وصاح صوت من خلف الحاجز؛ ردا على طرقة خفيفة بالباب من كف المستر بكوك: «ادخل، ألا تستطيع أن تدخل؟»
ودخل على الصوت المستر بكوك وسام.
وتقدم المستر بكوك، والقبعة في يده، نحو الحاجز في رفق، وسأل قائلا: «هل المستر ددسن أو المستر فج هنا يا سيدي؟»
وأجاب الصوت قائلا: «المستر ددسن ليس هنا الآن، والمستر فج مشغول في هذه اللحظة.» وتطلع الرأس الذي انبعث هذا الصوت منه من فوق الحاجز، والقلم خلف أذنه، إلى المستر بكوك.
وكان رأسا رثا، تلوى شعره المصفر المفروق على جانب واحد منه، والمدهون ببعض الأدهنة العطرة ليستقر في موضعه، فبدا ذوائب شبه مستديرة حول وجه مسطوح ذي عينين ضيقتين، وقميص قذر، وربطة عنق سوداء ناحلة.
وعاد المستر بكوك يسأل: «ومتى ينتظر أن يعود المستر ددسن يا سيدي؟» - «لا أعرف.» - «وهل يطول انشغال المستر فج يا سيدي؟» - «لا أعرف.»
وشرع الرجل في إصلاح قلمه بكل تؤدة، بينما ضحك كاتب آخر ضحكة الموافقة على ما أجاب به زميله، وكان يذيب قدرا من مسحوق «السيدلتز» الملين، خلف غطاء مكتبه.
وقال المستر بكوك: «أظن أنه يحسن بي أن أنتظر.»
ولم يتلق جوابا، فجلس غير مأمور، وأصغى إلى دقات الساعة، وغمغمة الكتبة وهم يتجاذبون أطراف الحديث.
قال أحدهم - وهو في رداء رمادي، وأزرار نحاسية، وسراويل سود، وحذاء قصير - في ختام كلام له غير مسموع عن واقعة حال له: «في الليلة الماضية، لقد كانت ممتعة، أليس كذلك؟»
ناپیژندل شوی مخ