أتدري يا عزيزي القارئ من هو هذا «الوارث» العظيم الذي وصفت. أنه استيفان روستي، زميل العناء والشقاء، استيفان اللي كان زي حالاتي يشتهي سيجارة ماركة الحملي ... والا حتى ماركة الكوز!
إيه يا ولد النعمة اللي ظهرت على جتة اللي خلفوك دي، ومنين العز دا كله؟ تكونش «سطيت» على خزينة البنك الأهلي؟ والا قتلت واحد بنكير ولطشت اللي في جيبه؟ وبكل برود هز استيفان رأسه وقال: «لا هذا ولا ذاك، المهم أن ربنا فرجها علينا والسلام».
خيال ظل ...!
وبعد مناقشات لاستطلاع سر هذا الثراء المفاجئ، ذكر لي استيفان أن هناك «كباريه» خلف برنتانيا يطلقون عليه اسم «أبيه دي روز» وأنه وجد هناك عملا يتقاضى عليه ستين قرشا في كل مساء!
يا نهار أبوك زي الكرمب يا استيفان يا روستي؟ ستون قرشا في الليلة، يعني قد ماهية العبد لله في الشهر إذا كانت الحالة رايجة كمان!
وراح استيفان يشرح لي ماهية عمله.
فإذا به يظهر خلف ستار من الشاش أثناء انطفاء الأنوار في المحل، فيؤدي من مكمنه هذا بعض حركات هزلية، وغير هزلية. يعني بالعربي «خيال ظل» ...
فقلت له: «إنني أعلم أن سمعة هذا المكان لا تتفق وكرامة الإنسان» ...
فأجاب: «وأنا مالي ومال الكلام الفارغ ده. أنا راجل باشتغل من «وراء الستار» ولا حد عارفني ولا حد شايفني». «ثم أن الوقت اللي بامضيه في عملي لا يزيد عن ربع ساعة في كل ليلة، ألهف فيهم الستين صاغ، ولا حد شاف ولا حد دري!».
وفكرت مليا ثم وضعت يدي في جيبي فإذا بها تخرج بيضاء من غير سوء. يعني من غير تشبيه ولا تمثيل. كان الفلس ضاربا أطنابه بشكل يخلي الواحد يبيع هدومه.
ناپیژندل شوی مخ