271

مذکرات پیکویک

مذكرات بكوك

ژانرونه

وانطلق المستر ولر في مناجاته الأخلاقية على هذا النحو، وهو في طريقه إلى مكتب حجز التذاكر في المركبة الحافلة.

تعني الكلمة بت

إبريق أو وعاء، وقد لعب الناظم بالألفاظ فجاء بها على سبيل التورية مع كلمة

اسم الرجل.

الفصل التاسع عشر

يوم سار، ونهاية غير سارة

كانت الطيور لحسن حظها، وسكينة خاطرها، وراحتها، وطمأنينة بالها - في جهل سعيد بأمر المعدات التي كانت تعد لمباغتتها في اليوم الأول من شهر سبتمبر، فلا غرو إذا هي رحبت بمقدمه، كأجمل يوم مر عليها في ذلك الموسم، فكم من «حجلة» فتية راحت تحجل راضية مغتبطة فوق أعقاب الحصاد، وتتخطر في زهو الشباب وخيلائه، وكم من بطة كبيرة مضت ترقب نزق تلك الصغيرة بعينها المستديرة، وتنظر إليها نظرة السخرية، وترنو نحوها رنوة الحكمة والخبرة، وإن كانت هي الأخرى في جهل بمصيرها المقترب، ونهايتها المحتومة، قد مضت «تتشمس» في أنسام الصباح العليلة، فرحة مبتهجة، ثم راحت بعد بضع ساعات ترف على الأرض بأجنحتها.

ولكنا قد أخذنا نتكلف، فلنعد إلى سياق الحديث.

لقد كان الصباح - بصريح القول، وحقيقة الواقع - رائعا، بلغ من إمتاعه أنك لا تكاد تصدق أن أشهر الصيف المألوف في إنجلترا - على قلتها - قد انقضت منذ وقت قريب، فقد بدت الأسوار المقامة من العوسج، والحقول والمروج والأشجار، والربى والمستنقعات، مرسلة ظلالها المنوعة، وأفياءها الوارفة، ونضرتها المورقة، كأن ورقة منها لم تسقط، ولا أثر لصفرة الذبول قد اختلط بألوان الصيف الزاهية، حتى لا تكاد تشعر بأن الخريف قد بدأ، فقد خلا أديم السماء من السحب، والشمس تسطع فتملأ الكون ضياء ودفئا، وشدو الطير وطنين الآلاف المؤلفة من حشرات الصيف، تفعم الهواء صدحا ولحنا، والبساتين المحيطة بالأكواخ مزدحمة بالأزاهر من كل لون بهيج، تتلألأ وتبرق في الندى الكثيف كأنها اللآلئ والجواهر المتألقة ... وكل شيء يومئذ يحمل طابع الصيف، ولا تزال كل ألوانه الجميلة زاهية لم تنصل بعد.

كذلك كان مشهد الصبح حين وقفت بباب على عدوة الطريق مركبة مكشوفة، تقل ثلاثة من البكوكيين - فقد آثر المستر سنودجراس البقاء في الفندق - والمستر واردل، والمستر تراندل، بينما اتخذ سام ولر مجلسه بجانب السائق، وكان بالباب حارس صيد فارع القامة معروق البدن، وغلام يكاد يكون منتعلا نصف انتعال، وقد لف بأغطية من الجلد ساقيه الصغيرتين، وقد حمل كل منهما حقيبة رحيبة الجوانب، ومعهما كلبان.

ناپیژندل شوی مخ