============================================================
إلأ العناء ، نعوذ بالله من علم لا ينفع، وعملي لا يقبل، ولهلذا عظمت عناية العلماء الزهاد العاملين رضي الله عنهم بالعلم خاصة من بين أفنان الناس؛ فإن مدار أمر العبودية، وملاك العبادة والخدمة لله رب العالمين على العلم، وهكذا يكون نظر أولي الأبصار ، وأهل التاييد والتوفيق .
فإذا تبين لك بهلذه الجملة أن الطاعة لا تحصل للعبد، ولا تسلم له الأ بالعلم. . فيلزم إذن تقديمآه في شأن العبادة .
وأما الخصلة الثانية التي توجب تقديم العلم : أن العلم النافع يثمر خشية الله تعالى ومهابته ، قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلكؤا)، وذلك أن من لم يعرفه حق معرفته.. لم يهبنه حق مهابته، ولم يعظئه حق تعظيمه وحرمته، فبالعلم يعرفه ويعظمه ويهائه، فصار العلم يثمر الطاعة كلها، ويحجز عن المعصية كلها بتوفيق الله تعالى: وليس وراء هذين مقصد للعبد في عبادة الله سبحانه وتعالى، فعليك بالعلم -أرشدك الله يا سالك طريق الآخرة - أول كل شيء ، والله ولي التوفيق بفضله ورحته ولعلك أن تقول : قد ورد الخبر عن صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامآه أنه قال : "طلب العلم فريضة على كل مسلم"(1)، فما العلم الذي طلبه فرض لازم؟ وما الحد الذي لا بد للعبد من تحصيله في أمر العبادة ؟
فاعلم : أن العلوم التي طلبها فرض في الجملة ثلاثة : علم التوحيد، وعلم السر- أعني به : ما يتعلق بالقلب ومساعيه - وعلم الشريعة.
وأما حد ما يجب من كل واحد منها : فالذي يتعين فرضه من علم التوحيد مقدار ما تعرف به أصول الدين، وهو أن لك إلها عالما، قادرا حيا، مريدا متكلما، سميعا بصيرا، واحدا لا شريك له، متصفا بصفات الكمال، متنزها
مخ ۴۸