منهاج المتقین په علم الکلام کی
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
ژانرونه
وبعد فلم يقل بما أغويتني عن الحق وهو محل النزاع، والمعنى بما أغويتني أي خيبتني عن رحمتك؛ لأن الغي والغواية في أصل اللغة هو الخيبة والحرمان، قال تعالى: {فسوف يلقون غيا} وقال الشاعر:
ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره .... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
ويجوز أن يكون التقدير بما أغويتني أي حكمت علي بالغواية وسميتني غاويا.
ومنها: قوله: حكاية عن نوح {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم} /238/.
والجواب: إنما أخبر أن نصحة لا ينفع أن أراد الله أغواهم، فمن أين للخصم أن الله قد أراده وفعله وهو المتنازع.
وبعد فلم يقل إن كان الله يريد أن يغويكم عن الدين.
وبعد فعند الخصم أن النصح فعل الله فيكون التقدير ولا ينفعكم نصح الله إن أراد الغواية. وبعد فما باله عليه السلام يشتغل بنصحهم وقد علم أنه لا ينفع، وأن الله منعهم عن القبول، والمعنى لا ينفعكم نصحي أن كان الله يريد أن يخيبكم من رحمته وعفوه لأجل إصراركم، وهذا واضح لأن النصح لا ينفع إلا من قبله، وقد قال بعض العلماء أن نوحا أوردها على طريق الإلزام والتوبيخ لهم؛ لأنهم كانوا يرون أن الله الذي أغواهم وأراد غوايتهم، فقال: إن كان الأمر كما زعمتم فلا ينفعكم نصحي، وهذا كما نقوله نحن للخصوم، وإذا كان كما قلتم فلا ينفع الأمر والنهي والرسل والجهاد والوعظ.
ومنها، قوله: {ربنا غلبت علينا شقوتنا}.
والجواب: لا بد من ترك ظاهرها لأن الغلبة لا تصح إلا من الحي القادر، وأما فهي في الأصل العناء والتعب، يقال: شقي شقاوة وشقاء، ويقال للفقير المحروم: شقي، أي تاعب في دنياه، ومعنى الآية: ربنا غلبت علينا شقوتنا، أي تعبنا وعناؤنا وعذابنا، ويجوز أن يريد غلبت علينا معاصينا وظلمنا، وزادت على حسناتنا وسمي ذلك شقوة لما كان يؤدي إليها.
ومنها: قوله: {كذلك زينا لكل أمة عملهم} وأشباهها.
مخ ۳۶۱