب إلى مكتب دفع الرسوم، جاء فج إلى هنا ليفتح البريد، وإذا الرجل الذي استصدرنا ضده أمر أداء في «كمبرول» كما تعرفون يفاجئنا، ما اسمه؟ فقد نسيت.»

وقال الكاتب الذي كان قد خاطب المستر بكوك: «اسمه رمزي.»

وقال: «آه! رمزي، وهو عميل طيب موعوك، ونظر إليه الشيخ فج بحدة شديدة، وقال: خير إن شاء الله - وأنتم تعرفون طريقته - هل جئت لتسوية المسألة؟ وأجاب رمزي وهو يدس يده في جيبه، ويخرج النقود: نعم يا سيدي، إن مقدار الدين جنيهان وعشرة شلنات، والنفقات ثلاثة جنيهات وخمسة شلنات، وها هي ذي يا سيدي. وزفر زفرة حارة، وهو يقدم النقود ملفوفة في ورقة «نشاف»؛ فنظر الشيخ فج أولا إلى المال، ثم إلى الرجل، ثم سعل سعلته المعهودة، وعندئذ عرفت أنه يضمر أمرا، قال: ألا تدري أن هناك إعلانا سيزيد جملة النفقات إلى حد كبير؟ فأجفل رمزي من هذا القول، وأجاب: لا تقل يا سيدي، إن الأمر وصل إلى علمي ليلة أمس فقط، يا سيدي. وأجاب فج: أقول هذا وأكرره، لقد ذهب كاتبي الساعة لتسجيله، ألم يذهب المستر جاكسون لتسجيل الإعلان في قلم الكتاب بشأن قضية «بولمان ورمزي» يا مستر وكس؟ فقلت: طبعا نعم. فسعل فج سعلة أخرى، ونظر إلى رمزي، وقال هذا: يا إلهي! وأنا الذي كدت أجن في سبيل جمع هذا المبلغ من هاهنا وهاهنا، ولم أحصل عليه إلا بشق الأنفس، ثم لا ينتهي الأمر إلى نتيجة. وقال فج بفتور: لا نتيجة مطلقا، فالأفضل أن تعود فتجمع مبلغا آخر، وتأتي به في الموعد المضروب. وأجاب رمزي وهو يضرب المكتب بقبضة يده: ولكني والله لا أستطيع. وقال فج وقد بدأ يغض تعمدا: لا تضايقني يا سيدي. وقال رمزي: لست أضايقك في شيء يا سيدي. وقال فج: بل أنت تضايقني فعلا، اخرج من المكتب يا سيدي، وارجع لي حين تعرف كيف تكون مؤدبا. وعندئذ حاول رمزي أن يتكلم، ولكن فج منعه، فرد المال إلى جيبه، وتسلل منصرفا.

وما كاد الباب يغلق حتى دار الشيخ فج نحوي، وعلى وجهه ابتسامة بديعة، وأخرج الإعلان من جيبه، وقال لي: اسمع يا وكس، خذ مركبة، واذهب إلى المحكمة بكل سرعة ممكنة، وسجل هذا الإعلان، إن المصاريف والأتعاب في أمان؛ لأنه رجل مستقيم، وله أسرة كبيرة، ومرتبه خمسة وعشرون شلنا في الأسبوع، وإذا أمكننا أن نحصل على حكم بالأداء، وهو ما أنا واثق به، فسوف ينقدنا الثمن أصحاب العمل الذين يستخدمونه، وهكذا يتسنى لنا أن نأخذ منه كل ما في إمكاننا أخذه، اسمع يا مستر وكس، إنه عمل لا يتنافى مع أحكام المسيحية وتعاليمها؛ لأنه سينصلح حاله بهذا الدرس النافع الذي سيعطى له، وهو رجل ذو أسرة كبيرة، ودخل صغير، حتى لا يعود إلى الاستدانة، ألا ترى ذلك يا مستر وكس؟ ألست معي في هذا؟ وابتسم ابتسامة مطمئنة رفيقة وانصرف، وكان منظره في تلك اللحظة ممتعا.»

وسكت المستر وكس لحظة، ثم عاد يقول بلهجة إعجاب شديد: «إنه رجل عمل بديع، بديع حقا، أليس كذلك؟»

وأمن الثلاثة الآخرون على قوله، وأحسوا بارتياح لا حد له لهذه القصة التي رويت لهم.

وهمس المستر ولر لسيده قائلا: «إنهم خلق ظرفاء أهل لطف يا سيدي!»

ناپیژندل شوی مخ