226

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

وقال في نوح عليه السلام : إنه كا عبدا شكورا) وقال في إيراهيم صلى الله عليه وسلم : { شاكرا لأنصمه ولأنه في منزلة الإنعام والعافية ، ولذلك قيل : لأن أنعم فأشكر أحث إلي من أن أبتلى فأصبر.

وقيل : بل الصابر أفضل؛ لأنه أعظم مشقة ، فيكون أعظم ثوابا وأرفع منزلة ، قال الله تعالى : { إنا وجدنله صابرا نعم العبد : وقال : إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب) .

وقال تعالى : والله يحب الصدبرين} قلث أنا : الشاكر بالحقيقة لا يكون إلأ صابرا ، والصابر بالحقيقة لا يكون إلأ شاكرا ؛ لأن الشاكر في دار المحنة لا يخلو من محنة يصبر عليها لا محالة ولا يجزع؛ فإن الشكر تعظيم المنعم على حد يمنع من عصيانه ، والجزع عصيان، والصابر لا يخلو من نعمة ، كما ذكرنا أن الشدائد نعم بالحقيقة على المعنى المتقدم، فإنه شكر بالحقيقة إذ صبر؛ لأنه حبس نفسه عن الجزع تعظيما لله تعالى ، وهذا هو الشكر بعينه؛ إذهو تعظيم يمنع عن العصيان: ولأن الشاكر يمنع نفسه عن الكفران فصبر عن المعصية، وحمل نفسه على الشكر، وصبر على الطاعة، فصار صابرا على الحقيقة، والصابر عظم الله تعالى، حتى منعه تعظيمآه عن الجزع فيما أصابه، وحمله على الصبر، فقد شكر الله تعالى، فصار شاكرا بالحقيقة.

ولأن حبس النفس عن الكفران مع قصد النفس له شدة يصبر عليها الشاكز ، وتوفيق الصبر والعصمة نعمة يشكر عليها الصابر، فأحذهما لا ينفك عن الآخر؛ لأن البصيرة الباعثة عليهما واحدة، وهي بصيرة الاستقامة في قول بعض علمائنا، فمن هلذه الوجوه قلتا : إن أحدهما لا ينفك عن الاخر، فاعرف هلذه الجملة ، وبالله التوفيق 29

مخ ۲۶۰