أخيرا مددت يدي إلى استيفان، وقلت: «ألا مافيش عندكم شغلة لواحد زيي؟ أي دور، خدام، سيد، باشا، بيه، أفندي، واحد مش لاقي اللضا، أي دور أنا قابل. ثم مش طمعان كمان، نص ريال في الليلة كويس قوي، وثمانية صاغ كمان ... رضا!».
وتركني استيفان بعد أن وعدني خيرا. وفي المساء تلاقينا أمام باب «الأبيه دي روز» فقادني إلى صاحب الملهى وكان إيطاليا اسمه الخواجة «روزاتي».
وكان اسكتش «خيال الظل» المزمع إخراجه في تلك الليلة يحتاج إلى ظهور خادم بربري، فقدمني استيفان لروزاتي قائلا إنني ممثل كبير مشهور، وإنني، ولم يكمل استيفان سلسلة المحاسن والأوصاف، لأن الرجل قاطعه قائلا بالفرنسية: «لا لا، أنا مش عاوز ممثل كبير وشهير، وبتاع ... أنا عاوز ممثل كل شيء كان لأن الدور مش مهم».
وهنا تدخلت أنا في المناقشة وقلت للخواجة: «أنا يا أفندم ممثل بسيط على قد الحال. لا أنا شهير ولا أنا كبير».
فقال: «أنا مش رايح أدفع أكثر من أربعين قرشا».
فأبرقت أساريري، ونظرت إلى استيفان نظرة استفهام، لأنني لم أكن أصدق أن أحصل على مرتب كهذا!
مفاجأة
وأشفقت على نفسي خوفا من أن يكون هذا المبلغ هو المرتب الشهري. وليس اليومي! وحين زالت معالم الدهشة من نفسي، هنأني استيفان وقادني إلى مدير المسرح ومعاونة المسيو روزاتي، وهي فتاة رائعة الجمال كانوا يسمونها «ليليان الجميلة». وهناك أفهمتنا ليليان موضوع «خيال الظل» الذي سنؤديه في تلك الليلة، وكانت إدارة الملهى قد أعلنت في جميع أنحاء القاهرة عن مفاجأة كبرى: هي أن هناك سيدة باريسية ذات جمال فاتن وحسن رائع، ستبدو للجمهور خلف الستار الشفاف ثلاث ليال سويا، وفي الليلة الرابعة تظهر بشكلها الطبيعي ، وأمام الستار لا خلفه.
ونجحت هذه الدعاية في جلب الجماهير الغفيرة طيلة الليالي الأربع، ولما آن وقت ظهور المفاجأة المدهشة، عرف الناس أن السيدة الباريسية الفاتنة، لم تكن إلا استيفان روستي بعينيه وأنفه و«شنبه».
وبعد ذلك بدأنا نمثل على المسرح روايات باللغة الفرنسية ذات فصل واحد: عمادها من الذكور شخصان ... أنا واستيفان أما السيدات ... فقد كان الخير كثيرا ... والكباريه فيه الصنف ده على قفا من يشيل ... فماذا كان يحدث أثناء التمثيل وهل نجحنا في عملنا أو كان الفشل حليفنا؟
ناپیژندل شوی مخ