============================================================
للحطام ، أما تخاف أيها المسترشد أن تكون مضيعا لشيء من هلذه الواجبات بل لأكثرها ، وتشتغل بصلاة التطؤع وصوم النفل ، فتكون في لا شيء ؟
وريما أنت مصر على معصية من هلذه المعاصي التي تستوجب بها النار، وتترك مباحا من طعام أو شراب أو نوم ، تبتغي به قربة إلى الله تعالى ، فتكون في لا شيء: وأشد من ذلك كله أنك تكون في أمر الأمل ، والأمل معصية محضة ، فتظنه نية خير؛ لجهلك بالفرق بينهما وتقاربهط فيمهعض الوجوه.
وكذلك تكون في جزع وسخط، فتظنه تضؤعا وابتهالا إلى الله عز وجل، وتكون في رياء محضي، وتحسبه حمدا لله سبحانه، أو دعوة للناس إلى الخير، فتأخذ تعد على الله سبحانه المعاصي بالطاعات، وتحتسب الثواب العظيم في موضع العقوبات، فتكون في غرور عظيم، وغفلة قبيحة، وهذذه والله مصيبة فظيعة للعاملين من غير علم: ثم مع ذلك إن للاعمال الظاهرة علائق من المساعي الباطنة تصلحها وتفسدها؛ كالإخلاص والرياء والعجب، وذكر المنة وغيره ، فمن لم يعلم هذذه المساعي الباطنة، ووجه تأثيرها في العبادات الظاهرة، وكيفية الاحتراس منها، وحفظ العمل عنها. . فقلما يسلم له عمل الظاهر أيضا، فتفوته طاعات الظاهر والباطن ، فلا يبقى بيده غير الشقاء والكد ، وهلذا هو الخسران المبين ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن نوما على علم خير من صلاة على جهل "(1) ؛ فإن العامل بغير علم يفسد أكثر مما يصلح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة العلم : " إنه يلهمه الشعداء ، ويحرمه الأشقياء "(2) فالمعنى - والعلم عند الله - : أن إحدى شقوتيه ألآ يتعلم العلم، ثم يشقى ويتعث في العبادة على خبط عشواء، فما يكون له من ذلك
مخ ۴۷